البث المباشر

من سيرة مولانا الإمام الحسين (عليه السلام)

الإثنين 24 يونيو 2019 - 09:45 بتوقيت طهران
من سيرة مولانا الإمام الحسين (عليه السلام)

نلتقيكم في حلقة أخري من هذا البرنامج نستهدي فيها بحكايتين من سيرة مولانا الإمام الحسين (عليه السلام)، في الأولي هداية بالغة الي صفات الذين يجعل الله فيهم رسالته، وفي الثانية إشارة جميلة الي خلق المؤمنين الصادقين في مواساة أئمة الدين (عليهم السلام).
روي أن إعرابياً أثقلته الديون سلم علي الحسين بن علي فسأله حاجة وقال: سمعت جدك رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: إذا سئلتم حاجة فاسئلوها من أحد أربعة: إما من عربي شريف، أو مولي كريم، أو حامل القرآن، أو ذي وجه صبيح، فأما العرب فشرفت بجدك، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل، وأما الوجه الصبيح فإني سمعت جدك رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلي الحسن والحسين.
فقال الحسين له: ما حاجتك؟ فكتبها الاعرابي علي الأرض.
فقال له الحسين: سمعت أبي علياً (عليه السلام) يقول: قيمة كل امرء ما يحسنه، وسمعت جدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: المعروف بقدر المعرفة، فأسئلك عن ثلاث خصال: فإن أجبتني عن واحدة فلك كل ما عندي، وقد حملت إلي صرة مختومة وأنت أولي بها.
فقال: سل عما بدا لك فإن أجبت وإلا تعلمت منك فأنت من أهل العلم والشرف، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فقال الحسين: أي الأعمال أفضل؟
قال: الإيمان بالله والتصديق برسوله.
قال: فما نجاة العبد من الهلكة؟
فقال: الثقة بالله.
قال: فما يزين المرء؟
قال: علم معه الحلم.
قال: فإن أخطأه ذلك؟
قال: فمال معه كرم.
قال (عليه السلام): فإن أخطأه ذلك؟
قال: فقر معه صبر.
قال: فإن أخطأه ذلك؟
قال: فصاعقة تنزل عليه من السماء فتحرقه. فضحك الحسين (عليه السلام)، ووهبه الصرة وفيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وقيمته مائتا درهم وقال: يا أعرابي أعط الذهب إلي غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ ذلك الأعرابي وقال: «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ».
ونبقي في رحاب تجليات الأخلاق الإلهية فيمن أحب الله من أحبه مولانا الحسين (عليه السلام) فقد روي أنه قال في ليلة عاشوراء لأصحابه: «الا ومن كان في رحله امرأة فلينصرف بها إلي بني أسد».
فقام ابن مظاهر الأسدي وقال: ولماذا يا سيدي؟
قال (عليه السلام): ان نسائي تسبي بعد قتلي وأخاف علي نسائكم من السبي.
فمضي ابن مظاهر إلي خيمته فقامت زوجته إجلالاً له فاستقبلته وتبسمت في وجهه فقال لها: دعيني والتبسم!
فقالت: يا ابن مظاهر إني سمعت غريب فاطمة خطب فيكم، وسمعت في آخرها همهمة ودمدمة فما علمت ما يقول؟
فأجابها زوجها: إن الحسين (عليه السلام) قال لنا: ألا ومن كان في رحله امرأة فليذهب بها إلي بني عمها لاني غدا اقتل ونسائي تسبي.
فقالت: وما أنت صانع؟
قال: قومي حتي ألحقك ببني عمك بني أسد.
فقامت هذه المؤمنة المواسية وقالت: والله ما أنصفتني يا ابن مظاهر، أيسرك أن تسبي بنات رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأنا آمنة من السبي؟ أيسرك أن تسلب زينب إزارها من رأسها وأنا أستتر بإزاري؟ أيسرك أن تذهب من بنات الزهراء أقراطها وأنا أتزين بقرطي؟ أيسرك أن يبيض وجهك عند رسول الله ويسود وجهي عند فاطمة الزهراء؟ والله أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء.
فرجع ابن مظاهر إلي الحسين (عليه السلام): وهو يبكي.
فقال له الحسين (عليه السلام): ما يبكيك؟
فقال: سيدي أبت الأسدية إلا مواساتكم!
فبكي الحسين (عليه السلام) وقال: جزيتم منا خيراً.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة