خطب دها الاسلام كان فضيعا
من أجله بكت السماء نجيعا
آهاً له من حادثٍ ذهل الأسى
فيه غداة مضى الحسين صريعا
الله ! هذا ابن النبي لعظمه
جبريل هزّ المهد فيه رضيعا
يقضي بضاحية الهجير بكربلا
ظامٍ ومطوي الحشاشة جوعا
ما للمواضي وزعت من جسمه
لحم النبوة في الوغى توزيعا!
فتعج املاك السماء لقتله
اليوم مات الأنبياء جميعاً
"السَّلام عليك يا خازن الكتاب المسطور، السَّلام عليك يا وارث التوراة والانجيل والزبور السَّلام عليك يا أمين الرحمان، السَّلام عليك يا شريك القرأن، السَّلام عليك يا عمود الدين، السَّلام عليك يا باب حكمة رب العالمين.. لعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ولعن الله أمة ً دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها" اخوتنا وأعزتنا المؤمنين الأكارم … السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد ارتبك مفهوم الامامة والخلافة في أذهان الناس، حين رأوا المبايعين يوم الغدير يكون لهم بعد أيام ٍ قلائل وبمجرد رحلة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ رأي آخر قبال آية التبليغ وآية اكمال الدين وإتمام النعمة وقبال خطبة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في يوم غدير خم وواقعته الكبرى ومن هنا ورد التخليط والتلبيس من قبل حكومة الشام فقد كان لمعاوية بن أبي سفيان، هو الآخر رأيه، وعندما آل اليه الحكم فأعلنها خطبةً صريحة، بل فكرة قبيحة قائلاً في صلاة جمعة على مسامع الملأ :" اني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا، ولا لتحجوا ولا لتزكوا ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون". هكذا أعلن عقدته وهي استلاب الرئاسة والاستئثار بها ثم جعلها ملوكية وراثية فأخذ البيعة في حياته لابنه يزيد، فكان أن نهض الامام أبو عبدالله ألحسين _عليه السَّلام_ ليحيي مفهوم الامامة في الدين، ويجلي معناها العقائدي والشرعي في المسلمين. يروي الشيخ المفيد في كتابه (الارشاد وكذا ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) أن الحسين ـ عليه السَّلام ـ كتب كتاباً جوابياً الى عبدالله بن جعفر، وعمرو بن سعيد، جاء فيه : " وأما بعد فإنه لم يشاقق الله ورسوله من دعا الى الله عزوجل وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين وقد دعوت الى الايمان والبر والصلة فخير الأمان أمان الله ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا " وفي ( مقتل الحسين _عليه السَّلام_)للخوارزمي الحنفي وكتاب أمالي الصدوق، روي أن رجلاً سأل الحسين _عليه السَّلام_ عن معنى قوله تعالى "يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ" (سورة الاسراء ۷۱) فأجابه ـ عليه السَّلام ـ قائلاً : " امام دعا الى الهدى، فأجابوا اليه وامام دعا الى ضلالة فأجابوا اليها هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار وهو قوله تعالى : "فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" (سورة الشورى: آية ۷) ويمضي أبو عبدالله الحسين ـ سلام الله عليه – أيها الاخوة الاحبة في كل فرصة ٍ مناسبة يبين حقائق الامامة والخلافة النبوية لئلا يغفل الناس أو يخدعوا أو يطمعوا فينساقوا في ركب الحكم الجاهلي الجائر الفاسد مؤكداً أن الامر محرم على غير أهل البيت الذين عينهم الله تعالى خلفاء أوصياء لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وأخبر بهم النبي بأسمائهم والقابهم من أولهم الى اخرهم فالخلافة محرمة على غيرهم وعلى من نازعهم اياها ظالمين جاهلين فاسقين لقوله تعالى "لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (سورة البقرة ۱۲٤) والعهد هو الولاية والامامة من بعد النبوة والرسالة.. أفتراه يناله يزيد، وأمثال يزيد، ومن غمر في أوحال الفساد والمجون والظلم وهتك الحرمات؟! وقد اعلنها الحسين واضحة صادعة صريحة حين قال "ويزيد رجل شارب الخمر، وقاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله. كذلك لا ينال عهد الله الجهلة، بل ينال أهل بيت الوحي والرسالة والنبوة ومنهم سيد شباب أهل الجنة أبو عبدالله الحسين ـ صلوات الله ـ عليه الذي قال لرجل كوفي : "أما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل من دارنا ونزوله على جدي بالوحي يا أخا أهل الكوفة مستقى العلم من عندنا، أفعلموا وجهلنا؟! هذا ما لا يكون" . أما يزيد، فقد ولد في (حوارين) بالشام وهي منطقة مسيحية نشأ فيها على نهجها حتى كتب العلايلي في كتابه (سمو المعنى في سمو الذات) أن تربية يزيد، كانت مسيحية خالصة. وكان مستخفا بما عليه الجماعة الاسلامية وكان ينادم الأخطل الشاعر المسيحي الخليع. كذلك – أيها الاخوة الأعزة – لا ينال عهد الله من وقعوا في أسر الاسلام في فتح مكة ثم أطلق النبي سراحهم شريطة ألا يتىسلطوا يوماً ما على زمام المسلمين وقد عرفوا بالطلقاء ومنهم بنوأمية … قال بعض المفسرين : بعد أن قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لأهل مكة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء " دخلوا في الاسلام وقد كان الله سبحانه أمكن نبيه من رقابهم عنوة فأصبحوا له فيئاً، فلذلك سمي أهل مكة يومها بـ "الطلقاء" . أجل …فذكَّرَ الامام الحسين هذه الأمة كيف غفلت حتى حكمها الطلقاء خلافاً لحكم الاسلام فيهم ونبه الى بطلان حكومتهم وحرمة الخضوع لهم وجاءت العقيلة زينب ـ سلام الله عليها ـ تذكِّر بذلك أيضاً ولكن أين يا ترى؟! في عقر قصر يزيد، فخاطبته بقولها: "أمِنَ العدل يأبن الطلقاء تخديرك حرائرك واماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا!؟ " وبقولها أيضاً تعنيه : "ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء! "