السّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله أسعد الله أوقاتكم وتقبل طاعاتكم ودعواتكم، على بركة الله نلتقيكم في هذا البرنامج مع إثنتين من قصص الدعاء المستجاب، الأولى مروية في كتاب الوسائل عن ابن عباس قال:
هبط جبرئيل على يعقوب فقال: ألا أعلّمك دعاءً يردّ الله به بصرك ويردّ عليك ابنيك؟
قال: بلى.
قال: فقل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه، وما قاله نوح فاستوت سفينته على الجودي ونجا من الغرق، وما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمن حين ألقي في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً.
قال يعقوب: وما ذلك يا جبرئيل؟
فقال: قل اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) أن تأتيني بيوسف وبنيامين جميعاً وتردّ عليّ عيني.
فقال: فما استتمّ يعقوب هذا الدعاء حتى جاء البشير فألقى قميص يوسف عليه فارتدّ بصيراً.
وننقل لكم من كتاب مهج الدعوات ما رواه السيد ابن طاووس بسنده عن اليسع بن حمزة القمي قال: أخبرني عمرو بن مسعدة وزير المتعصم الخليفة أنه جاء عليّ بالمكروه الفظيع حتى تخوفت على إراقة دمي وفقر عقبي، فكتبت إلى سيدي أبي الحسن العسكريّ (عليه السّلام) أشكو إليه ما حلّ بي فكتب إليّ: لا روع عليك ولا بأس فادع الله بهذه الكلمات يخلّصك الله وشيكاً ممّا وقعت فيه، ويجعل لك فرجاً فإنّ آل محمد يدعون بها عند إشراف البلاء، وظهور الأعداء، وعند تخّوف الفقر وضيق الصدر.
قال اليسع بن حمزة وكان يومها في حبس وزير المعتصم، قال: فدعوت الله بالكلمات التي كتب إليّ سيدي بها في صدر النهار، فوالله ما مضى شطره حتى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي: أجب الوزير، فنهضت ودخلت عليه فلما بصر بي تبسّم إليّ وأمر بالحديد ففكّ عنّي، وبالأغلال فحلّت منّي، وأمر لي بخلعة من فاخر ثيابه، وأتحفني بطيب، ثم أدناني وقرّبني وجعل يحدّثني ويعتذر إليّ، وردّ عليّ جميع ما كان استخرجه منّي وأحسن رفدي، وردّني إلى الناحية التي أتقلّدها، وأضاف إليها الكورة التي تليها قال: وكان الدعاء هو: يا من تحلّ بأسمائه عقد المكاره، ويا من يفلّ بذكره حدّ الشدائد، ويا من يدعى بأسمائه العظام من ضيق المخرج إلى محلّ الفرج، ذلّت لقدرتك الصعاب وتسبّبت بلطفك الأسباب، وجرى بطاعتك القضاء، ومضت على ذلك الأشياء، فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة، وبإرادتك دون وحيك مترجرة، وأنت المرجوّ للمهمّات، وأنت المفزع للملمّات لا يندفع منها إلاّ ما دفعت، ولا ينكشف منها إلاّ ما كشفت، وقد نزل بي من الأمر ما (قد) فدحني ثقله، وحلّ بي منه ما بهظني حمله، وبقدرتك أوردت عليّ ذلك، وبسلطانك وجّهته إليّ، فلا مصدر لما أوردت ولا ميسّر لما عسّرت، ولا صارف لما وجّهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا مغلق لما فتحت ولا ناصر لمن خذلت، إلاّ أنت. صلّ على محمد وآل محمد، وافتح لي ربّ باب الفرج بطولك واصرف عنّي سلطان الهمّ بحولك، وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك، وهب لي من لدنك فرجاً وحيّا، واجعل لي من عندك مخرجاً هنيئا، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك، واستعمال سنتك، فقد ضقت بما نزل بي ذرعاً، وامتلأت بحمل ما حدث عليّ جزعاً، وأنت القادر على كشف ما بليت به، ودفع ما وقعت فيه، فافعل بي ذلك وإن كنت غير مستوجبه منك يا ذا العرش العظيم، وذا المنّ الكريم، فأنت قادر يا أرحم الراحمين ، أمين ربّ العالمين.
*******