السلام عليكم إيها الأخوة والأخوات ورحمة الله ها نحن نلتقيكم على بركة الله في لقاء آخر من هذا البرنامج نقرأ لكم فيه أولاً من كتاب عيون الرضا ما روي عن الامام الكاظم (عليه السلام) قال:
أرسل أبو جعفر الدوانيقي الى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله، وطرح له سيفاً ونطعاً وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يديّ على الأخرى فاضرب عنقه. فلما دخل جعفر بن محمد (عليه السلام) ونظر إليه من بعيد تحرّك أبو جعفر على فراشه وقال: مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد الله ما ارسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك، ثم سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضينّ ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله.
فلما خرج قال له الربيع: يا أبا عبدالله رأيت السيف؟ إنما كان وضع لك والنطع، فأيّ شيء رأيتك تحرّك به شفتيك؟
قال جعفر بن محمد (عليه السلام): نعم يا ربيع لمّا رأيت الشرّ في وجهه قلت: حسبي الربّ من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.
ومن كتاب أمالي الشيخ الصدوق نقرأ ما رواه بسنده من أنه وقع الخبر إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه (الخليفة العباسي) موسى بن المهدي في أمره (يعني عزمه على قتله) فقال لأهل بيته: بما تشيرون؟
قالوا: نرى أن تتباعد عن هذا الرجل، وأن تغيّب شخصك منه، فإنه لا يؤمن شرّه فتبسّم أبو الحسن الكاظم (عليه السلام) ثم قال: زعمت سخينة أن ستغلب ربّها وليغلبنّ مغلب الغلاّب ثم رفع (عليه السلام) يده إلى السماء فقال: إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي سنان حدّه وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عنّي عين حراسته، فلمّا رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح (وعجزي عن ملمّات الجوائح) صرفت ذلك عنّي بحولك وقوتك، لا بحولي ولا بقوتي، فالقيته في الحفير الذي احتفره لي خائباً مما أمّله في دنياه متباعداً ممّا رجاه في آخرته، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي، اللهم فخذه بعزتك، وافلل حدّه عنّي بقدرتك، واجعل له شغلاً فيما يليه، وعجزاً عمن يناويه اللهم وأعدّني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاءً، ومن حقي عليه وفاء. وصل اللهمّ دعائي بالإجابة وانظم شكاتي بالتغيير، وعرّفه عمّا قليل ما وعدت الظالمين، وعرّفني ما وعت في إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل العظيم، والمنّ الكريم.
قال الراوي: ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى ابن المهدي.
*******