سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، تحية طيبة نشفعها بخالص دعواتنا لكم بخير الدنيا والآخرة، ها نحن ننقل لكم من كتاب الرجال للعلامة الكشي (قدس سره) الشريف، قال:
قال أبو حمزة الثمالي: كانت صبيّة لي سقطت فانكسرت يدها، فأتيت بها إلى التيمي "المجبّر" فأخذها فنظر يدها، فقال: منكسرة.
فدخل يخرج الجبائر وأنا على الباب فدخلتني الرقة على الصبيّة فبكيت ودعوت الله فخرج بالجبائر فتناول يد الصبية فلم ير بها شيئا، ثم نظر إلى الأخرى فقال: ما بها شيء.
قال ابو حمزة الثمالي: فذكرت ذلك لأبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضا فاستجيب لك يعني الرضا بقضاء الله.
وعن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السّلام) فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي؟
قلت: خلفته عليلاً.
قال: إذا رجعت إليه فأقرأه منّي السّلام، وأعلمه أنه يموت في شهر كذا ويوم كذا.
قال أبو بصير: فقلت: جعلت فداك، والله لقد كان لكم فيه أنس، وكان لكم شيعة.
قال: صدقت، ما عندنا خير له.
قلت: شيعتكم معكم؟
قال: نعم، إن هو خاف الله وراقب نبيّة وتوقّى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا.
قال ابو بصير: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة يسيراً حتى توفي (رحمه الله).
وروى الحافظ الحلبي السّروي في كتاب مناقب آل أبي طالب أنّ ضريراً سمع دعاء أمير الؤمنين (عليه السّلام): اللهم إنّي أسألك يا ربّ الأرواح الفانية وربّ الأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى أعضائها وبانشقاق القبور عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم وأخذك بالحق بينهم، إذا برز الخلايق ينتظرون قضائك ويرون سلطانك ويخافون بطشك ويرجون رحمتك، يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ إلاّ من رحم الله إنه هو البّر الرحيم، أسألك يا رحمن أن تجعل النور في بصري واليقين في قلبي وذكرك بالليل والنهار على لساني أبداً ما أبقيتني إنك على كل شىء قدير.
قال الراوي: فسمعها الأعمى وحفظها ورجع إلى بيته الذي يؤويه، فتطّهر للصلاة وصلّى، ثم دعا بها، فلمّا بلغ إلى قوله: أن تجعل النور في بصري، ارتدّ الأعمى بصيراً بإذن الله جلّت قدرته.
وأخيراً ننقل لكم أعزاءنا من كتاب مرآة الأحوال للعالم المتبحّر آغا أحمد بن الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني، قال:
حدثني بعض الثقات عن المولى محمد تقي المجلسي أنه قال: في بعض الليالي بعد الفراغ من التهجّد سحواً عرضت لي حالة عرفت منها أني لا أسأل من الله تعالى شيئاً حينئذ، إلاّ استجاب لي، وكنت أتفكر فيما أسأله تعالى من الأمور الأخروية والدنيوية، وإذا بصوت بكاء محمد باقر في المهد.
فقلت: إلهي بحقّ محمد وآل محمد (عليهم السّلام) إجعل هذا الطفل مروّج دينك، وناشر أحكام سيد رسلك (صلى الله عليه وآله)، ووفّقه بتوفيقاتك التي لا نهاية لها، واستجاب الله دعاء هذا الوالد المشفق فصار هذا الطفل العلامة محمد باقر المجلسي الذي قضى عمره في نشر أحكام الشريعة المحمدية.
*******