البث المباشر

دعاء ابراهيم(ع) في جبل بيت المقدس

الثلاثاء 14 مايو 2019 - 10:21 بتوقيت طهران
دعاء ابراهيم(ع) في جبل بيت المقدس

في حلقة جديدة من هذا البرنامج نقرأ لكم روايات مختارة ممّا دونته مصادرنا المعتبرة من قصص الدعاء المستجاب ونبدأ بكتاب الإمالي للشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) روى عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) أنه قال: بينا إبراهيم خليل الرحمن (عليه السّلام) في جبل بيت المقدس يطلب مرعىً لغنمه، إذ سمع صوتاً، فإذا هو برجل قائم يصلّي، فقال له: يا عبد الله لمن تصلّي؟
قال: لإله السماء.
فقال له إبراهيم (عليه السّلام): هل بقي أحد من قومك غيرك؟
قال: لا.
قال: فمن أين تأكل؟
قال: أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء.
قال له: فأين منزلك؟
قال: فأومأ بيده إلى جبل.
فقال له ابراهيم (عليه السّلام): هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عند الليلة؟
فقال: إنّ قدّامي ماءً لا يخاض.
قال: كيف تصنع؟
قال: أمشي عليه.
قال: فاذهب بي معك، فلعلّ الله أن يرزقني ما رزقك.
قال: فأخذ العابد بيده، فمضيا جميعاً حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى إبراهيم (عليه السّلام) معه حتى انتهيا إلى منزله.
فقال له إبراهيم (عليه السّلام): أيّ الأيام أعظم؟
فقال له العابد: يوم الدين، يوم يدان الناس بعضهم من بعض.
قال: فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي، فتدعو الله عزّ وجلّ أن يؤمننا من شرّ ذلك اليوم؟
فقال: وما تصنع بدعوتي؟ فوالله إنّ لي لدعوة منذ ثلاثين سنة ما أجبت فيها بشيء.
فقال له إبراهيم (عليه السّلام): أولا أخبرك لأيّ شيء احتبست دعوتك؟
قال: بلي.
قال له: إنّ الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه، وإذا أبغض عبداً عجّل له دعوته، أو ألقى في قلبه اليأس منها.
ثم قال له: وما كانت دعوتك؟
قال: مرّ بي غنم ومعه غلام له ذؤابة.
فقلت: يا غلام، لمن هذا الغنم؟
فقال: لإبراهيم خليل الرحمن.
فقلت: اللهمّ إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه.
فقال له إبراهيم (عليه السّلام): فقد استجاب الله لك، أنا إبراهيم خليل الرحمن، فعانقه، فلمّا بعث الله محمداً (صلى الله عليه وآله) جاءت المصافحة.
ومن كتاب المصباح للشيخ إبراهيم الكفعميّ العاملي (رضوان الله عليه) نقرأ لكم ما رواه من أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: إنّي لأعلم كلمة ما قالها مكروب إلاّ فرّج الله كربه ولا دعا بها عبد مسلم إلاّ استجيب له دعوة أخي يونس التي حكاها الله عنه في كتابه وهي: «لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» وروي أنّ قوم يونس (عليه السّلام) لمّا خافوا نزول العذاب، قالوا: اللهمّ إنّ ذنوبنا قد عظمت وجلّت وأنت أعظم منها وأجلّ فافعل بنا ما أنت أهله ولا تفعل بنا ما نحن أهله.
ثم قالوا: يا (حيّاً) حين لا حي يا محيي الموتى يا حيّ لا إله إلاّ أنت فكشف عنهم العذاب.
وروي عن الصادق (عليه السّلام) أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله دخل المسجد فرأى رجلاً ساجداً وهو يقول: ما عليك يا ربّ لو أرضيت كلّ من له قبلي تبعة وغفرت لي ما بيني وبينك وأدخلتني الجنة فإنّ مغفرتك للظالمين وأنا من الظالمين.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): إرفع رأسك فقد استجاب الله لك فهذه دعوة ما دعى بها عبد مؤمن إلاّ استجاب الله تعالى له وهي دعوة أخي هود (عليه السّلام).

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة