سلام من الله عليكم ورحمة الله وبركاته تحية مباركة نفتتح بها لقاءً آخر في هذا البرنامج ونحن نعيش مع قصص الدعاء المستجاب المروية في المصادر المعتبرة ونبدأ بما رواه العبد الصالح الشيخ محمد بن المشهدي في كتاب المزار:
باسناده عن جابر الجعفي قال: دخلت على مولانا أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السّلام)، فشكوت إليه علّتين متضادتين بي، إذا داويت إحداهما انتقضت الأخرى، وكان بي وجع الظهر ووجع الجوف، فقال لي: عليك بتربة الحسين بن علي (عليهما السّلام).
فقلت: كثيراً ما استعملها ولا تنجح فيّ.
قال جابر: فتبينت في وجه سيدي ومولاي الغضب.
فقلت: يا مولاي أعوذ بالله من سخطك، وقام فدخل الدار وهو مغضب، فأتى بوزن حبة في كفه فناولني إياها.
ثم قال لي: استعمل هذه يا جابر.
فاستعملتها فعوفيت لوقتي، فقلت يا مولاي: ما هذه التي استعملتها فعوفيت لوقتي؟
قال: هذه التي ذكرت أنها لم تنجح فيك شيئاً.
فقلت: والله يا مولاي ما كذبت فيها.
ولكن قلت: لعلّ عندك علماً فأتعلمه منك، فيكون أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس.
فقال لي: إذا أردت أن تأخذ من التربة فتعمد لها آخر الليل، واغتسل لها بماء القراح - أي الصافي- والبس أطهر أطمارك وتطيب بسعد وادخل - يعني حرم الحسين (عليه السّلام)- فقف عند الرأس فصلّ أربع ركعات، تقرأ في الأولى: الْحَمْدُ وإحدى عشرة مرةقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.
وفي الثاني: الْحَمْدُ مرة وإحدى عشرة مرة إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وتقنت فتقول في قنوتك: لا إله إلا الله حقّاً حقا، لا إله إلاّ الله عبودية ورقّاً، لا اله إلاّ الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، سبحان الله مالك السماوات وما فيهنّ وما بينهنّ، سبحان الله ذي العرش العظيم، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثم تركع وتسجد، وتصلّي ركعين أخريين وتقرأ في الأولى:الْحَمْدُ وإحدى عشرة مرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
وفي الثانية: الْحَمْدُ مرة وإحدى عشرة مرة إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وتقنت كما قنتّ في الأوليين، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول ألف مرة شكراً ثم (تقوم وتتعلق بالتربة) وتقول: يا مولاي يابن رسول الله، إني آخذ من تربتك بإذنك، اللهم فاجعلها شفاءً من كل داء، وعزّاً من كل ذلّ، وأمنا من كل خوف وغنى من كل فقر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث مرات، وتدعها في خرقة نظيفة أو قارورة زجاج، وتختمها بخاتم عقيق عليه ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله استغفر الله فإذا علم الله منك صدق النية، لم يصعد مع في الثلاث قبضات إلاّ سبعة مثاقيل، وترفعها لكل علّة فإنها تكون مثل ما رأيت.
وروي في عدة من المصادر المعتبرة عن أبي النصر المؤذن النيسابوري، قال: أصابتني علة شديدة ثقل منها لساني، فلم أقدر على الكلام، فخطر ببالي أن أزور الرضا (عليه السّلام)، وأدعو الله تعالى عنده، وأجعله شفيعي إليه حتى يعافيني من علّتي ويطلق لساني. فركبت وقصدت المشهد، وزرت الرضا (عليه السّلام)، وقمت عند رأسه، وصليت ركعتين وسجدت، وكنت في الدعاء والتضرع مستشفعاً بصاحب هذا القبر إلى الله تعالى ان يعافيني من علّتي ويحلّ عقدة لساني. فذهب بي النوم في سجودي، فرأيت في المنام كأنّ القبر قد انفرج، وخرج منه رجل فدنا منّي، وقال لي: يا أبا النصر، قل لا إله إلاّ الله.
قال: فأومأت إليه: كيف أقول ذلك ولساني منغلق!
فقال: أتنكر لله قدرة؟!
قل: لا إله إلاّ الله.
قال: فانطلق لساني.
فقلت: لا إله إلاّ الله، ورجعت إلى منزلي راجلاً.
وكنت أقول: لا إله إلا الله، وانطلق لساني، ولم ينغلق بعد ذلك.
*******