سلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، تقبل الله أعمالكم وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نفتتحها بما رواه الشيخ الكليني في كتاب الكافي عن مولانا الصادق (عليه السّلام) قال: إنّ أباذر أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جبرئيل (عليه السّلام) في صورة دحية الكلبي وقد استخلاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل (عليه السّلام): يا محمد هذا أبوذر قد مرّ بنا ولم يسلّم علينا أما لو سلّم لرددنا عليه. يا محمد إنّ له دعاءً يدعو به.
معروفاً عند أهل السماء فسله عنه إذا عرجت إلى السماء، فلمّا ارتفع جبرئيل جاء أبوذر إلى النبي فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما منعك يا أباذر أن تكون سلّمت علينا حين مررت بنا؟
فقال: ظننت يا رسول الله أنّ الذي (كان) معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك، فقال: ذاك جبرئيل (عليه السّلام) يا أباذر وقد قال: أما لو سلّم علينا لرددنا عليه فلمّا علم أبوذر أنه كان جبرئيل (عليه السّلام) دخله من الندامة حيث لم يسلّم عليه ما شاء الله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما هذا الدعاء الذي تدعو به؟
فقد أخبرني جبرئيل (عليه السّلام) أنّ لك دعاءً تدعو به، معروفاً في السماء، فقال: نعم يا رسول الله أقول: اللهمّ إني أسألك الامن والإيمان بك والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار الناس.
والقصة الثانية ننقلها لكم أعزاءنا من كتاب الأمان للسيد ابن طاووس (رحمه الله) قال: كنت مرّه قد توجّهت من بغداد الى الحلة على طريق المدائن فلمّا حصلنا في موضع بعيد القرايا جاءت الغيوم والرعود واستوى الغمام للمطر وعجزنا عن احتماله فألهمني الله جلّ جلاله أنني أقول: يا من يمسك السماوات والأرض أن تزولاً أمسك عنا مطره وخطره وكدره وضرره بقدرتك القاهرة وقوتك الباهرة وكرّرت ذلك وأمثاله كثيراً وهو متماسك بالله جلّ جلاله حتى وصلنا إلى قريه فيها مسجد فدخلته وجاء الغيث شيئاً عظيماً في اللحظة التي دخلت فيها المسجد وسلمنا منه، ثم قال السيد ابن طاووس: وتوجّهت مرة في الشتاء بعيالي إلى بغداد في السفن فتغيمت الدنيا وأرعدت وبدأ المطر فألهمت أنني قلت ما معناه: اللهمّ إنّ هذا المطر تنزله لمصلحة العباد وما يحتاجون من عمارة البلاد فهو كالعبد في خدمتنا ومصلحتنا ونحن الان قد سافرنا بأمرك راجين لإحسانك وبرّك فلا تسلّط علينا ما هو كالعبد لنا أن يضرّ بنا وأجرنا عوائد العناية الإلهية والرعاية الربانية وأجر المطر على عوائد العبودية واصرفه عنا إلى المواضع النافعة لعبادك وعمارة بلادك برحمتك يا أرحم الراحمين، قال: فسكن في الحال. وهذا من تصديق الآيات المعظمات في إجابة الدعوات ولمحمد (صلى الله عليه وآله) من جملة المعجزات ولذريته من جملة العنايات فإنه جلّ جلاله استجاب من المحسنين ومن المسيئين.
*******