السلام عليكم ايها الأفاضل وتقبل الله طاعاتكم ودعواتكم ننقل لكم في هذا اللقاء قصتين من قصص الدعاء المستجاب الأولى رواها الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي مسندة عن الربيع حاجب الخليفة العباسي المنصور الدوانيقي قال:
دعاني المنصور يوماً فقال: يا ربيع أحضر جعفر بن محمد، والله لأقتلنّه فوجّهت إليه، فلمّا وافى قلت: يا ابن رسول الله إن كان لك وصية أو عهد تعهده فافعل، فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه، فقال: أدخله فلما وقعت عين جعفر (عليه السّلام) على المنصور رأيته يحّرك شفتيه بشيء لم أفهمه ومضى فلمّا سلّم على المنصور، نهض إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه، وقال له: إرفع حوائجك، فأخرج رقاعاً لأقوام وسأل في آخرين، فقضيت حوائجه، فقال المنصور: إرفع حوائجك في نفسك، فقال له جعفر: (حاجتي أن) لا تدعني حتى أجيئك.
فقال له المنصور: مالي إلى ذلك سبيل، وأنت تزعم للناس أنك تعلم الغيب.
فقال جعفر (عليه السّلام): من أخبرك بهذا؟
فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه، فقال جعفر (عليه السّلام) للشيخ: أنت سمعتني أقول هذا؟
قال الشيخ: نعم.
قال جعفر (عليه السّلام) للمنصور: أيحلف؟
فقال له المنصور: إحلف، فلّما بدأ الشيخ في اليمين.
قال جعفر (عليه السّلام) للمنصور: ولكّني أنا أستحلفه.
فقال المنصور: ذلك لك.
فقال جعفر (عليه السّلام) للشيخ: قل أبرأ إلى الله من حوله وقوته، وألجأ إلى حولي وقّوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول، فتلكّأ الشيخ، فرفع المنصور عموداً كان في يده فقال: والله لئن لم تحلف لأعلونّك بهذا العمود فحلف الشيخ فما اتمّ اليمين حتى دلع لسانه ومات لوقته، ونهض الامام الصادق (عليه السّلام).
قال الربيع: فقال لي المنصور: ويلك اكتمها الناس لا يفتتنون، قال الربيع: فحلفّت جعفراً (عليه السّلام) فقلت له: يا ابن رسول الله إنّ المنصور كان قد همّ بأمر عظيم (يعني قتل الامام) فلما وقعت عينك عليه وعينه عليك، زال ذلك، فقال: يا ربيع إني رأيت البارحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في النوم فقال لي: إذا وقعت عينك عليه (يعني الطاغية العباسي) فقل: ببسم الله أستفتح، وببسم الله أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله أتوجّه، اللهمّ ذلّل لي صعوبة أمري، وكلّ صعوبة، وسهّل لي حزونة أمري، وكلّ حزونة واكفني مؤنة أمري وكلّ مؤنة.
وذكر الراوي أنّ المنصور قام إليه فاعتنقه وقال: المنصور خليفة، ولا ينبغي للخليفة أن يقوم إلى أحد، ولا إلى عمومته وما قام المنصور إلا لأبي عبد الله الصادق (عليه السّلام).
وختاماً ننقل لكم القصة الدعائية التالية، قال السيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات: ومن ذلك دعاء يونس بن متّى (عليه السّلام) وهو: يا ربّ من الجبال أنزلتني، ومن المسكن أخرجتني، وفي البحار صّيرتني، وفي بطن الحوت حبستني، فلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (قال ذلك) فأنجاه الله من الغم.
*******