السّلام عليكم أحباءنا وأهلاً بكم، ننقل لكم في هذا اللقاء من قصص الدعاء المستجاب ما رواه السيد ابن طاووس في مهج الدعوات، ومن ذلك دعاء آدم (عليه السّلام) لمّا تلقّى من ربه كلمات دعا بها وهو: يا ربّاه يا رباه يا رباه لا يردّ غضبك إلاّ حلمك، ولا ينجي من عقوبتك إلاّ التضرّع إليك، حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرّني ما حرمتني، وإن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، اللهم إني أسئلك الفوز بالجنة وأعوذ بك من النار، يا ذا العرش الشامخ المنيف، يا ذا الجلال والاكرام الباذخ العظيم، يا ذا الملك الفاخر القديم، يا إله العالمين، يا صريخ المستصرخين، ويا منزولاً به كلّ حاجة إن كنت قد رضيت عنّي فازدد عني رضى، وقربني منك زلفى، وإلاّ تكن رضيت عني، فبحق محمد وآله وبفضلك عليهم لمّا رضيت عنّي إنك أنت التواب.
قال أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام): هذا الدعاء الذي تلقّى آدم من ربّه فتاب عليه، فقال عزّ وجلّ: يا آدم سألتني بمحمد ولم تره، فقال: رأيت على عرشك مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، فقال راوي الحديث: فوالله ما دعوت بهنّ في سرّ ولا علانية في شدّة ولا رخاء، إلاّ استجاب الله لي.
وروى الشيخ الكليني في كتاب الكافي بسنده عن ابن المنذر قال: ذكرت عند أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) الوحشة، فقال: ألا اخبركم بشيء إذا قلتموه لم تستوحشوا بليل ولا نهار: (قولوا) بسم الله وبالله وتوكّلت على الله وإنه وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا، اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك واجعلني في أمانك وفي منعك فقال ابن المنذر بلغنا أن رجلا قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب.
ولعلّ تركه للدعاء كان بسبب شكّه فيه ومثل هذه القصة ما رواه الشيخ الكليني أيضاً في الكافي عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السّلام): جعلت فداك إني أخاف العقارب، فقال: انظر إلى بنات نعش، الكواكب الثلاثة الوسطى منها بجنبه كوكب صغير قريب منه تسميّه العرب (السها) ونحن نسمّيه (أسلم) أحدّ النظر إليه كلّ ليلة وقل ثلاث مرات: اللهم رب أسلم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم وسلّمنا قال: إسحاق فما تركته منذ دهري إلاّ مرة واحدة فضربتني العقرب.
*******