السّلام عليكم أعزاءنا وتقبل الله أعمالكم، ننقل لكم في هذا اللقاء من قصص الدعاء المستجاب ما رواه العلامة المجلسي في البحار عن الفضل بن الربيع قال: كنت أحجب الرشيد، فأقبل عليّ يوماً غضبان وبيده سيف يقلّبه، فقال لي: يا فضل بقرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لئن لم تأتني بابن عمّي لآخذنّ الذي فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك؟
فقال: بهذا الحجازيّ.
قلت: وأيّ الحجازيين؟
قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قال الفضل: فخفت من الله (عزّ وجلّ) إن جئت به إليه ثم فكّرت في النعمة فقلت له: أفعل.
فقال: إئتني بسوطين وجلاّدين.
قال: فأتيته بذلك، ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر (عليه السّلام) فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل، فإذا أنا بغلام أسود، فقلت له: إستأذن لي على مولاك يرحمك الله.
فقال لي: لج ليس له حاجب ولا بوّاب، فولجت إليه فإذا أنا بغلام أسود بيده مقصّ يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه، من كثرة سجوده.
فقلت له: السّلام عليك يا ابن رسول الله، أجب الرشيد!
فقال: ما للرشيد ومالي؟ أما تشغله نعمته عنّي؟
فقلت له: إستعّد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك الله.
فقال عليه السّلام: أليس معي من يملك الدنيا والآخرة، ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله، قال الفضل بن الربيع فرأيته وقد أدار يده يلوّح بها على رأسه، ثلاث مرات.
فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائماً حيران فلمّا رآني قال لي: يا فضل!
فقلت: لبيك.
فقال: جئتني بابن عمّي؟
قلت: نعم.
قال: لا تكون أزعجته.
فقلت: لا.
قال: لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان فإنّي قد هيجت على نفس ما لم أرده، إئذن له بالدخول، فأذنت له، فلما رآه وثب إليه قائماً وعانقه وقال له: مرحباً بابن عمّي وأخي ووارث نعمتي.
ثم أجلسه وقال له: ما الذي قطعك عن زيارتنا؟
فقال: سعة ملكك وحبّك للدنيا فقال: إئتوني بحقّة الغالية فأتي بها فغلّفه بيده ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتا دنانير، فقال موسى بن جعفر (عليه السّلام): والله لو لا أني أرى من أزوّجه بها من عزّاب بني أبي طالب، لئلاّ ينقطع نسله أبداً ما قبلتها ثم تولّى (عليه السّلام) وهو يقول: الحمد لله ربّ العالمين.
فقال الفضل: يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته؟
فقال لي: يا فضل إنك لمّا مضيت لتجيئني به، رأيت أقواماً قد أحدقوا بداري، بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون: إن آذى ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خسفنا به وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه.
فتبعته (عليه السّلام) فقلت له: ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد؟
فقال: دعاء جدّي علي بن أبي طالب (عليه السّلام) كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلاّ هزمه، ولا إلى فارس إلاّ قهره، وهو دعاء كفاية البلاء، قلت: وما هو؟
قال: قلت: (اللهمّ بك أساور وبك أحاول وبك أحاور وبك أصول وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني، وعن العباد بلطف ما خوّلتني أغنيتني، إذا هويت رددتني، وإذا عثرت قوّيتني، وإذا مرضت شفيتني، وإذا دعوت أجبتني يا سيدي إرض عنّي فقد أرضيتني).
*******