طيّب الله أوقاتكم بكل خير نفتتح هذا اللقاء وعلى بركة الله بالرواية التالية التي روتها عدّة من مصادر الحديث المعتبرة، عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام قال: لمّا أخذ نمرود إبراهيم عليه السلام ليلقيه في النار، قلت: يا ربّ عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره!
قال الله تعالى: هو عبدي آخذه إذا شئت.
ثم قال (صلى الله عليه وآله) ولّما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار تلقّاه جبرئيل عليه السلام في الهواء، وهو يهوي إلى النار، فقال: يا إبراهيم لك حاجة؟
فقال: إمّا إليك فلا.
ثم قال: يا الله يا احد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ، نجّني من النار برحمتك، فأوحى الله تعالى إلى الناركُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
وروى السيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات أنه كتب الوليد بن عبد الملك إلى صالح ابن عبد الله المري عامله على المدينة: قائلاً أبرز الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان محبوساً في حبسه واضربه في مسجد رسول الله خمسمائة سوط، فأخرجه صالح إلى المسجد، واجتمع الناس وصعد صالح المنبر يقرأ عليهم كتاب الخليفة الأموي فبينما هو يقرأ الكتاب إذ دخل عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فأفرج الناس عنه، حتى انتهى إلى الحسن بن الحسن، فقال له: يا ابن عم أدع الله بدعاء الكرب، يفرّج عنك، فقال الحسن: ما هو يا بن عم؟
فقال: قل: لا إله إلا الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع، وربّ الأرضين السبع، وربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين.
قال الراوي: وانصرف عليّ بن الحسين عليهما السلام وأقبل الحسن يكرّرها فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل، قال أرى سجيّة رجل مظلوم، أخّروا أمره، ثم كان أن كتب الى الخليفة الأموي في أمره فكتب إليه: أطلقه.
ومن كتاب الجنّة الواقية للشيخ الجليل ابراهيم الكفعمي نقرأ لكم أعزاءنا الرواية التالية، قال: رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخّصه أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الله إني كنت غنياً فافتقرت، وصحيحاً فمرضت، وكنت مقبولاً عند الناس، فصرت مبغوضاً، وخفيفاً على قلوبهم فصرت ثقيلاً وكنت فرحاناً فاجتمعت عليّ الهموم، وقد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوّت به، كأن اسمي قد محي من ديوان الأرزاق.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: إتّق الله وأخلص ضميرك، وادع بهذا الدعاء، وهو دعاء الفرج:
بسم الله الرحمن الرحيم
«إلهي طموح الآمال قد خابت إلا لديك، ومعاكف الهمم قد تقطّعت إلاّ عليك، ومذاهب العقول قد سمعت إلا إليك، فإليك الرجاء، وإليك الملتجأ، يا أكرم مقصود، ويا أجود مسؤول، هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب، أحملها على ظهري، ولا أجد لي شافعاً، سوى معرفتي بأنك أقرب من رجاه الطالبون، ولجأ إليه المضطرون، وأمّل ما لديه الراغبون. يا من فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما أمتنّ به على عباده كفاءً لتأدية حقّه، صلّ على محمد وآله، ولا تجعل للهموم على عقلي سبيلا، ولا للباطل على عملي دليلاً، وافتح لي بخير الدنيا والآخرة يا وليّ الخير». فلما دعا به الرجل وأخلص نيته جاءه الفرج وإنتقل إلى أحسن حالاته.
*******