السّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وأهلاً بكم في أولى حلقات هذا البرنامج الذي نعيش فيه دقائق مع قصص الدعاء المستجاب طبق ما تناقله ثقاة الرواة في المصادر المعتبرة.
أحباءنا نبدأ بهذه الرواية التي رواها الشيخ المفيد في كتاب (الإرشاد) عن مسلم الغلابي قال:
جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه عليه وآله وسلم) فقال: والله يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئطّ ولا غنم يغطّ، ثم أنشأ يقول: أتيناك يا خير البرية كلّها، لترحمنا ممّا لقينا من الأزل (يعني القحط والجوع) الى أن قال: وليس لنا إلاّ إليك فرارنا، وأين فرار الناس إّلا إلى الرسل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: إن هذا الأعرابي يشكو قلة المطر وقحطاً شديداً، ثم قام يجرّ رداءه حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وكان ممّا حمد ربه أن قال: «الحمد لله الذي علا في السماء فكان عاليا، وفي الأرض قريباً دانيا، أقرب إلينا من حبل الوريد».
ورفع يديه إلى السماء وقال: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً، مريعاً، غدقاً، طبقاً، عاجلاً غير رائث، نافعاً غير ضائر، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الارض بعد موتها.
(صلى الله عليه وآله) فما ردّ يديه إلى نحره حتى أحدق السحاب بالمدينة كالإكليل والتقت السماء بأردافها، وجاء أهل البطاح (يعني أهل الوديان) يضجّون يا رسول الله: الغرق الغرق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللهمّ حوالينا ولا علينا».
فانجاب السحاب عن السماء، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: لله درّ أبي طالب لو كان حياً لقرّت عيناه، من ينشدنا قوله؟
فقام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فقال: كأنك أردت يا رسول الله (قوله): وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، ربيع اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم، فهم عنده في نعمة وفواضل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أجل، فقام رجل من بني كنانة فقال: لك الحمد والحمد ممّن شكر، سقينا بوجه النبيّ المطر، دعا الله خالقه دعوة، وأشخص منه إليه البصر ولم يك إلاّ كقلب الرداء، وأسرع حتى أتانا المطر فكان كما قاله عمّه، أبو طالب ذا رواء غزر به الله يسقي صيوب الغمام، فهذا العيان وذاك الخبر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بوّأك الله يا كناني بكلّ بيت قلته بيتاً في الجنة.
*******