تري كيف يمكن أن يظل الناس مرتجفين من البرد تحت الخيام، لكن في الوقت نفسه، تنشغل الشركات التي تبعد آلاف كيلومترات بحساب الأرباح من "إعادة إعمار" غزة؟
بينما لم ينتج عن وقف إطلاق النار في غزة إلا غياب أصوات الانفجارات إذ المعاناة و الآلام هي نفسها، فإن الأنظار تتحول ببطء من الخيام المغمورة بالمياه إلى الغرف الزجاجية لشركات المقاولات.
حيث لا يُنظر إلى غزة على أنها موطن لمليوني شخص، بل على أنها "مشروع". مشروع بقيمة 70 مليار دولار.
وفقا لتحقيق تم نشره في صحيفة الغارديان، فإن العديد من الشركات الأمريكية قد جهِّزت نفسها لإعادة إعمار غزة منذ أشهر؛ حتى قبل وجود إطار قانوني أو مؤسسة محددة بهذا الصدد.
أحد هذه الأسماء هو اسم شركة تُدعى Gotham’s LLC.
شركة سبق لها الفوز بعقود بمئات الملايين من الدولارات في ولايتي تكساس وفلوريدا، ولعبت دوراً في بناء مراكز اعتقال مؤقتة للمهاجرين. مراكز اعتقال معروفة بظروفها اللاإنسانية، حتى أنها لُقّبت بـ"ألكاتراز التماسيح".
النموذج الذي تقترحه هذه الشركات بسيط ولكنه صادم:
"السيطرة على الخدمات اللوجستية في غزة. أي أن كل شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يجب أن تدفع رسوما للدخول".
تشير وثائق اطلع عليها الصحفيون إلى أرقام تتراوح بين ألفي دولار لشاحنات الإغاثة واثني عشر ألف دولار للشاحنات التجارية. إذا وصل مئات الشاحنات يوميا، فإن الأرقام تصل إلى مليارات الدولارات سنويا.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو مدى قرب بعض هؤلاء الأشخاص والشركات من الأوساط السياسية الأمريكية.
من موظفين سابقين في فريق إيلون ماسك وصولا إلى نشطاء شباب ذوي توجهات أيديولوجية يدعمون علنا سياسات الكيان الصهيوني المتشددة، وأصبحوا الآن متواجدين في اجتماعات "التخطيط غير الرسمي" لإعادة الإعمار.
بالنسبة لسكان غزة، فإن إعادة الإعمار تعني توفير الأسقف، المياه والأمن.
أما بالنسبة لهذه الشركات، إعادة الإعمار تعني العقود، التعريفات والأرباح.