العقوبات الاقتصادية لا تقتصر على القطاعات النفطية والمصرفية، بل تمثل حرباً شاملة وهادئة تصل خطوطها الأمامية إلى غرف المستشفيات، ووحدات العيادات الطبية، وحتى المختبرات التشخيصية. فعندما يُحظر دخول قطعة صغيرة لكنها حيوية لجهاز طبي، لا يتأثر القطاع الصناعي فحسب، بل تتعرض صحة المواطنين وحياتهم للخطر.
فيما تشكلت جبهة جديدة تتألف من نخبة من العلماء ورواد الأعمال والشباب المبدع، الذين يستخدمون العلم والابتكار عبر الشركات المعرفية للدفاع عن استقلال البلاد وصحة المواطنين. وقد نجحت هذه الشركات في تحديد نقاط ضعف العقوبات واستبدال الاعتماد على الخارج بحلول محلية مبتكرة.
كما أن الاعتماد على البحث والتطوير مكن هذه الشركات من إنتاج أجهزة تفوق أحياناً نظيراتها الأجنبية، مع مراعاة الاحتياجات المحلية بشكل أفضل، ما يدفع عجلة الابتكار داخلياً ويهيئ أرضية للقفزات التكنولوجية المستقبلية.
وتعتبر شركة بهاري طب زمان في محافظة لرستان مثالاً حيّاً على هذا التحرك الوطني، حيث تنتج منتجات تكنولوجية عالية تلبي احتياجات السوق المحلية وتصدر أيضاً إلى الخارج. ومن بين علاماتها التجارية، دنتوپا التي طوّرت مجموعة من وحدات الأسنان الميكروية مع ضمان لمدة عام كامل، تعكس ثقة الشركة بجودة منتجاتها.
وأوضح مهران بهاري، المدير التنفيذي للشركة، أن الشركة حصلت على ثلاثة براءات اختراع في مجالات الميني والميكرو يونيت للأجهزة السنية وجهاز وارمر الدم ثلاثي الوظائف، الذي يمكن استخدامه في المستشفيات وسيارات الإسعاف والمراكز الطارئة.
ويعمل الجهاز على تقليل وقت تهيئة الدم من 7 دقائق إلى نصف ساعة إلى 30–90 ثانية فقط، دون الإضرار بخلايا الدم، وهو ما يشكل تطوراً نوعياً في هذا المجال.