وتُعد آلام الركبة من أكثر المشكلات العضلية – الهيكلية شيوعاً، إذ تؤثر سلباً في جودة حياة المرضى، وهو ما دفع الباحثين في جامعة طهران للعلوم الطبية إلى تطوير هذه الطريقة العلاجية الجديدة التي لاقت اهتماماً متزايداً من الأوساط الطبية.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة نسترن مقبولي، أستاذة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في الجامعة، أن تقنية السبر الجاف تختلف عن الوخز بالإبر التقليدي، فهي لا تعتمد على مفاهيم الطاقة والميريديان، بل على أسس علمية مرتبطة بالأنسجة العضلية والعصبية.

وأضافت أن إدخال الإبرة في النقاط العضلية المتشنجة يحفّز استجابة التهابية خفيفة تفعّل جهاز المناعة، وتزيد من تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، مما يعجّل بعودة العضلة إلى وظيفتها الطبيعية.

وبيّنت مقبولي أن الدراسات السريرية أثبتت فعالية هذه الطريقة في خفض الألم وتحسين الأداء الحركي خلال فترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر من العلاج، لافتةً إلى أنها لا تقتصر على الركبة فحسب، بل أثبتت نتائج جيدة أيضاً في علاج آلام الرقبة، والكتف، وأسفل الظهر، ومناطق عضلية أخرى.

وأكدت الباحثة أن هذه التقنية آمنة نظراً لعدم استخدامها أي عقاقير، كما أنها غير جراحية ولا تتطلب تخديراً أو مبيتاً في المستشفى. لكنها شددت على ضرورة أن تُنفّذ من قبل مختصين مدرّبين لتجنب أي مضاعفات وضمان تحقيق النتائج المرجوة.

وتشير نتائج أولية لتطبيق هذا البروتوكول في عدد من المراكز العلاجية إلى انخفاض ملحوظ في مستوى الألم وزيادة في مدى الحركة لدى المرضى، مما يفتح آفاقاً جديدة لتقليل الاعتماد على الأدوية والعلاجات الجراحية التقليدية.