البث المباشر

بروتين في الجسم قد يمنع الشيخوخة نهائياً

الأحد 10 أغسطس 2025 - 09:58 بتوقيت طهران
بروتين في الجسم قد يمنع الشيخوخة نهائياً

كشفت دراسة علمية جديدة أن الشيخوخة قد تكون ظاهرة قابلة للانتقال بين الخلايا، وأن بروتيناً واحداً يمكن أن يكون السبب الرئيسي في هذه العملية.

تمكن العلماء من تحديد عامل جزيئي يقف وراء أحد أكثر الظواهر البيولوجية غموضاً، وهو كيفية انتقال الشيخوخة الخلوية من جزء في الجسم إلى آخر، بما قد يسرّع من عملية التقدم في العمر بشكل عام.

وبحسب موقع «إس إف»، توصلت الدراسة إلى أن بروتيناً يُعرف باسم HMGB1 يعمل كـ«رسول شيخوخة» حساس لعمليات الأكسدة–الاختزال (Redox)، ويحمل إشارات يمكنها تحويل الخلايا السليمة إلى خلايا هرمة وغير فعالة.

التحكم في مسار الشيخوخة الخلوية
عادةً يوجد بروتين **HMGB1** داخل نواة الخلية، حيث يساعد على تنظيم وترتيب الحمض النووي (DNA)، لكن عند تعرض الخلايا للإجهاد أو مع تقدمها في العمر، فإنها تطلق هذا البروتين إلى الوسط المحيط بها. وعندما يوجد البروتين خارج الخلية، فإنه يمكن أن يتخذ أشكالاً كيميائية مختلفة تبعاً لكمية الأكسجين التي تعرض لها.

واكتشف فريق البحث في كلية الطب بجامعة كوريا أن الشكل **المختزَل** من البروتين وحده يعمل كمسرّع للشيخوخة، حيث يستطيع الارتباط بالمستقبلات الخلوية وتفعيل المسارات المسؤولة عن الهرم الخلوي، بينما يفقد الشكل **المؤكسَد** هذه القدرة.

التجارب المخبرية
أجرى العلماء تجارب مكثفة باستخدام خلايا من الرئة والكلى والجلد والعضلات البشرية. وعندما تعرّضت الخلايا السليمة لعدة أيام للشكل المختزَل من **HMGB1**، بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة، فتوقفت عن الانقسام، وأظهرت مؤشرات واضحة على الهرم، وبدأت في إفراز جزيئات التهابية. أما الخلايا التي تعرضت للشكل المؤكسَد فبقيت سليمة واستمرت في الانقسام بشكل طبيعي. وقد تكرر هذا التأثير في جميع أنواع الخلايا التي شملتها التجارب.

الحالة الكيميائية وأثرها على الشيخوخة
أظهرت تحاليل التسلسل الجيني المتقدمة أن الشكل المختزَل من البروتين ينشط مسارات جزيئية محددة داخل الخلايا. وعندما قام الباحثون بإغلاق هذه المسارات باستخدام أدوية متوافرة بالفعل، اختفت آثار الشيخوخة، مما أكد أن الشكل المختزَل يعمل عبر هذه الآلية.

هذا يخلق دورة ضارة محتملة، إذ مع تقدم العمر وتراكم الخلايا الهرمة، يتم إفراز المزيد من بروتين **HMGB1** في شكله المختزَل، مما يؤدي إلى تحويل مزيد من الخلايا السليمة إلى خلايا هرمة، وبالتالي انتشار الشيخوخة في الجسم عبر رسائل جزيئية.

التجارب على الحيوانات
أظهرت النتائج أن هذه التأثيرات الخلوية لها انعكاسات فعلية على الكائنات الحية؛ فعند حقن فئران صغيرة سليمة بجرعة قدرها 5 ملليغرامات من الشكل المختزَل للبروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ظهرت عليها علامات شبيهة بالشيخوخة خلال أسبوع واحد، وأظهرت أنسجة عضلاتها مستويات مرتفعة من مؤشرات الهرم الخلوي.

وفي تجربة أخرى، تم علاج فئران بعمر 15 شهراً تعاني من إصابات عضلية باستخدام أجسام مضادة تمنع نشاط هذا البروتين، فكانت النتيجة تحسناً ملحوظاً في التئام العضلات، وانخفاضاً في الالتهابات، وتحسناً في الأداء البدني مقارنة بالفئران غير المعالجة.

دلائل من عينات بشرية
أظهرت تحاليل عينات دم لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 70 و80 عاماً مستويات أعلى من الشكل المختزَل للبروتين مقارنة بأشخاص في الأربعينيات من العمر، مما يعزز فرضية دوره في تسريع الشيخوخة.

آفاق مستقبلية
تفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة أمام تطوير علاجات مضادة للشيخوخة، من خلال إنتاج أدوية تمنع ارتباط الشكل المختزَل من بروتين **HMGB1** بالمستقبلات الخلوية. ويشير الباحثون إلى أن بعض هذه الاستراتيجيات يمكن تطبيقها باستخدام أدوية موجودة بالفعل ومعتمدة لعلاج أمراض مناعية ذاتية، والتي قد تثبط أيضاً تأثيرات هذا البروتين المسببة للشيخوخة.

وتغير هذه الدراسة النظرة التقليدية لعملية التقدم في العمر، التي لم تعد تُرى كعملية مستقلة في كل خلية، بل كظاهرة يمكن أن تنتشر عبر إشارات كيميائية بين الأنسجة والأعضاء. وتسلط النتائج الضوء على بروتين **HMGB1** –في شكله المختزَل– كمستهدف علاجي واعد لكل من يسعى لإبطاء عملية الشيخوخة أو الحد من آثارها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة