البث المباشر

تداعيات التطبيع الأذري

الإثنين 4 أغسطس 2025 - 14:52 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن انضمام جمهورية أذربيجان إلى اتفاقية التطبيع المخزية مع إسرائيل.

نحن لم نتفاجأ، لكن قناة السابعة الإسرائيلية أفادت قبل أيام بانضمام أذربيجان إلى اتفاقيات آبراهام.

وبالطبع لم نفهم لماذا تنضم دولةٌ تتمتع بعلاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية رفيعة المستوى مع إسرائيل، إلى اتفاقية التطبيع المخزية؟!.

يبدو أننا سنشهد استعراضًا إعلاميًا جديدًا لإسرائيل في المنطقة. فالعلاقات بين باكو وتل أبيب، وعلى عكس ما يبدو، لها تاريخ طويل وعميق.

وفي تسريبات موقع ويكيليكس عام 2009، شبه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف هذه العلاقات بـ"الجبل الجليدي" والذي لايزال الكثير منه مخفياً تحت الماء.

وفي عام 2012 كشفت مجلة فورين بوليسي في تقرير لها أن إسرائيل استخدمت قاعدة سي تال شاي الجوية في أراضي جمهورية أذربيجان لإجراء عمليات استطلاع وأمنية ضد إيران.

وطبعا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، انعكس الدعم العسكري والاستخباراتي الذي قدمته أذربيجان لإسرائيل مراراً وتكراراً في وسائل الإعلام.

ومع ذلك في نفس العام 2012 تم توقيع صفقة أسلحة بقيمة 1,6 مليار دولار بين إسرائيل وأذربيجان.

واليوم وبحسب الإحصائيات فإن أكثر من 70% من واردات أذربيجان من الأسلحة تأتي من إسرائيل.

ولكن لم ينته الأمر هنا، فللأسف زوّدت أذربيجان إسرائيل بنفط خام بقيمة تزيد عن 700 مليون دولار في عام 2024.

وبطبيعة الحال تقوم إسرائيل بتكرير هذا النفط الخام واستخدامه لأغراض صناعية وعسكرية.

ومن ناحية أخرى، فإن السياسة المعادية للمسلمين في أذربيجان وضعت الكثير من الضغوط على الشعب هناك، لدرجة أن 70 ألف شخص سُجنوا لكونهم شيعة ولأداء الطقوس الدينية، وهي إحصائية صادمة في بلد صغير مثل أذربيجان.

وقد تعرض إحياء الشعائر والمناسبات الدينية لقيود شديدة وأغلقت المدارس الدينية المستقلة أووضعت تحت سيطرة الدولة، وواجه رجال الدين التهديدات أو الاعتقال من قبل السلطات.

كما وتشير التقارير أيضاً إلى فرض قيود مماثلة على بعض السنة في مناطق مختلفة أخري من البلاد.

والحقيقة هي أن علييف يتجاهل بشكل صارخ مصالح الشعب الأذربيجاني المستقبلية والسيادة الوطنية لبلده.

فعدم اكتشاف حقول نفطية جديدة واستنزاف الموارد النفطية الحالية، نظراً للتصدير المكثف للنفط وخاصة إلى إسرائيل، من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على شعب أذربيجان.

وفي سعيه لتحقيق طموحاته السياسية ضحى علييف بالرأس المال الاجتماعي والهوية الدينية والروابط الثقافية لأمته من أجل ألعاب جيوسياسية لن تفيد في نهاية المطاف شعب أذربيجان، بل فقط تكون لصالح الجهات الفاعلة الأجنبية.

لقد أظهرت التجربة التاريخية في الشرق الأوسط على المدى الطويل وفي عالم تتغير فيه التحالفات باستمرار، فإن هذه المسألة لايمكن الإستهانة بها أبدا.

فالاستمرارية والبقاء هي فقط لحكومات تتمتع بالدعم الشعبي وليس للعقود الأمنية العسكرية الخفية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة