البث المباشر

"باق لم يمت" بين يديك

الأحد 14 ديسمبر 2025 - 10:24 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص عن رواية "باق لم يمت" والتي نقرأ فيها عن الشرف والعزة وعن أهلِ بيت النبي (ص)، الذين تعرضوا لهتك حرماتهِم على يد من كانوا يوما طلَقاء وهي تسرد قصة شاب وفتاة من الكوفة، يترددان في نصرة الإمام الحسين عليه السلام.

كان مرهقًا جدًا… فتَوقَّفَ ليَرتاحَ قليلًا.

وما إنْ وَقفَ حتى ارتَطمَ حجَرٌ بِجَبهَتِه، وسالَ الدمُ على وجهِه.

أرادَ أنْ يَمسَح َالدمَ بطرفِ قميصِه، لكنَّ سهمًا مُثَلَّثا مسمومًا اختَرَقَ قلبَه.

ضربَ أحدُهم بالسيفِ على رأسِه، فانقَطَعَ رِباطُ خوذتِه.

ثمَّ طَعَنَه آخرُ بِرُمْحٍ في جَسدِه، فَسَقَطَ من جهةِ اليمينِ عن فرسِه.

هل أنَّ ما سَمعتَه جزءاً من رواية خيالية؟

هلْ إنَّ التعبيرَ الدقيقَ عن مشهد ما يَعكسُ مهارةَ الكاتبِ في براعةِ فنِ التصويرِ؟

هلْ تَظنّ أنَّ تفاصيلَ المشهدِ أعلاه يُمكنُ أنْ تَكونَ لمشهدٍ حقيقي...

إنْ كانتْ إجابتُك "نعم" إلى متى يَرجِعُ تاريخُ هذا الحدثِ ..

وما هي دلالة ذكرِ التفاصيلِ والجزئياتِ لحظةً بلحظة؟

إنْ كانَ الحدثُ تاريخيا كم من الرواة كانوا حاضرين في المشهدِ ليُسجِّلوا التفاصيلَ بهذه الدقةِ ؟

الواقعُ هو أنَّ هذا المشهدَ حقيقي وقعَ قبلَ أكثر من الفٍ وأربعِ مئةِ عام!

ورُغمَ أنّ من تَسبَّبوا بهذه الفاجعةِ أرادوا أنْ تُمحى من الذاكرة، إلاّ أنَّ تفاصيلَها الدقيقةَ بَقيتْ محفوظةً عبرَ الزمنِ.

كيفَ؟ ولماذا؟

لأنَّ صاحبَ هذه القصةِ الحسين عليه السلام، ليسَ مجردَ اسمٍ في سجلِ التاريخ.

هو اسمٌ لا يُنسى… حتى لو حاولْنا نسيانَه، فالتاريخُ نفسُه يأبى ذلك!

كانَ هناك من حاولَ أنْ يُخلِّدَ اسَمه، فلم يَنجَح.

أما الحسينُ، فقد حَفِظَه التاريخُ بنفسِه، وحَمَلَ قصتَه في صفحاتِه جيلاً بعدَ جيلٍ.

لهذا، وعلى الرُّغمّ من قلَّةِ الرواة في كربلاء، وتحتَ كلِ أنواعِ القمعِ والتضييقِ، سُجّلَتْ تفاصيل ما جرى في ملحمةِ عاشوراء بدقةٍ قلَّ نظيرُها في أيِّ واقعةٍ أخرى.

﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

الحسينُ لم يَكنْ وحدَه...

والداهُ، إخوتُه، أخواتُه… كلٌّ منهم كانَ شمسًا تَهدي إلي الطريقِ.

وجَمَعَهمُ الحسينُ في كربلاء، في مواجهةٍ عظيمةٍ بينَ الحق والباطل…ِ

ليقولَ لنا:

"النورُ لا ينطفئُ، والظلامُ زائلٌ".

الكاتبُ والمخرجُ الإيرانيُ "صادق كرميار" لمَسَ شيئًا من هذا النور…ِ

فأَضاءَ به صفحاتِ روايتِه الشهيرةِ "ناميرا" أي "باق لم يمت"

في "ناميرا"، يَتحوَّلُ الورقُ إلى ساحةِ صراعٍ بينَ الجهلِ والبصيرةِ.

والتاريخُ يُروى من زاويةٍ جديدة…ّ

لقد ضَمَّ بنفسِه إلى الحسين، ليَبقى في التاريخ، ويكونَ له النجاة.َ

"إنّ الحسينَ مصباح الهدى وسفينة النجاة، من ركِبَها نجا، ومن تخلَّفَ عنها غَرِق."َ

"ناميرا" هي حكايةٌ عن الشرفِ والعزّةِ… عن أهلِ بيتِ النبي صلّى اللهُ عليه وآلِه، الذين تَعرَّضوا لِهتكِ حُرُماتهِم على يدِ من كانوا يومًا طُلَقاءَ عندَهم.

روايةٌ تَرصُدُ بٍدقةٍ كيفَ شوَّهَ الإعلام الأُموي صورةَ الحسينِ وأهلِ بيتٍه، حتى صارَ سلبُهم حلالًا، والعدوانُ عليهِم قُربةً إلى اللهِ! «وهذا يومٌ فَرِحَتْ به آلُ زيادٍ وآلُ مروانّ بِقتلِهِمُ الحسين عليه السلام"

الرواية تَسرُدُ قصةَ شابٍ وفتاةٍ من الكوفةِ، يتَردَّدونَ في نصرةِ الحسين…

وعبرَ هذه القصةِ، نَكتشِفُ أنَّ كثيرًا مِمن كتبوا للإمامِ عليه السلام، لم يفعلوا ذلك بدافعٍ ديني… بل لِمصالحٍ قَبليةٍ، أو طمعًا في مكانةٍ.

فقد كانَ معاويةُ يُفَضِّلُ الشامَ على الكوفة ولذلكَ عندما أَغْدَقَ على الكوفيينَ من الأموالِ والدنانيرِ من بيتِ المال، تَغَيَّرتْ القلوبُ وصارَ الحسينُ عبئًا بدلَ أنْ يكونَ مُنقِذًا.

أبرزُ ما يُميِّزُ الروايةَ هو تصويرُها لجوِّ الفتنةِ قبلَ واقعةِ كربلاء…

فَتَتَعلَّمُ من خلالِها كيفَ تَختَلطُ الأمورُ، ويَصْعُبُ التمييزُ بينَ الحقِ والباطلِ، حتى على كبارِ الصحابة!ِ.

"ناميرا" ليستْ مجردَ روايةٍ، بل دورةٌ شاملةٌ في فهمِ الفتنةِ وكيفَ أنَّ الحقَ والباطلَ يَتبدَّلُ مَقامُهُما في خِضَمِّ الأجواءِ الغامضةِ والمُغبرَّةِ حتى أنَّ كبارَ القياداتِ والمجاهدينَ في الأمةِ الإسلاميةِ يُصابونَ بالشَّكِ والترديدِ في طريقِ الحسين ومواجهَتِه مع يزيد..

صَدرتْ الرواية عن دارِ "كتاب نيستان"، وأُعيدَ طبعُها أربعينَ مرةٍ حتى عامِ ألفين وأربعةٍ وعشرين، وبيعتْ منها أكثرُ من مئتى ألفِ نسخة.

النسخةُ العربيةُ طُبعتْ مرتينِ في لبنان، وتَحدَّثَتْ عنها عشراتُ الصفحاتِ والمواقع.

ويَجري حاليًا الإعدادُ لفيلمٍ سينمائيٍ عنها.

أما الكاتبُ "صادق كرميار"، فهو من مواليدِ طهران عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وتسعةٍ وخمسين.

بدأَ حياتَه المهنيةَ كصحفي عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وتسعةٍ وسبعين.

أصدرَ أولىٰ مجموعاتِه القصصيةِ عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وواحدٍ وتسعين، بعنوانِ "فرياد در خاكستر"

و بعدَ سنةٍ كَتبَ مجموعةً قصصيةً عنِ اليافعينَ بعنوانِ "انتقام در اردوگاه".

أولُ سيناريو فيلمٍ سينمائيٍ قامَ بتأليفِه كرميار كانَ حولَ الحربِ العراقية المفروضة وحصارِ آبادان باسمِ "كوسه ها" عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وستةٍ وتسعين.

كما قامَ بتاليفِ عددٍ آخرَ من المجموعاتِ التلفزيونيةِ منها «سجده بر آب» و «جان سخت».

نَشرتْ دار المعارف الحكمية في لبنان هذا الكتابَ بترجمةِ "شمس حجازي" بعنوانِ "باق لم يمت" باللغةِ العربيةِ عامَ ألفين وتسعةَ عشر.

يمكنكم شراء رواية " باقٍ لم يمت " عبر:

https://arabicbook.ir/product/1841813/%D8%A8%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%85-%DB%8C%D9%85%D8%AA

+

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb333146-324989&search=books

++

https://kotobon.com/book/%D8%A8%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%85%D8%AA/WWxYcUJSQ1Q2YTRKdGo3cTVTZmFGZz09

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة