هل لاحظتم أن "بيبي نتنياهو" لديه ولع غريب برفع الصور، وإبراز الأرقام، وعرض الكتب وغيرها من الوسائل ليُظهر أن ما يقوله على قدرٍ عظيم من الأهمية ولكن...
نعم، الأمر مهم فعلًا، لا لأنه حقق له مكسبًا، بل لأنه انقلب عليه وبات ضده.
دعونا نراجع معا بعضا من هذه الوقائع:
أولها كانت في الأمم المتحدة عام 2012؛ وهي المرة الأولى التي قرر فيها نتنياهو استخدام صورة لقنبلة نووية بيده ليُعلن أن إيران قد خصّبت 70% من اليورانيوم، ولم يبقَ الكثير لبلوغ نسبة 90%، والتي تعني – بحسب زعمه – القدرة على إنتاج قنبلة نووية.
جاء، وقال من على منبر الأمم المتحدة: "لا تدعوا إيران تبلغ المرحلة الثانية من التخصيب، لأنه لن يكون أحد في غربي آسيا، ولا في أوروبا، ولا حتى في العالم أجمع، بمأمن".
سخر كثيرون من هذا التصريح، ورُسمت حوله رسوم كاريكاتورية عديدة، ثم تبين لاحقًا أنه رغم قدرة إيران التقنية على تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، فإنها لم تُقدِم قط على صناعة القنبلة.
الأمر الثاني كان متعلقًا بكتاب "فلسطين"، وهو كتاب جمع خطابات قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي بشأن فلسطين.
رفع نتنياهو هذا الكتاب مرة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إن هذا الكتاب، المؤلف من 400 صفحة، يحتوي على "خطط للقضاء على إسرائيل".
لكن "بيبي" – من حيث لا يدري – روّج لهذا الكتاب بشكل لافت، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في مبيعاته. وبطبيعة الحال، لم يذكر أن الحل الأكثر ديمقراطية للقضية الفلسطينية، كما يطرحه الكتاب، يتمثل في:
"إجراء استفتاء يشارك فيه جميع الفلسطينيين، من المسلمين والمسيحيين واليهود، سواء ممن يعيشون في الأراضي المحتلة أو خارجها".
أما في هذه الأيام، فقد عاد "بيبي نتنياهو" ليرفع لافتة وصورة أخرى من موقع قائد الثورة الإسلامية، وقال:
"انظروا، إنهم (الإيرانيون) يحاولون تدمير إسرائيل".
ومع ذلك، فإن كلام نتنياهو هذا أسهم بشكل كبير في جذب الانتباه إلى ذلك الإنفوغراف، وصار الجميع يتساءلون: ما محتواه؟
فلنلقِ نظرة عليه:
الجانب الأيمن يعرض جرائم الحرب الصهيونية ضد الإنسانية على مدار المئة عام الماضية، والاحتلالات التي أقرّتها الأمم المتحدة، من احتلال فلسطين إلى احتلال جنوب سوريا.
أما الجزء الأوسط، فيعرض انتهاكات القانون الدولي، واستخدام اليورانيوم المنضب، والتهديدات النووية، والعنصرية، وإرهاب الدولة، والتهجير القسري للفلسطينيين، وغيرها...
لعلّ من الأفضل لـ "بيبي نتنياهو" أن يواصل رفع الصور والكتب، عسى أن ينتشر اسمه عالميًا بطريقة غير متوقعة.
وهنا يحضرنا مثل إيراني يقول: "العدو يصبح سببا للخير إذا شاء الله".
وفي الختام، إن أردتم قراءة كتاب "فلسطين" والتعرّف إلى الحل الأكثر ديمقراطية للقضية الفلسطينية، فها هو الرابط متاح بين أيديكم.
قضية فلسطين
http://media.arabicradio.net/innermedia/2025/05/04/638819740445376401.pdf