البث المباشر

رحلة إلى عالم النكهات الإيرانية

الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 - 15:15 بتوقيت طهران
رحلة إلى عالم النكهات الإيرانية

تعد إيران، التي تتمتع بأربعة مناخات وأعراق وتاريخ ومعالم تاريخية وثقافية تعود لآلاف السنين، إحدى الدول التي تتمتع بإمكانيات عديدة في مجال السياحة.

وبالإضافة إلى هذه الإمكانيات، خاصة في العقود الأخيرة، أصبحت السياحة الغذائية أيضًا واحدة من عوامل الجذب المهمة للدول، وفي هذا المجال، تتمتع إيران بإمكانيات فريدة من نوعها مع تنوعها الغذائي العالي.

فقد أجرينا محادثة مع "سروش برهامي"، طالب إدارة التخطيط السياحي والباحث الغذائي، حول مناطق الجذب السياحي الغذائية في إيران.

يرى "سروش برهامي" أن الغذاء وسيلة وفي شرح هذه الجملة يقول: "الغذاء هو العامل الثاني الذي يجذب السياح في العالم. يقدم الطعام هوية المكان وهو أداة مهمة لعرض العادات والثقافة الحالية."

ويتابع برهامي: "أصالة الطعام هي أدبه، والنكهات والتوابل تشكل حروفه. ولهذا السبب تختلف الأطعمة باختلاف المناطق، حتى لو كانت طبيعتها الأساسية واحدة.

وعلى سبيل المثال، عادة ما يصادف الشخص الذي يأكل في مىينة شيراز طبقًا يحتوي على لحم ضأن وبهارات أقل، ولا يتغير طعم الطعام وأصالته. هذا هو المكان الذي يصبح فيه الموضوع مثيرًا وقابلاً للتجربة."

 

الأطعمة الإيرانية منطوية

ويقول "برهامي" موضحا هذه الجملة: "لا يمكنك معرفة طعم الطعام الإيراني من مظهره، ولا تعرف حتى ما الذي تتعامل معه". على سبيل المثال، إذا قمت بتجربة شريحة لحم، ستعرف من مظهرها أنك ستأكل اللحوم، أو على سبيل المثال، الفوندو السويسري بكل تنوعاته هو في النهاية جبن، لكن الطعام الإيراني ليس كذلك. عليك أن تختبر "فِسِنجان" لتعرف ما الذي تتعامل معه. وهذه ميزة جذابة."

 

مجموعة متنوعة من المواد الخام؛  ميزة خاصة في السياحة الغذائية في إيران

تتمتع إيران بمناخات متنوعة وفي العديد من المناطق يوجد فرق كبير في الارتفاع؛ وهذا يؤدي إلى إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية في منطقة واحدة. وعلى سبيل المثال، في بعض مناطق إيران، تتم زراعة أشجار النخيل بجانب أشجار الجوز أو يتم زراعة الأرز بجانب القمح. وهذا التنوع في منطقة واحدة يوفر القدرة على إنتاج أغذية متنوعة ومميزة لكل منطقة. وعلى سبيل المثال، يختلف أرز جنوب إيران تمامًا عن أرز الشمال، وهذا الاختلاف يجعل مطبخ المنطقة مميزًا.

 

زيت الزيتون، التوابل، الأسماك، الأرز واللحوم في إيران؛ متنوعة وخاصة

ويواصل "برهامي" الحديث عن تنوع الطعام الإيراني: "إن تنوع زيت الزيتون، التوابل، الأرز وحتى اللحوم في إيران مثير للاهتمام للغاية. ولدينا أنواع مختلفة من الزيتون وزيت الزيتون والبهارات والأرز التي تجعل الأطباق مميزة. وتمتلك إيران أيضًا منتجات فريدة من نوعها مثل الرمان، الورد، الزعفران والفستق، مما يزيد من التنوع الغذائي في البلاد.

 

الأسواق المحلية؛ مناطق الجذب السياحي الغذائية

تعد الأسواق المحلية للمنتجات الزراعية إحدى مناطق الجذب المهمة للسياحة الغذائية في إيران. وتتواجد هذه الأسواق في شمال وجنوب البلاد وفي مدن مختلفة وتعتبر مكاناً جميلاً لتجربة المأكولات المحلية.

 

 

قصص وأساطير رائعة في قسمي الأغذية والمشروبات

ويشير "برهامي" أيضًا إلى وجود قصص وروايات مختلفة في قسم الأغذية، مما يزيد من جاذبية هذا المجال. ويمكننا مثلاً أن نذكر قصة عرس شجرة البرتقال في شيراز، وهي رمز لهذه القصص.

 

أطعمة الشوارع؛ أحد محاور السياحة الغذائية

إن تخصيص شوارع خاصة للطعام موضوع حظي باهتمام عالمي. ويجب أن يتمتع الطعام المعروض في هذه الشوارع بخصائص مثل السعر المعقول، وسرعة التحضير، والنكهات المتنوعة. وهناك مثال لهذه الشوارع في تشابهار التي ينبغي تطويرها.

 

البصمة الغذائية في أطلس الغذاء

أحد المواضيع المهمة في السياحة الغذائية هو إعداد أطلس الطعام، وتتمتع إيران بإمكانيات جيدة في هذا المجال مع تنوع طعامها. ويمكن تتبع آثار الأغذية في الأطالس وربطها بأطعمة مماثلة في بلدان أخرى.

على سبيل المثال، إذا تابعنا مجموعة الأطعمة العجينية، فسنصل من الزلابية الصينية إلى المنتو الأفغاني (نوع من المعجنات المحشية باللحم المفروم والبصل)، جوش بره الإيراني (نوع من الحساء الإيراني) في مدينة كناباد، والخينكالي الجورجي (زلابية شهية محشوة باللحم والمرق)، والمانتي التركي (مزيج من اللحم المفروم المتبل والبصل)، وهذا أمر مثير للدهشة للغاية.

 

طعام؛ طريقة لتقريب المزيد من الناس

وفي إشارة إلى إقامة فعاليات غذائية في بلدان مختلفة، يقول "برهامي": "الغذاء أداة للتواصل بين الناس. ويمكن أن يصبح الطعام اللغة المشتركة للأشخاص المتباعدين جغرافيًا. ويمكنهم التواصل لساعات عديدة من خلال الطعام."

 

القواسم المشتركة الغذائية بين مختلف البلدان

أحد المواضيع المثيرة للاهتمام هو مشاركة الطعام بين دول العالم المختلفة. وفي العديد من دول العالم، نرى أطعمة بأسماء مختلفة ولكن بمكونات مشتركة.

وعلى سبيل المثال، في مدينة إقليد بمحافظة فارس جنوبي إيران والتي تقع على ارتفاع 4000 متر في جبال بيل، لدينا "كلوخ بازان"، وفي البيرو، على نفس الارتفاع في جبال الأنديز، لدينا "هواتيا". (أطباق البطاطس المحضرة بطريقة خاصة على النار).

وهذا التشابه الغذائي مع هذه المسافة الجغرافية مثير للاهتمام.

 

القواسم المشتركة الغذائية مع الدول المجاورة

كما عقدنا فعاليات في الهند وأفغانستان والصين واليابان وبعض الدول الأخرى. وفيما يتعلق بأفغانستان، هناك الكثير من أوجه التشابه الغذائي بيننا. والطبق الرئيسي في أفغانستان هو "قابلي بولو" (خليط من الأرز الرقيق ولحم الضأن والجزر والزبيب والفستق وشرائح اللوز)، والذي يتم طهيه في مناطق مختلفة من إيران تحت أسماء أخرى، تشبه إلى حد كبير "قابلي بولو".

وفي الحدود الجنوبية لإيران وسيستان وبلوشستان نرى أطعمة مشابهة للأطعمة الهندية والباكستانية.

ولدينا أيضًا العديد من القواسم المشتركة الغذائية مع العراق وتركيا.

 

رعاية التراث جيلا بعد جيل

ويؤكد "برهامي" أنه من أجل الحفاظ على الثقافة الغذائية يجب طهي الطعام في المنازل وبين الناس وعدم الاقتصار على المطاعم أو فئات معينة.

 

الطهاة الإيرانيون وجهودهم للحصول على مناصب عالمية

وفي السنوات الأخيرة، بذل الطهاة الإيرانيون جهودا كثيرة لتحسين وتقديم المطبخ الإيراني، وتمكن بعضهم من التألق على الساحة العالمية، وهو ما يبشر بمستقبل مشرق في هذا المجال.

 

parastoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة