موضوع البرنامج:
فاطمة المدافعة عن رسول الله
السلام عليكم إخوة الولاء ورحمة الله.
بتوفيق الله نلتقيكم في مشهد آخر من مشاهد سيرة مولاتنا سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها.
وفي مشهد هذه الحلقة نلتقي بفاطمة المدافعة عن رسول الله على الرغم من صغر سنها.
ونلتقي بالصديقة التي دعا رسول الله بدعائها على من آذاه فاستجاب الله دعائها بعد حين.
كونوا معنا مشكورين.
أم أيمن: إلى أين أنت ذاهب يازيد.
زيد بن حارثة: الى بيت رسول الله يا أم أيمن، لأكون معه إذا خرج، خشية أن يعترضه بعض سفهاء قريش فيؤذيه مثلما فعل سفيههم بالأمس ونثر على رأسه التراب.
أم أيمن: بوركت يا أباأسامة، ولكن لا حاجة لذهابك الآن.
زيد: ولم يا أم أيمن؟
أم أيمن: لقد ذهبت بكرة الى بيته فلقاني عليا وأخبرني أن رسول الله لزم بيته وقلل الخروج دفعا لما أخذت قريش تناله منه بعد وفاة أبي طالب.
زيد: أما والله، إنما يريد أن يدفع عنا الأذى، فهو يخشى أن يخرج معه لدفع أذى قريش فيلحق بنا أذى طواغيتهم.
أم أيمن: الأمر كما تقول يازيد فما أعظم رأفة رسول الله بالمؤمنين.
زيد: لقد زاد أذى قريش للمسلمين بعد وفاة خديجة وأبي طالب وتجرأت على فعل ما لم تكن تجرأ فعله مع رسول الله من قبل... ما أصعب الأمر على رسول الله اليوم.
أم أيمن: وما أصعبه على ابنته فاطمة وهي تدفع اليوم عنه حزن ما يلقاه بعد وفاة خديجة وأبي طالب.
زيد: سلام الله على فاطمة، لقد شهدتها تدافع عن رسول الله .. أما علمت بخبر مواجهتها طواغيت قريش يوم ألقوا السلى من أحشاء البعير على رسول الله.
أم أيمن: بلى، بلى، لقد علمت بذلك يوم خرجت مع أبيها الى الكعبة فأرادوا أن ينتقموا مما فعله بهم أبوطالب يوم ألقوا أحشاء الشاة على رسول الله وهو في حجر اسماعيل.
زيد: كأنها والله قد سبقتنا على صغر سنها في سنة الخروج مع رسول الله لدفع أذى قريش عنه ومواساته.
عقبة ابن أبي معيط: يا قوم، هو ذا محمد قد تجرأ على آلهتكم واستدبرها وهو يصلي صلاة دينه الجديد.. أي هوان لقريش أشد من هذا.
أبوجهل: إي وهبل، هوان ما بعده هوان أن تستدبر آلهة قريش بمرأى من زعماء قريش وساداتها..
عقبة: لابد من فعل شيء يا أباجهل.
أبوجهل: ها أنا أعلن أنني معط عشرة من النوق البيض لمن يقوم فيلقي أحشاء بعير نحرته اليوم على ظهر محمد فيفسد عليه صلاته ويتأثر لآلهتنا.
عقبة: ومني مثلها لمن يقوم بذلك وأنا مجير له من غضبة بني هاشم، ألا من راغب في جائزة سادة قريش.
ابن الزبعرى: أنا لها يا سادة قريش، إني لقدير على ماتطلبون فأعدوا جائزتكم.
عقبة وأبوجهل: من؟ ابن الزبعري؟ أوتفعل وتتأثر لآلهة قريش.
ابن الزبعرى: بلى يا سادة قريش، لأجمعن الفرث والدم من أحشاء الجزور وألقيه على ظهر محمد وهو ساجد ولأنثره بين كتفيه فأفسد عليه صلاته... أعدوا جائزتكم لي يا سادة قريش.
وفعل ابن الزبعرى فعلته طمعا بجائزة طواغيت قريش.
فيما كان هؤلاء يضحكون مستهزئين برسول الله – صلى الله عليه وآله -.
فهرعت فاطمة عليها السلام الى بئر زمزم وجاءت منه بماء استسقته بمشقة وأخذت تغسل ظهر رسول الله – صلى الله عليه وآله-.
عقبة: ياأباجهل، أنظرالى فاطمة تطرح الفرث والدم والسلى عن ظهر أبيها وتغسله وهو ساجد، كأنه خجل من أن يرفع رأسه.
أبوجهل: وأنى له أن يرفع رأسه بوجه صناديد قريش، ومن يجرأ على مواجهتنا في نادينا؟!
ابن الزبعرى: مهلا ياسادة قريش، هي ذي فاطمة صبية محمد تتوجه إلينا غضبى، ترى ماالذي تريد قوله.
عقبة: وماعسى لمثل هذه الصبية أن تقول، وأنى لها أن تتجرأ على مخاطبتنا بما نكره.
أبوجهل: لعلها تريد أن تستعطفنا لنترك أبيها وشأنه.
عقبة: لا واللات، إني لأرى أن تحجم عن مخاطبتنا عندما ترى هيبة زعماء قريش وصناديدها.
ولكن أي من ذلك لم يحدث، فقد أقبلت عليهم فاطمة بعزة الإيمان.
وأخذت تقرعهم على فعلتهم النكراء وتذكرمساوئهم.
وكانوا يضحكون ليخفوا غيظهم من جرأة فاطمة – وهي بعمر الصبا – عليهم وتحديها لتجبرهم..
ثم رفعت يدها للسماء وقالت:
اللهم عليك الملأ من قريش، عليك بأبي جهل وبعتبة وبشيبة وبالوليد وبأمية بن خلف وبعقبة بن أبي معيط فإنهم ظلموا نبيك واستخفوا بحقه .
ابن الزبعرى: ما بالكم يا سادة قريش لاتردون على فاطمة سبابها أتريدون أن تقوم بذلك وتزيدون جائزتي؟!
عقبة: صه ياابن الزبعرى، فواللات والعزى لقد دب الوهن في أعضائي من كلامها ودعائها.
أبوجهل: إنها لتنطق بلسان أبيها فلا يوهنك سحرها ياابن أبي معيط، فهي ابنة ساحر بني هاشم.
ولم يجد طواغيت قريش ماتريدون به على موقف الصديقة فاطمة سلام الله عليها.. مثلما لم يجدوا مايردوا به على أبي طالب حين لطخ وجوههم بأحشاء الشاة التي ألقوها على رسول الله .. ثم لما فرغ رسول الله – صلى الله عليه وآله – من سجدته وصلاته، رفع رأسه ورفع يده بالدعاء داعيا على من دعت عليهم فاطمة وكانت المرة الأولى التي دعا بها على طواغيت قريش.
قال – صلى الله عليه وآله-:
اللهم عليك بالملأ من قريش.. عليك بأبي جهل بن هشام وبعتبة بن ربيعة، وبشيبة بن ربيعة، وبالوليد بن عتبة وبأمية بن خلف وبعقبة بن أبي معيط، فإنهم أوهنوني.
وقد استجاب الله هذه الدعوة الفاطمية المحمدية فقد قتل جميع الذين سماهم رسول الله – صلى الله عليه وآله – في يوم معركة بدر والحمد لله رب العالمين.