البث المباشر

فاطمة المجتهدة في إعزاز رسول الله

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 13:51 بتوقيت طهران

( الحلقة 14 )

موضوع البرنامج:

فاطمة المجتهدة في إعزاز رسول الله

السلام عليكم أحبتنا ورحمة الله والحمد لله على جميل توفيقه لنا بأن نكون معكم في هذا المسلسل ومشهد آخر من مشاهد السيرة الفاطمية العطرة ومشهد هذا اللقاء يصور لنا طيب خدمة البتول لأبيها في أحد مصاديق البر الجميل به -صلى الله عليه وآله-. زيد بن حارثة: سلام عليك يا أم أيمن وتقبل الله منك خدمتك لرسول الله.. هنيئا لك هذه الخدمة يا بركة. أم أيمن(بتحسر):وعليك السلام يا أبااسامة.. أرجو من الله أن يتقبل مني صدق النية لخدمة رسول الله. زيد: أرى في قولك هذا حسرة من لم ينل بغيته!! أم أيمن: بل قل أمنيته يازيد، فقد صار التوفيق لخدمة رسول الله أمنية كأنها صعبة المنال لي. زيد (بتعجب): ماذا تقولين يا بركة؟! ألم تذهبي الى بيت رسول الله لغسل ثيابه وترتيب أثاثه؟! أم أيمن: بلى، ذهبت لذلك، لكني وجدت فاطمة قد سبقتني لذلك وغسلت ثياب رسول الله ورتبت بيته. زيد: وكيف تستطيع فاطمة القيام بذلك وهي لازالت صبية في سنيها الأولى؟ أم أيمن:والله لقد قامت بذلك بأفضل ماأقوم به أنا يا زيد رغم أني قد قضيت عمري في الخدمة. زيد (بألم وعقاب): لاريب أنها قد أجهدت نفسها وأتعبتها، فلاتدعيها تفعل ذلك يا بركة فإنها بضعة رسول الله. أم أيمن: وماذا أفعل يازيد؟ لقد طلبت منها ذلك، فأبت وقالت: قالت – سلام الله عليها-: أنا أولى بخدمة أبي يا أم أيمن. زيد: أرى أن فاطمة تريد أن تخفف عن رسول الله ألم فراق زوجته الطاهرة خديجة رحمها الله. أم أيمن: الأمر كما تقول يا زيد وأكثر! زيد: وماهو الأكثر فيه يا بركة؟ أم أيمن: أرى أنها لاتريد أن يظهر على رسول الله أثر الانكسار لفقد زوجته وعمه أبي طالب. زيد: وكيف عرفت ذلك يا أم أيمن؟ أم أيمن: لقد وجدت فيها حرصا على أن لايخرج رسول الله إلا بثياب جدد أوثياب نظيفة تظهر للناس عزته. زيد: صدقت يا أم أيمن، هكذا كانت تفعل أمها خديجة أيضا ولشد ما كان ذلك يغيظ المشركين ويسر أبي طالب. زيد: أجل، ولن أنسى ما فعلوه في بعض تلك الأيام يوم دخل رسول الله المسجد الحرام بتلك الحالة وجلس في حجر اسماعيل. ابوجهل: أنظروا يا قوم محمدا وعليه هذه الثياب الجدد، ألا هل من يقوم ويلقي عليه أحشاء شاة نحرها بعض الناس عند هبل، ليرو كيف يذل هبل شانئيه. وألقى المشركون تلك القاذورة على رسول الله – صلى الله عليه وآله- وهم يضحكون، فآذى ذلك رسول الله كثيرا فذهب إلى عمه أبي طالب. فقال – صلى الله عليه وآله –: يا عم كيف ترى حسبي فيكم؟ وما ذاك يا ابن اخي. فقال – صلى الله عليه وآله-: إن قريشا ألقوا علي سلى الشاة.أبوطالب (بغضب): ويحهم، وهل فعلوها؟! يا حمزة، يا حمزة، خذ السيف وامض معي الى قريش لأريهم حسب ابن أخي محمدا فينا. ابوجهل (بهلع وخوف): يا قوم، يا عقبة بن أبي معيط، ويا عاص بن وائل، ويا أباسفيان، وياعتبة... ويحكم.. لقد جاء أبوطالب ومعه محمد وحمزة شاهرا سيفه... أنجدنا يا هبل، أرى عيني أبي طالب يتطايران شررا.. ما أشد سفاهتنا وقد فعلنا بمحمد مافعلنا. ابوجهل(بتملق): عم صباحا يا أباطالب.. واللات والعزى ما أمرنا أحدا بإلقاء أحشاء الشاة على ابن أخيك.. إنما فعله بعض سفهائنا. ابوطالب (بحزم): يا حمزة أمرر السلى على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه.. هيا يا أبا عمارة.. قم بما أمرتك لتعلم قريش حسب ومنزلة ابن أخيك فينا. ابوجهل (مع نفسه): تعسا لهبل واللات والعزى وتعسا لكم يا سادة قريش وأنتم تتركون حمزة يمسح وجوهنا بهذه القذارة دون أن تتحركوا..تعسا لي أنا أيضا.. ولكن ماالعمل أمام غضب ابي طالب وبني هاشمابوجهل (مع نفسه): ها قد لطخنا حمزة بقاذورة الشاة جميعا، ترى ماذا سيفعل أبوطالب بعد ذلك... إنه يلتفت الى ابن أخيه..أبوطالب: يا محمد ياابن أخي.. هذا حسبك فينا فاطرد عن قلبك الحزن.. بوركت يا أباعمارة. وكان لأم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها موقف مشابه لهذا الموقف دافعت فيها عن رسول الله – صلى الله عليه وآله –. وكان ذلك بعد وفاة أبي طالب –عليه السلام– حيث استغل المشركون غياب سيد البطحاء للإنتقام من رسول الله – صلى الله عليه وآله-، فألقوا عليه أحشاء بعير وهو يصلي عند الكعبة. وهذا ماسننقله لكم في حلقة مقبلة من هذا المسلسل بإذن الله تعالى ومشيئته. ونختم هذا اللقاء بجزيل الشكر لكم على جميل المتابعة. والسلام عليكم ورحمة الله.


*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة