موضوع البرنامج:
الكوثر الرباني
السلام عليكم إخوة الإيمان. معكم أيها الأحبة ومشهد آخر من مشاهد السيرة الفاطمية. وفي هذا المشهد ذكر لبشارة إلهية للحبيب المصطفى بعطية عظمى فيها الخير الكثير. وما هي العطية العظمى؟ هي تلك التي بشر بها الله حبيبه أباالقاسم يوم وفاة ولده القاسم.
*******
العاص بن وائل: بشراكم يا سادة قريش، بشراكم. ابوجهل: ماذا تقول ياابن وائل؟ أي بشارة تعني بها أيها العاص ومحمد مازال يسفه آلهتنا. العاص: هي وهبل، بشارة بطليعة الخلاص من كابوس هذا الأبتر. ابوجهل (بتعجب): الأبتر؟ من تعني ياابن وائل؟العاص: أعني يتيم بني هاشم، فلا تسموه بعد اليوم محمدا بل سموه الأبتر. ابوجهل: ماالذي جرى ياابن العاص، أخبرنا يارجل.العاص: لقد مات القاسم إبنه اليوم فلم يبق له ابن يذكر بعد أن مات قبله ابنه عبدالله ذلك الذي سموه بالطاهر.. فبمن سيذكر محمد إن مات؟ سيموت ونخلص منه ومن دينه الجديد. ابوجهل: ما هذا الذي تقوله يا عاص، ما هذا الذي تقوله؟ وماذا تقول عن ابنته فاطمة وهي أشبه الخلق به؟ العاص: ما أضعف عقلك يا اباجهل؟! وهل يذكر رجل ببنت تتبع زوجها!! ابوجهل:صدقت أيها العاص، إنما يبقى ذكر الرجل بالذكور من ولده، فهم الذين يستطيعون القيام مقامه. العاص: هل علمت الآن ما هي البشارة التي أعنيها يا اباجهل؟ ابوجهل: علمت علمت ولقد سرت فرحتك الى قلبي يارجل.
*******
زيد بن حارثة(بتأثرشديد): لا اله الا الله، انا لله وانا اليه راجعون. بركة(أم أيمن): ها قد عدت يا زيد من المعلى. زيد: أجل يا ام أيمن، فقد دفن رسول الله ولده القاسم الى جوار أخيه الطاهر. أم أيمن: لهفي على رسول الله كم اشتد حزنه لوفاة ابنه الحبيب.زيد: إي والله يا أم أيمن، إن حزنه على ولده القاسم لشديد، ولكن حزنه الأشد هو من شماتة طواغيت قريش. أم أيمن: ماأخبث سرائرهم، أيشمتون لفقد الولد؟! زيد: ما آذى رسول الله أكثر هو أن طواغيت قريش أخذوا يسمونه بالأبتر ويقولون إن دينه سيموت بموته إذ لا أبناء له يحفطون دينه! أم أيمن: هي والله من أقوال الجاهلية الجهلاء. زيد: ولكنها أخذت تؤثر في بعض المسلمين وتضعف ايمانهم. أم أيمن: وهل ستضعف من استقامتهم أمام شدة وطأة قريش؟ زيد: لا أعلم يا ام أيمن، ولكني أعلم أن مثل هذا جرى مع عبد المطلب فقوى الله شوكته بعشرة أبناء ذكور حملوا دعوته الحنيفية وخلدوا ذكره في قريش. أم أيمن:صدقت، وكان منهم عبدالله والد رسول الله. زيد: الأمل بالله يا أم أيمن أن يفعل مع رسول الله مافعل مع جده عبدالمطلب. أم أيمن: ونعم الأمل بالله ونعم الأمل بالله.
*******
عمروبن العاص: يا أبه، يا أبه، أنظر يا أبه. العاص: مابك ياعمرو؟ الى مَ أنظر؟ عمرو: هو ذا محمد آت الى الكعبة من جنازة ولده القاسم... إني واللات لأشنؤه وأبغضه بغض من يتمنى له أن ينقطع ذكره. العاص: لاجرم يا عمرو لقد أصبح أبترا ولن يبقى له ذكر.عمرو: مازلت أبغضه مذ رأيت أهل مكة يسمونه الصادق الأمين ويجلونه وكأن ليس له نظير في قريش. العاص: بل هو الساحر الذي سحر عبيدنا فتمردوا علينا إني وهبل لشأني له على ذلك. عمرو: لتقر عينك يا أبه فقد صار عدوك أبترا لانسل له ولن يستطيع أن يسلب منا زعامة قريش والعرب.
*******
أم أيمن: بشراك يا زيد، بشراك يا ابن الحارثة. زيد: ومثلك من يبشر بالخير يا أم أيمن ماالخبر بشرك الله بكل خير. أم أيمن: لقد أنزل الله على رسوله قرآنا يبشره بالخير الكثير ويسليه عما قاله شانؤه، العاص بن وائل وابنه العتل عمروبن العاص. زيد: لعن الله العاص وولده فكم آذوا رسول الله بهمزهم ولمزهم وشماتتهم بموت ولديه القاسم والطاهر. أم أيمن: لقد بشره الله بأنه قد أعطاه الكوثر فاطمة ومن نسلها سيجعل الأئمة الذين سيحفطون ذكره ودينه. زيد: إذن فقد عوض الله رسوله بأفضل مما عوض جده عبدالمطلب. أم أيمن: إي والله لقد دخلت عليه فوجدته يقبل حبيبتي فاطمة وهو يقول لها: أيتها النسلة المباركة، بوركت فقد بشرني الله بأن نسلي سيكون من ذريتك طيبا كثيرا مباركا... فسألته عن ذلك، فأخبرني أن الأمين جبرئيل قد نزل اليه بالوحي من ربه. جبرئيل: يا محمد، إن ربك العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{۱} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{۲} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{۳}"
*******
زيد: والله لأصلين ركعتين شكرا لله على هذه النعمة التي حبا الله بها رسوله. أم أيمن: نعم ما تفعل يازيد، فقد سجد رسول الله وصلى شكرا لله بعد مانزلت هذه الآيات. زيد: الحمد لله الحمد لله على ما أنعم. أم أيمن: ولقد أخبرني يا زيد أن من الكوثر الخير الكثير حباه الله به نهرا في الجنة خصه به. زيد: نهر في الجنة؟ أم أيمن: نعم يا زيد نهر في الجنة تكون على جانبيه دار رسول الله ودور فاطمة وولدها يفيض الخير على دور أهل الجنان جميعا.
*******
نعم وقد خلد الله في قرآنه الكريم حقيقة أن ولد فاطمة عليها السلام هم ذرية رسول الله – صلى الله عليه وآله-. وبهم حفظ الله دينه وذكر رسوله وهذا من ملاحم القرآن الكريم التي صدقها الواقع التاريخي. لقد كثر الله ذرية رسوله من بضعة فاطمة فصاروا كثرة لايعادلهم أي نسل آخر، بل لا تذكر ذرية احد مثلما يذكرون وكل ذلك مع مانزل عليهم من أعدائهم من مظالم ومقاتل والله غالب على أمره تبارك وتعالى رب العالمين.
*******