البث المباشر

تحفة الله لرسوله

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 12:37 بتوقيت طهران

( الحلقة 6 )

موضوع البرنامج:

تحفة الله لرسوله

السلام عليكم أيها الأعزة الكرام. وأهلا بكم في هذا اللقاء من رحلتنا مع مشاهد السيرة الفاطمية مستلهمة من أوثق روايات المصادر المعتبرة. ومبدأ رحلتنا في مشهد هذه الحلقة هو جانب آخر من التدبير الإلهي لولادة سيدة نساء العالمين. نعود بكم أيها الأعزاء الى السنة الخامسة من البعثة النبوية وبعيد حادثة الإسراء والمعراج، في أحد أيام شهر شوال. يومذاك كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – جالسا في الأبطح من مكة ومعه بعض أصحابه فيهم علي – عليه السلام – وعمار بن ياسر والمنذر بن الضحضاح.

*******


المنذر: ياعمار، ياابن ياسر، ألا ترى رسول الله؟! لقد تغيرت ملامح وجهه وظهرعليه مايحل به إذا نزل عليه الأمين جبرئيل. عمار:بلى، بلى، ياابن الضحضاح، لاحظت ماتصف، لكني أرى حاله قد تغيرأشد مما رأيت من قبل، يبدو أن الأمين قد نزل عليه بأمر مهم، لاسألنه عنه.

*******


فلما سأله أجاب – صلى الله عليه وآله – لقد هبط علي الآن جبرئيل الأمين في صورته العظمى وناداني قائلا: جبرئيل: يا محمد، العلي الأعلى يقرأك السلام ويأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحا تصوم أيامها وتحي لياليها!

*******


المنذر: ماأشق هذا الأمر على خديجة ياعمار وقد قاطعنها نساء قريش منذ زواجها برسول الله، لاأشك أنها ستحزن لذلك مرارا كل يوم. عمار: الأمر كما تقول ياابن الضحضاح لكن خديجة الطاهرة راضية بأمر الله. المنذر: لاشك أن هذا الأمر شاق على رسول الله أيضا ياأبااليقضان. عمار: صدقت فهي التي تكشف كربه وتخفف عنه مايلقاه من تكذيب قريش وآذاهم.

*******


واستجاب رسول الله لأمر الله من فوره وانقطع عن زوجته الحنون، وأقام في بيت أمه الثانية فاطمة بنت أسد صائما نهاره قائما ليله، فأشاعت مترفات قريش أمرا آخر وقلن: إمراة: مانرى محمدا إلا وقد قلى بنت خويلد وهجرها كرها لها، لتذق اليوم وبال زواجها من يتيم بني هاشم. فبعث – صلى الله عليه وآله – بعماربن ياسر اليها يخبرها بحقيقة الأمر. عمار: ياسيدتي الطاهرة، إن رسول الله بعثني اليك بقوله هذا: ياخديجة، لاتظني انقطاعي عنك هجرة ولاقلى، ولكن ربي عزوجل أمر بذلك لينفذ أمره، فلا تضني ياخديجة إلا خيرا، فإن الله عزوجل ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا.

*******


إمراة: ويح خديجة لكأنها ألفت الوحدة ولكأنها تستعين على فقد محمد بالصلاة لربها.. سمعت أنها إذا جنها الليل تجفي بابها وتغطي رأسها وتسجف سترها وتصلي وردها.

*******


المنذر: ياعمار، لقد رأيت من رسول الله هذه العشية مالم أره من قبل! عمار: وماذا رأيت ياابن الضحضاح؟ المنذر: لقد رأيت عليا قد قعد عند باب دار أبي طالب لايسمح لأحد بالدخول على رسول الله. عمار: كأنك يابن الضحضاح قد صمت اليوم ورغبت أن تفطر مع رسول الله .. هذا ماقمت به أنا أيضا يارجل، فمنعني علي من الإفطار مع رسول الله.. المنذر: لقد أخبرني علي أن رسول الله قد أمره بذلك. عمار: بل هو أمر الله يابن الضحضاح. المنذر: ولكن رسول الله كان قد أمرعليا في الليالي السابقة أن يفتح الباب ويدعو الواردين الى الإفطار معه. عمار: أما علمت يابن الضحضاح أن اليوم هو اليوم الأربعون من اعتزال رسول الله لخديجة. المنذر: لقد أنستني لذة الإفطار مع رسول الله أن أعد أيام عمله بما أمره به الله. عمار: هلم معي للإفطار في بيتي وسأحدثك بعده عما جرى اليوم .. هلم معي ياابن الضحضاح الى الافطار.

*******


المنذر: تقبل الله صومك وتقبل منك الافطارالذي قدمته لي يا ابااليقضان. عمار: تقبل الله صومك أيضا ياابن الضحضاح وتقبل منك قبول دعوتي.. المنذر: أخبرني ياعمار عما جرى اليوم وجعل رسول الله يأمر عليا أن يغلق الباب ولايدخل عليه أحدا. عمار:لقد أخبرني علي عن رسول الله أن جبرئيل نزل عليه هذه العشية مبشرا وهويقول له: جبرئيل: يا محمد، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام وهو يأمرك أن تتأهب لتحيته وتحفته جل جلاله. المنذر: وما هي تحفة رب العالمين وتحيته لحبيبه محمد. عمار: لقد كانت تحفة الله وتحيته طعاما من ثمار الجنة هبط به ميكائيل في طبق مغطى بمنديل من استبرق فوضعه بين يدي رسول الله، فقال له جبرئيل: جبرئيل: يامحمد، يأمرك ربك أن تجعل إفطارك الليلة على هذا الطعام وهو محرم على غيرك، إن الله آلى على نفسه أن يخلق من صلبك الذرية الطاهرة.

*******


وعمل رسول الله بما أمره ربه جل جلاله وذهب الى دار خديجة يحمل لها بشرى ربه الكريم بالذرية الطاهرة. قالت خديجة: لا والذي سمك السماء وأنبع الماء ماتباعد عني رسول الله حتى أحسست بثقل فاطمة في بطني...

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة