البث المباشر

بنت بيت النبوة

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 12:16 بتوقيت طهران

( الحلقة 2 )

موضوع البرنامج:

بنت بيت النبوة

سلام من الله عليكم أيها الأعزاء .. طبتم وطابت أوقاتكم وأنتم تستمعون الى ثاني حلقات هذا المسلسل عن سيرة الزهراء المرضية ومشاهد من مناقبها الجلية. وقد عرضنا في اللقاء السابق مشهد سعي هند بنت عتبة لتجييش مترفات قريش ضد الطاهرة الخديجة بسبب زواجها من الصادق الأمين محمد (صلى الله عليه وآله). هذا الأمر آذى كثيرا صديقة خديجة نفيسة بنت منية لحبها الشديد لوالدي الصديقة الكبرى فاطمة أولا وثانيا لشعورها بأنها كانت سببا لتعريض خديجة لتعالب مترفات قريش إذ كانت هي الساعية في اقتران نوري والدي فاطمة. بثت أم الخير نفيسة همها لزوجها فخفف عنها وجدد ثناءه عليها في مسعاها، ثم دعاها لأن تقص عليه خبر زواج سيدة قريش الطاهرة بسيدها الصادق الأمين ومن هنا نتابع الرحلة.

*******


نفيسة: لقد حدثتني خديجة الطاهرة عن رؤيا رأتها في إحدى الليالي كانت مبدأ مسيرها الذي انتهى بالإقتران بمحمد. أبوالخير:الرؤيا الصادقة يا ام الخير هي من رب الكعبة يبشر بها من اصطفى لخير قدره له. نفيسة: صدقت يا ابا الخير، هذا ما بشر به خديجة ابن عمها ورقة بن نوفل عندما قصت عيله رؤياها.. أبوالخير: ونعم الرجل ورقة، فلا أنسى موقفه يوم أرشد قريشا الى ما به نجاتهم من القحط. نفيسة: وكيف كان ذلك يا اباالخير.. أبوالخير: كان ذلك يوم أجدبت مكة وما حولها باحتباس المطر عنها، وكان محمد يومها غلاما، فاجتمعت قريش بالأبطح للبحث عن حل ينقذها من القحط.

*******


( أصوات ضجيج واجتماع) إمرأة (۱): إعتمدوا يا قوم اللات والعزى واطلبوا منها أن تغدق علينا المطر، اطلبوا منها، اطلبوا منها.إمرأة (۲): ومتى أغدقت اللات والعزى علينا المطر يا امرأة، دعك منهما واعتمدوا يا قوم مناة فهي الأفضل عسى أن نحصل على الخير منها. أبوالخير: وهنا قام ورقة بن نوفل وحسم جدال قريش بأن هداهم الى من بيده مفتاح رفع الجدب والقحط عنهم، إذ قال لهم: ورقة بن نوفل: يا معشر قريش! أين تذهبون؟ أنى تؤفكون وفيكم بقية ابراهيم وسلالة اسماعيل. رجل (۱): كأنك تعني أباطالب يابن نوفل. ورقة بن نوفل: أجل هو أبوطالب بيضة البلد، فاستسقوا به المطر من رب الكعبة..

*******


أبوالخير: فقاموا اليه بأجمعهم وقالوا بقول ورقة بن نوفل

*******


ورقة بن نوفل: يا أباطالب قد قحطت البلاد وأجدبت العباد، فهلم فاستسق لنا يابن هاشم.

*******


أبوالخير: استجاب لهم ابوطالب وقال: موعدكم دلوك الشمس، فلما زالت الشمس خرج في غلمان من بني هاشم يتوسطهم محمد وكأنه شمس الضحى، فأسند أبوطالب ظهره الى الكعبة عند المستجار واستسقى لهم بوجه محمد، فما أن أتم دعاءه حتى ظهرت الغمام بشائر بمطر وفير نزل بمكة، فأنشأ ابوطالب في مدح ابن اخيه محمد ماعرفهم بمنزلة عند رب الكعبة قائلا: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل

*******


نفيسة: ما أشد حماقة مترفات قريش وهن يقاطعن خديجة لزواجها من هذا الرجل المبارك. أبوالخير: ورب الكعبة لا أرى لهذه المقاطعة منشأ إلا أنهن حسدن خديجة لفوزها بمحمد الطيب المبارك الذي يشع منه نور نبوة ابراهيم. نفيسة: صدقت يا ابالخير.. صدقت ورب الكعبة، هذا ما قاله ابن نوفل لخديجة عندما قصت رؤياها عليه. أبوالخير: وماذا كانت رؤياها يا نفيسة؟نفيسة: جاءت رؤياها بعد أن قضت نهارها تطوف حول الكعبة وتدعو ربها، فكأن الرؤيا كانت إجابة لدعائها. أبوالخير: الأمركما تقولين يا أم الخير، وما الذي رأته؟ نفيسة: قالت لي: رأيت في تلك الليلة شمسا عظيمة مضيئة تهبط من سماء مكة... إتجهت نحو داري واستقرت فيه الى جواري.. ملأت هذه الشمس الدار نورا وبهاء.. ثم رأيت أشعة نورها تفيض من داري متغمر بطحاء مكة وما حولها بعد أن غمرت قلبي بهجة وسرورا.

*******


نفيسة: وفي الصباح الباكر ذهبت خديجة الى عمها ورقة بن نوفل وقد عرفته قارئا لصحف أهل الكتاب عالما بأخبار السماء، فتعجب من مجيئها.. وهو يرحب بها.

*******


ورقة بن نوفل: خديجة الطاهرة تأتينا في هذه الساعة!! ما جاء بك يا بنية في هذه الساعة إلا أمر مهم .. أخبريني ماهو يا ابنة أخي؟

*******


نفيسة: وراحت تقص عليه ما رأته وهو يصغي اليها باهتمام ووجهه يتهلل بالبشر وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة الرضا، ثم قال في هدوء ووقار.

*******


ورقة بن نوفل: ابشري يا ابنة اخي ليصدقن الله رؤياك وليدخلن نور النبوة دارك!

*******


ابوالخير(بارتياح): وقد صدق الله رؤياها وأدخل محمدا دارها بواسطتك يا ام الخير. نفيسة: إنها ورب الكعبة إمرأة حازمة جلدة شريفة أراد إله ابراهيم بها الكرامة والخير، فهي أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا وكل قومها كان حريصا على الزواج منها. نفيسة: وبذل الأموال للفوز بها لكنها أبت وأرسلتني الى محمد لأخبره برغبتها في الزواج منه.. أبوالخير: ومتى كان ذلك يابنة منية؟ نفيسة: كان ذلك بعد أن رجع محمد من قافلة تجارتها الى الشام وأخبرها غلامها ميسرة بما رآه من الغمام التى كانت تضلله في الطريق وما قاله الرهبان والأحبار عنه فعلمت الطاهرة أنها من علامات نور النبوة. أبوالخير: وماذا قلت لمحمد يوم ذهبت إليه لتخبريه بعرض الطاهرة؟ نفيسة: قلت يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟ قال (صلى الله عليه وآله): "ما بيدي ما أتزوج به" . نفيسة: فإن كفيت ذلك، ودعيت الى الجمال والشرف والمال والكفاءة ألا تجيب؟ قال (صلى الله عليه وآله): "فمن هي؟"نفيسة: إنها خديجة الطاهرة. قال (صلى الله عليه وآله): "وكيف لي بذلك؟" نفيسة: لا عليك؛ الأمرعلي أنا أفعل.

*******


نفيسة: ثم عدت الى خديجة الطاهرة فأخبرتها برغبة محمد فيها وعدت اليه لأخبره بدعوتها له أن يأتي مع أبي طالب وأعمامه ليخطبوها من عمها عمروبن أسد.

*******


وهكذا اجتمع شمل والدي الصديقة الكبرى فاطمة الزكية بهداية ربانية واختيار الهي لتكون الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة حاضنة صفية الله وحبيبة رسول الله. وكونوا معنا أيها الأخوة والأخوات في اللقاء المقبل بمشيئة الله لنتابع رحلتنا مع سيرة الصديقة الكبرى.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة