البث المباشر

لماذا يعتبر البعض إيران عدوا للعرب؟

السبت 11 يناير 2025 - 14:10 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن موضوع العلاقة بين إيران والعالم العربي، التوترات التاريخية والدور الاستعماري، مع تسليط الضوء على دعم إيران للمقاومة الفلسطينية.

لماذا يعتبر البعض إيران عدواً للعرب؟ هل هذه الفكرة حقيقة تاريخية أم نتيجة دعاية تهدف إلى التفرقة بين المسلمين؟ دعونا نتفحص هذا السؤال دون تحيز مسبق.

لقرون متتالية عاشت إيران والعالم العربي جنبًا إلى جنب، منذ زمن الخلفاء الإسلاميين و حتى العصر الحديث. وعلى الرغم من الاختلافات المذهبية و السياسية، فقد اتحدت هاتان الحضارتان في كثير من الأحيان ضد أعداء مشتركين. ولكن ماذا حدث كي تتوتر هذه العلاقات؟

لقد استخدم الإستعمار الغربي بما في ذلك بريطانيا وفرنسا دائمًا سياسة "فرق تسد". وهذه السياسة وصلت إلى ذروتها في القرن العشرين، حيث أصبحت الحدود المصطنعة التي أنشأتها بريطانيا وفرنسا بعد معاهدة سايكس بيكو وتعزيزها للاختلافات الدينية والمذهبية ذريعة للصراعات الإقليمية.

من الشائعات التي تثار ضد إيران هي التعاون مع أمريكا وإسرائيل. لكن هل التاريخ يؤكد ذلك؟

في عام 1953 أعادت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شاه ايران  إلى السلطة بانقلاب ضد الحكومة الوطنية للدكتور مصدق. فكان الدكتور محمد مصدق هو من أعلن و انجز مشروع تأميم النفط في إيران حيث كان ينوي قطع يد أمريكا وإنجلترا عن نفط هذا البلد. فكان هذا الانقلاب بداية العداء الغربي العلني لإيران وقد أثار غضب الجماهير الإيرانية بشدة. مرة أخرى غيرت الثورة الإسلامية عام 1979 عملية نهب الثروات و رأس المال الإيراني من قبل أمريكا و إنجلترا. وبعد انتصار الثورة حولت إيران نفسها إلى العدو الأول للغرب في المنطقة من خلال قطع العلاقات مع أمريكا وطرد الدبلوماسيين و المستشارين الأمريكيين والإسرائيليين.

فمنذ ذلك اليوم وفي كل العقود الماضية تعرضت إيران لأشد العقوبات الأميركية والإسرائيلية ولازالت. و إذا كانت إيران متواطئة معهم فلماذا تطبق هذه العقوبات ضدها؟

ولكن لماذا تطرح هذه الاتهامات ضد إيران؟ نعم في الواقع بعض الحكومات العربية وخاصة المطلة علي الخليج الفارسي لديها خلافات بسيطة مع إيران. لكن وسائل الإعلام الغربية والصهيونية تبالغ كثيرا في هذه الخلافات لحرف الأضواء والتركيز عن العدو الرئيسي، اي إسرائيل.

إيران وخلال هذه السنوات دافعت عن فلسطين ودعمت محور المقاومة في مواجهة إسرائيل. لكن في المقابل، تقوم بعض الحكومات العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. علي ماذا يدل هذا التناقض؟

وعلينا أن نتساءل: هل العدو الرئيسي للعالم العربي هي الدولة اللي تدافع عن فلسطين، أم هو الكيان اللي يحتل الأراضي العربية كل يوم و يدوس على حقوق الشعب الفلسطيني؟

أليس المقصود من الاتهامات الموجهة ضد إيران صرف أذهان الناس والشعوب عن القضايا الحقيقية للعالم الإسلامي؟

وفي الواقع الوحدة بين المسلمين هو الشيء الوحيد الذي يخشاه الأعداء. فإذا اجتمعت إيران والعرب مع بعضها البعض، فلن تتمكن أي قوة من هزيمتهم. ألم يحن الوقت لمعرفة العدو الحقيقي؟ ما هو رأيكم؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة