إعصار دانيال، الذي ضرب ليبيا في سبتمبر/أيلول 2023 وأودى بحياة آلاف الأشخاص، لم يكن مجرد حدث طبيعي، بل كان جزءا من كارثة أكبر تعود جذورها إلى عام 2011 والتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في البلاد.
فيما ركزت وسائل الاعلام الغربية في تغطيتها لهذا الحادث، على الجوانب الطبيعية للأزمة، وتجاهلت دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هذه الازمة، فيما كشف تقرير الدور الحقيقي لحلف شمال الاطلسي في خلق عدم الاستقرار وتدمير البنية التحتية بالكامل في ليبيا.
وفي عام 2011، أدى هجوم الناتو على ليبيا إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والبنية التحتية في هذا البلد بشكل كبير.
الفيضانات الأخيرة في ليبيا الناجمة عن إعصار دانيال في سبتمبر/أيلول 2023، والتي أودت بحياة ما يصل إلى 10 آلاف شخص، لم تكن كارثة طبيعية فحسب، بل كانت أيضاً نتيجة للتدخلات العسكرية لحلف شمال الأطلسي.
واشارت وسائل الإعلام بشكل رئيسي إلى الحرب كسبب لعدم استعداد ليبيا في مواجهة هذه الكارثة، دون الإشارة إلى دور الناتو في سنوات غزو ليبيا.
ويُعرف إعصار دانيال، الذي تشكل في شرق البحر الأبيض المتوسط ووصل إلى ليبيا في أوائل سبتمبر 2023، بأنه العاصفة الأكثر فتكاً والأكثر تكلفة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
وأضاف شوباك أنه خلال حملة الناتو ضد معمر القذافي عام 2011، زعمت وسائل الإعلام الأمريكية أن القوات الجوية الليبية قصفت المتظاهرين، لكنها لم تقدم أي دليل على هذه الادعاءات، ولم يؤكد البنتاغون مثل هذا القصف.
أطاح الناتو، بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، بالحكومة الليبية بأكثر من 9700 غارة جوية وأسقط أكثر من 7700 قنبلة موجهة.
ويعتقد شوباك أن التفجيرات أسفرت عن مقتل الآلاف من الأشخاص الذين ادعى الناتو أنه كان يحاول إنقاذهم، وتسببت أيضاً في تدفق عشرات الآلاف من الأسلحة إلى ليبيا ومنطقة الساحل وحتى سوريا.
ويؤكد شوباك أن قصف الناتو لم يتسبب بشكل مباشر في انهيار السدود في درنة، لكن الحرب دمرت الحكومة الليبية ودمرت نسيجها الاجتماعي، ومن نتائج ذلك عدم القدرة على الحفاظ على البنية التحتية الحيوية.
ويشير شوباك إلى أن هذا الرأي لا ينعكس في وسائل الإعلام الرئيسية، حتى تلك التي تشير إلى الحرب. ووجد أنه من بين 67 مقالاً وجدها خلال ستة أيام في وسائل إعلام بارزة مثل نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، وواشنطن بوست، ذكرت 40 مقالة فقط كلمة "الحرب" وثلاثة منها فقط ناقشت دور الناتو.
في النهاية، يخلص شوباك إلى أن حلف شمال الأطلسي كان أيضاً متورطًا بشكل كبير في حرب أوكرانيا، مما أدى في النهاية إلى تصعيد سلسلة الأحداث التي دفعت روسيا إلى القيام بعملها العسكري.
المصدر: pars today