البث المباشر

المهدويون هم المكرمون بالهدى الخاص/حكم الاستغاثة بالمهدي/لا تقلق يشفيك الله

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 14:25 بتوقيت طهران

(الحلقة : 334)

موضوع البرنامج:
المهدويون هم المكرمون بالهدى الخاص
حكم الاستغاثة بالمهدي
لا تقلق يشفيك الله

 

يا يوسف الزهراء يا نور البصر

والكوكب الدري يا نبع الدرر

في عينك التوحيد يزهو مشرقاً

فيها يموج الحسن بالروح ازدهر

بسوادها سر الجلالة كامن

ببياضها عرض الجمال قد استقر

فالحور هائمة بحسن مفرد

من حسن طاها نبته وله ثمر

والنور جلى بالوسامة غرة

بيضاء تغبطها نقيات الغرر

نور النبوة والامامة مزهر

في وجنتيك، على جبينك قد ظهر

ذا حسن يوسف قد يضاهي قطرة

من بحر حسنك لو يقاس بك البشر

حسن النبي محمد فيك اعتلى

جلاه فيك الله يا احلى قمر


بسم الله وله الحمد اذرزقنا مودة صفوته الكرماء حبيبه المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم اجمعين لا سيما بقية الله وخاتم الاوصياء المحمديين المهدي الموعود ارواحنا فداه.
السلام عليكم احبتنا المستمعين
معكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج وقد افتتحناها بابيات مهدوية رقيقه للاديب الولائي المعاصر الاخ حسين حميد الحائري.
ايها الاطائب، في الفقرة اللاحقة تستمعون الى استفادات لوصايا مولانا امام العصر –عجل الله فرجه- للمؤمنين مستلهمة من احد ادعيته المباركة.
عنوان هذه الفقرة هو: المهدويون هم المكرمون بالهدى الخاص
تليها اجابة عن سؤال الاخ حسين الصالح بشأن: حكم الاستغاثة بالهدي.
اما حكاية هذه الحلقة ففيها درسٌ لطيف بشأن مصداق جلي لكون امام الزمان هو عين الله التي ترعى خلقه، عنوان الحكاية هو: لا تقلق يشفيك الله.
اطيب الاوقات نتمناها من الله لنا ولكم مع فقرات حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) تابعونا على بركة الله.
معكم ايها الاعزة والفقرة التربوية وعنوانها هو:

المهدويون هم المكرمون بالهدى الخاص

قال امام زماننا بقية الله المهدي عجل الله فرجه في دعائه الجامع المروي في كتاب البلد الامين والدرع الحصين:
"اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة واكرمنا بالهدى والاستقامة، وسدد الستنا بالصواب والحكمة واملا قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهر بطوننا من الحرام والشبهة واكفف ايدينا عن الظلم والسرقة واغضض ابصارنا عن الفجور والخيانة واسدد اسماعنا عن اللغو والغيبة.
مستمعينا الافاضل، منذ حلقات ونحن نسعى للتعرف من هذا الدعاء المهدوي المبارك على الصفات التي ينبغي للمؤمنين التحلي بها، فهذا الدعاء الشريف يمثل في الواقع وصية عن صاحب الزمان –عليه السلام- لهم بالتحلي بالصفات التي نستفيدها من فقرات الدعاء.
وقد تعرفنا على اربع من هذه الصفات، والصفة الخامسة هي التي نستلهمها من فقرة (واكرمنا بالهدى والاستقامة) فما هو المستفاد منها؟
في هذه الفقرة نطلب من الله عزوجل ان يكرمنا بالهدى اولاً والاستقامة ثانية، وهذا يعني ان الهدى والاستقامة كرامة من الله تبارك وتعالى لمن شاء من عباده.
والمراد من الهدى هو هدى الله عزوجل كما يشير لذلك قوله تبارك وتعالى في الآية ۱۲۰ من سورة البقرة: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هوالهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير"
والمستفاد من الآيات الكريمة ان (هدى الله) على انواع منها ما بينه الله عزوجل في كتابه المبين كما ورد في مطلع سورة البقرة حيث يقول جل جلاله "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ".
ومنها (الهدى الخاص)، وهو الذي يكرم به الله عزوجل من شاء من عباده وهو الاهم الذي بوصينا امام زماننا المهدي ارواحنا فداه بطلبه من الله تبارك وتعالى، فما هو المقصود منه؟
ايها الاخوة والاخوات، لعل من اهم مصاديق (الهدى الالهي الخاص) هو المصداق المشار اليه في الآية الكريمة ۲۱۳ من سورة البقرة حيث يقول الله جل جلاله:
"كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم"
كما ان الهدى الالهي الخاص المشار اليه في قوله عزوجل في الآية ٥۲ من سورة الشورى:
"وكذلك اوحينااليك روحاً من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم"
والى هذا الهدى النوراني الخاص يشير ايضاً قوله تبارك وتعالى في الآيتين ٦۸ و٦۹ من سورة العنكبوبت:
"ومن اظلم ممن افترى على الله كذباً او كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"
وهذا الهدى الرباني الخاص هو اسمى مراتب الانعام الالهي كما نستفيده من الآيتين الاولى والثانية من سورة الفتح حيث يقول جلت نعماؤه:
"انا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما"
فما الذي نستفيده من دلالات هذه الآيات الكريمة؟
ايها الاخوة والاخوات، الذي يتضح من التدبر في الآيات الكريمة المتقدمة ونظائرها من الآيات الكريمة هو ان ما يوصينا به هنا مولانا امام العصر –ارواحنا فداه- هو ان نطلب من الله عزوجل ان يكرمنا بالهداية النورانية الخاصة لمعرفة الحق الصريح فيما اختلف فيه من الحق بسبب بغي ائمة الضلالة وتحريفهم المعنوي للهدى الالهي الحق نتيجة اتباعهم لاهوائهم.
وهذا ما تشد اليه الحاجة في عصر الغيبة وظهور الفتن الفكرية المعنوية المتعددة.
وهذا الهدى النوراني الخاص هو الذي ورد في الاحاديث الشريفة انه نور يقذفه الله في قلب من شاء من عباده فيعرف الحق ويتبعه ويعرف الباطل ويجتنبه مهما كان ظاهره مقدساً، فيكون متبعاً لهدى الله ورضاه وليس للاهواء.
اذن فهذا الهدى الالهي الخاص هو الذي ينجي المؤمن من مضلات الفتن ويهدي الانسان الى السبل التي تقرب من الله عزوجل وصراط المستقيم، وشرط الحصول عليه هو ان يكون المؤمن مجاهداً في الله اي مخلصاً في جهاده سواءً الاكبر اي جهاد النفس او الاصغر اي جهاد العدو الخارجي وكذلك ان يكون المؤمن من المحسنين في طلب مرضاة الله عزوجل ليمن الله عزوجل عليه بهذه الهداية النورانية الخاصة؛ وهي من اعظم النعم الالهية.
مستمعينا الافاضل، أما الذي يحرم الانسان من الفوز بهذا الهدى الالهي النوراني فهو الكفر والجحود واتباع الهوى ولذلك نجد الآيات تصرح بان الله لا يهدي الكافرين والفاسقين والظالمين ونظائرهم، وواضح ان المقصود ليس هو الهدى العام فهذا متاح للجميع بل المراد الهدى النوراني الخاص الذي لا يستطيع الكافرون والفاسقون تلقيه بسبب تلوثهم برجس الكفر العقائدي والفسق العملي.
وعلى ضوء ما تقدم يتضح ان الصفة الخامسة التي يوصينا امامنا المهدي ارواحنا فداه بان نتحلى بها في دعائه الشريف هي ان نخلص لله عزوجل في طلب كرامه هداه النوراني الخاص المنجي من الفتن والهادي الى الصراط المستقيم رزقنا الله واياكم ذلك بحرمة محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم اجمعين-.
اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، لكم منا جزيل الشكر على كرم متابعتكم لحلقه اليوم من برنامجكم المهدوي هذا.
ندعوكم الآن للاستماع للفقرة التالية منه ومع زميلنا الاخ عباس الباقري وهو يلخص اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا وأهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامجكم شمس خلف السحاب.
من الأخ حسين الصالح وصلتنا رسالة عبر البريد الألكتروني يقول فيها ورد في دعاء الفرج عبارات الغوث الغوث، أدركني ياصاحب الزمان فهل يجوز ذلك؟ في الواقع أولاً نشير الى أن دعاء الفرج من الأدعية التي رويت في المصادر المعتبرة وهي ايضاً من الأدعية التي ببركتها يتفضل الله تبارك وتعالى على العباد المتوسلين اليه ببقيته المهدي بإستجابة دعواتهم كما ورد في الرواية الشريفة التي ذكر فيها هذا الدعاء. بالنسبة الى إستخدام هذه العبارات هنالك قاعدة عامة، قاعدة بيّنتها الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية الكريمة وهي أن الإستعانة والإستغاثة بكل موجود، بكل شيء في هذا الوجود، كل سبب من هذه الأسباب الطبيعية اذا كان عن معرفة بأن الأمر بيد الله تبارك وتعالى وأنه هو مسبب الأسباب فلا إشكال في ذلك بل هو من مصاديق التوحيد الخالص يعني بإذن الله، بمشيئة الله هذه العبارت التي أستخدمت في القرآن الكريم ليس من دون الله هذا هو التوحيد الخالص. لايقول أحد أنك مشرك اذا قلت لطبيب أدركني او أغثني او في الواقع لأي شخص بإعتبار عمل الطبيب هو أن يعين ويغيث المريض وهذا الأمر ليس شركاً اذا عرفنا أن الأسباب بيد الله تبارك وتعالى. الإمام الصادق سلام الله عليه في حديث مشهور مروي في تحف العقول يقول: قضاء الحوائج الى الله وأسبابها بعد الله العباد يُجريها على أيديهم أبى الله إلا أن يجري الأمور بأسبابها" وهذه سُنة طبيعية يعني الحصول على المعونة الإلهية، الحصول على الإغاثة الإلهية تكون بالأسباب، نعم امر الله تبارك وتعالى بوسائل معينة على نحو الخصوص إبتغوا اليه الوسيلة" الفرق بين الشرك والتوحيد الخالص. الشرك هو أن يتوسل بما لايأمر به الله تبارك وتعالى "إنما نعبدهم ليقربوننا الى الله زلفى" لأن العبادة لاتصح إلا لله تبارك وتعالى. ثانياً التوسل بهم هل انزل به سلطان؟ اذا لم ينزل دليل من الله تبارك وتعالى عن طريق نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله عن طريق أنبياءه واوصياءه عليهم السلام أن هذه وسيلة الى الله تبارك وتعالى اذن لايمكن التوسل بها، حد الشرك والتوحيد هو هذا، "إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآباءكم" مضمون الآية الكريمة "ما انزل الله بها من سلطان" أما اذا انزل الله بها من سلطان تصبح هي الوسيلة التي أمر الله تبارك وتعالى عباده بأن يتخذونها وسيلة للتقرب اليه وهذا ايضاً تعبير موجود في الكثير من الآيات الكريمة "أيهم أقرب الى الله"، في الأدعية والزيارات "شفعاء أقرب الى الله" أقرب من محمد وآل محمد لأتخذناهم شفعاء. اذن القضية تدور في هذا المدار، إستخدام عبارات " أغثني ياصاحب الزمان" "أدركني ياصاحب الزمان" ما الفرق بينها وبين أن نقول أدركني أيها الطبيب، أغثني أيها الشرطي اذن لانقول هذه عبارات شركية بالنسبة للطبيب او المعلم ولكن كيف نقول لصاحب الزمان وهو بقية الله تبارك وتعالى؟ اذن لاإشكال فيها مادامت تنسجم مع إتخاذ الأسباب وسيلة الى الله تبارك وتعالى. شكراً للأخ حسين الصالح وشكراً لكم أحباءنا على طيب المتابعة، تابعوا ما تبقى من البرنامج.
ايها الاكارم، تحمل القصة التي اخترناها لهذا اللقاء مصداقاً واضحاً لما ورد في الزيارة الماثورة عنه اهل البيت المحمدي عليهم السلام التي امرونا ان نزور بها الامام المهدي –ارواحنا فداه- كل يوم جمعة، فقد ورد فيها وصفاً مؤثراً وبليغاً له –عليه السلام- بانه عين الله التي ترعى عباده؛ اذن تابعونا في الاستماع لهذه الحكاية الموثقة في الفقرة التالية التي تحمل عنوان:

لا تقلق، يشفيك الله

ايها الاخوات والاخوة، الحكاية الآتية ننقلها من كتاب (تكملة امل الآمل) لاية الله العالم الورع السيد حسن الصدر رضوان الله عليه وقد نقلها عن المحدث الجليل والثقة الورع الحر العاملي قدس سره الشريف وكان هو شاهدها بنفسه والمتثبت من صحة الدلالة التي اشتملت عليها.
قال آية الله السيد حسن الصدر:
قال الشيخ الحر في كتاب اثبات الهداية (انا كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد ونحن جماعة من طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيا ومن يكون قد مات، فقال لي رجل اسمه الشيخ محمد وكان شريكنا في الدرس: انا اعلم اني اكون في العيد الآتي حيا وعيد اخرى الى ست وعشرين سنة.
ويظهر منه انه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: انت تعلم الغيب.
فقال: لا ولكني رايت المهدي عجل الله فرجه وصلى الله عليه في النوم وانا مريض شديد المرض، فقلت له: انا مريض واخاف ان اموت وليس لي عمل صالح القى الله به. فقال: لا تخف فان الله تعالى يشفيك من هذا المرض ولا تموت فيه بل تعيش ستا وعشرين سنة. ثم ناولني كاسا في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء وانا اعلم ان هذا ليس من الشيطان.
اعزاءنا المستمعين، ويبدو ان هذا العبد الصالح الشيخ محمد المشغري كان قد توسل الى الله عزوجل في مرضه ببقيته صاحب الزمان –سلام الله عليه- فمن الله عليه بتلك الرؤيا الصادقة التي تثبت من صدقها الحر العاملي لا حقاً، قال –رضوان الله عليه-:
فلما سمعت كلامه –يعني الشيخ محمد- كتبت التاريخ وكان سنة ۱۰٤۹ ومضت لذلك مدة طويلة وانتقلت الى المشهد المقدس سنة ۱۰۷۲، فلما كانت السنة الاخيرة وقع في قلبي ان المدة قد انقضت رجعت الى ذلك التاريخ وحسبته ورايته قد مضى منه ست وعشرون سنة فقلت: ينبغي ان يكون الرجل مات، فما مضت الا مدة نحو شهر او شهرين حتى جاءني كتاب من اخي –وكان في البلاد - يعني في بلدته مشغرة- يخبرني ان المذكور مات رحمة الله عليه.
فاصل
نشكر لكم ايها الاكارم كرم الاستماع لحلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) ولكم دوماً من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم في رعاية الله سالمين ... في امان الله.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة