وتوقعت الولايات المتحدة استئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في 18 نيسان/أبريل الجاري في جدة، لكن مصادر دبلوماسية في الخارجية السودانية نفت وصول تأكيدات بعقد الجولة في الموعد المقترح.
وعقد المبعوثون والممثلون الخاصون من فرنسا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، اجتماعاً في العاصمة النرويجية أوسلوا ناقشوا خلاله الحرب في السودان.
وأوضح المجتمعون في بيان مشترك إنه "يتعين على المجتمع الدولي والمنطقة العمل بطريقة منسقة، ونرحب باستئناف المحادثات المقترحة في جدة باعتبارها العملية الأكثر تطوراً".
وأشاروا إلى أنهم ناقشوا "ما يجب القيام به لتجنب المزيد من معاناة المدنيين".
كما دعا البيان الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال والموافقة على وقف دائم وفوري لإطلاق النار، مشيراً إلى ضرورة التقيد بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق للتخفيف من خطر المجاعة المتزايد.
تجدر الإشارة إلى أن نصف السودانيين تقريباً، البالغ عددهم 49 مليوناً، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينهم 18 مليوناً يواجهون خطر "الجوع الشديد"، في وقت تشتكي الأمم المتحدة وشركاؤها من ضعف تمويل خطة الاستجابة لهذا العام.
قتلى وجرحى بهجوم لـ"الدعم السريع" في كردفان
وفي سياق متصل، اقتحم عناصر من قوات "الدعم السريع"، أمس الاثنين، عيادة تابعة للقيادي في حزب "الأمة" القومي، الطيب الشيخ المنا، وأطلقوا النار عليه في حي ألبان جديد غرب مدينة الرهد.
وقال مصدر محلي إن أفراداً من "الدعم السريع" اقتحموا العيادة بغرض إسعاف بعض عناصرهم، وبعد إسعافهم وتقديم العلاج اللازم رفضوا دفع مستحقات العلاج، وهجموا على الطبيب وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى إصابته بثلاث رصاصات.
وذكر المصدر أنه بعد الهجوم على الطبيب ومحاولة مواطنين التجمع لمساعدته أطلق عناصر "الدعم السريع" الرصاص عليهم ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين.
وكانت قوات "الدعم السريع" قتلت، الأحد، مواطناً في منطقة ود عشانا التابعة لولاية شمال كردفان. وبحسب مصادر متابعة فإن المواطن، الطاهر عبد العزيز، قتل بالرصاص عند نقطة عبور على يد عناصر "الدعم السريع"، وهو من سكان مدينة الرهد بمنطقة ود عشانا.
استمرار المعارك في ولاية الجزيرة وغرب سنار
إلى ذلك، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" غرب سنار وجنوب ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وأفادت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر عسكرية قولها إن "قوة مشتركة من الجيش وجهاز المخابرات العامة هاجمت مواقع كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع في غرب سنار وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والآليات الحربية".
وقال رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق إبراهيم الحوري في منشور على فيس بوك إنه تم "تدمير 8 مركبات عسكرية واستلام 3 أخرى بكامل تسليحها بجانب شاحنة تحمل ذخائر"، مشيراً إلى أن قوات الجيش أجبرت "الدعم السريع" على التراجع من المنطقة.
وذكر بيان للجان "مقاومة منطقة الشبارقة" شرق "ود مدني" (وسط السودان) أن قوات "الدعم السريع" حشدت قواتها بكامل عتادها الحربي داخل أحياء وسوق البلدة، منذ 6 نيسان/أبريل الجاري، الأمر الذي خلف حالة من الذعر وسط المدنيين.
وأوضح البيان أنه "لا توجد في المنطقة حامية عسكرية تتبع للجيش أو لأي قوة نظامية أخرى تستدعي كل هذه الحشود". موضحاً أن هناك موجات نزوح واسعة لمواطني القرية.
وطالب البيان قوات "الدعم السريع" سحب قواتها من حدود المنطقة وداخلها حفاظاً على أرواح المدنيين، وحذّر من تدهور الأوضاع المعيشة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لليوم الخامس على التوالي.
وفي ولاية الجزيرة، أعلن الجيش السوداني استهداف قوات "الدعم السريع" بعدد من الغارات شرق الفاشر، وأفاد مواطنون من المدينة بأن القصف، الذي وقع الاثنين، كان الأعنف من نوعه، في وقت تتواصل المعارك العنيفة في ولاية الجزيرة.
وكان الجيش قصف، فجر الأحد، مواقع على حدود المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع بولاية الجزيرة. في ذكرت مصادر أن المعارك في مناطق الجنوب والغرب والشمال من ولاية الجزيرة مستمرة حالياً.
يذكر أن أكثر من 150 شخصاً بينهم مدنيون قتلوا في اشتباكات دامية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منطقة الفاو، إلى جانب عدد من المناطق في إقليم دارفور وولاية الجزيرة.
وبحسب ما ذكرت تقارير إعلامية، قُتل وأُصيب أكثر من 200 من عناصر الجيش السوداني وحلفائه خلال معركة استمرت نحو ساعة من الزمن في منطقة الفاو شرق السودان.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن القوة العسكرية وقعت في كمين لقوات "الدعم السريع" أثناء تحرّكها لبدء هجوم على ولاية الجزيرة. فيما قالت قوات الدعم السريع إنها أسرت العشرات من جنود الجيش السوداني وحلفائه، وإنها استولت أيضاً على أكثر من 70 آلية تابعة للجيش.
وكانت انتشرت أخبار، في وقت سابق، تفيد بأن قوات الجيش تحشد قواتها بهدف استعادة ولاية الجزيرة وسط أنباء تحدثت عن انسحابات لقوات الدعم السريع من بعض مناطق الولاية، لكن مصادر أوضحت أن ما حدث كان عبارة عن عمليات إعادة تموضع استعداداً للمعركة. في حين شهدت محاور القتال في العاصمة الخرطوم هدوءاً نسبياً في الميدان.
أما في دارفور، فذكرت مصادر قريبة من الجيش السوداني أن هجوم "الدعم السريع" والمليشيات المتحالفة معها على قرى متعددة غربي مدينة الفاشر، أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً وجرح العشرات.
ولفتت المصادر إلى أن عدداً من القرى تعرّضت للحرق والسلب لممتلكات المواطنين، غير أن مصدراً مطلعاً على الأوضاع في دارفور وصف الهجوم بالغامض ورجّح أن يكون ناجماً عن خلافات داخلية بين مجموعات تتبع لحركات مسلحة.