((بسم الله الرحمن الرحيم))
"شذرات من حياة حفيدة المصطفى وابنة المرتضى السيدة زينب الكبرى (س)"
=====فاصل=====
شذرات من حياة زينب الكبرى (س) برنامج احتفائي في ذكرى وفاة عقيلة الهاشميين زينب ياتيكم من قسم المعارف الاسلامية والقران الكريم في اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران .
هي أزكى صديقةٍ قد تربّت بين حجر الصديقة الزهراء
وتغذت من فيض علم علي وعلوم النبيّ خير غذاء
وارتوت بالمعين نهلاً وعلاً من علوم السبطين خير ارتواء
وتبنت نهج البلاغة نهجاً وهو فيض من سيد البلغاء
=====فاصل=====
مستمعينا الافاضل في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتقدم لكم باحر التعازي بهذه المناسبة الاليمة على قلب كل مؤمن ومؤمنة جعلنا الله واياكم من السائرين على نهجها الحق الوضاء نهج جدها وامها وابيها واخويها سلام الله عليهم اجمعين .
=====فاصل=====
سنمضي معكم هذه الدقائق المباشرة على بركة الله , وسيزدان هذه اللقاء بمشاركاتكم السخية المشبعة بالايضاحات الوافية عن هذه الصديقة الطاهرة , كما وسنلتقيكم بخبير البرنامج الذي سيوضح لنا ولكم شذرات عن اهم المعالم لهذه العقيلة الوفية . ارتبطوا معنا على ارقام الهواتف التالية :
☎22013848 – 22013768 – 22013762 ---- مفتاح البلد 009821
الـــــــواتـــــــســــــاب : 00989388784050
موقعنا علي الانترنت : arabicradio.net
ايـــمـــيــل الاذاعـــة : [email protected]
=====فاصل=====
ايها الاعزاء / لاريب ان هذه الشخصية الكبرى تركت بصماتها على حياة المسلمين لقدسيتها اولا بانتمائها المباشر الى بيت النبوة والامامة وثانيا لمواقفها الشجاعة والخالدة أمام سلطان جائر .
وكفّـلتهـا بأخيها الحسيـن ويـومٍ يَعُـزّ بـه المَشـرَبُ
لِتَحمـلَ أعبـاءَه كالليـوث فيَسـري بأطفاله المَـركَـبُ
أُسارى إلى الشام من كربلا ءَ وسوطٌ على ظهرهم يلهَبُ
احبتي / تُسمّى العقيلة زينب سلام الله عليها أمَّ « المصائب »، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك، فقد شاهَدَت مصيبةَ جدّها رسول الله (ص) ، ومحنةَ أمّها فاطمة الزهراء (س)، ثمّ وفاتها؛ وشاهدت مقتلَ أبيها الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ثمّ شاهدت محنةَ أخيها الحسن (ع) ثمّ قَتْله بالسمّ، وشاهدت أيضاً المصيبةَ العظمى، وهي قتل أخيها الحسين (ع) وأهل بيته، وقُتل ولداها عَونٌ ومحمّد مع خالهما أمام عينها، وحُملت أسيرةً من كربلاء إلى الكوفة، وأُدخلت على ابن زياد في مجلس الرجال، وقابلها بما اقتضاه لُؤمُ عنصره وخِسّةُ أصله من الكلام الخشن الموجع وإظهار الشماتة المُمِضّة. وحُملت أسيرةً من الكوفة إلى يزيد ابن آكلة الأكباد بالشام، ورأسُ أخيها ورؤوس ولدَيها وأهل بيتها أمامها على رؤوس الرماح طول الطريق، حتّى دخلوا دمشق على هذه الحالة، وأُدخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مُقرّنون بالسلاسل والحبال.
=====فاصل=====
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر وما سطعت شمسٌ وما أشرق البدر سلام على القلب الكبير وصبره بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ احر التعازي نغدقا اليكم في ذكرى وفاة زينب س نسأل العلي القدير ان يجعلها قدوة لنسائنا الفاضلات في نهجها وسلوكها وتعبدها .
=====فاصل=====
ايها الاكارم / نُقل عن الإمام الحسين ع أنّه كان إذا زارته زينب (س)، يقوم إجلالاً لها، وكان يُجلِسُها في مكانه ويحترمها ويبجلها , وقد ذكر أهلُ السِّيَر أنّ العقيلة زينب (س) كان لها مجلس خاصّ بها لتفسير القرآن الكريم تحضره عامة النساء، وليس هذا بمُستكثَر عليها، فقد نزل القرآن في بيتها، وأهلُ البيت أدرى بالذي فيه ، وخليقٌ بامرأةٍ عاشت في ظِلال أصحاب الكساء وتأدّبت بآدابهم وتعلّمت من علومهم أن تحظى بهذه المنزلة السامية والمرتبة الرفيعة.
وقد رُوي أن العقيلة زينب عليها السّلام خَطَبت في الكوفة خُطبتَها الغرّاء فتركت أهل الكوفة يَموجُ بعضُهم في بعض، قد رَدُّوا أيديهم في أفواههم، حيارى يبكون وقد تمثّل لهم هولُ الجناية التي اقترفوها .
يقول الإمام زين العابدين(ع) لعمّته زينب (س) مرة : ياعمة أنتِ بحمد الله عالِمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة. وهذا دليل على المنزلة العلميّة الرفيعة التي ارتقت إليها عقيلة الهاشميّين ، فهي عالمة بالعلم اللدُنّيّ المُفاض من قِبل ربّ العزّة تعالى وليس بالعلم المتعارَف الذي يُكتسب بالدرس والبحث.
=====فاصل=====
هي زينب، وما زينب! بل وما أدراك ما زينب! هي عقيلة بني هاشم، وقد حازت من الصفات الحميدة ما لم يَحُزْها بعد أمّها أحد، حتّى حقّ أن يُقال عنها : هي الصدّيقة الصغرى، هي في الحجاب والعفاف فريدة، لم يَرَ شخصَها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخوَيها إلى يوم الطفّ، وهي في الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنّها تُفرِغ عن لسان أمير المؤمنين (ع) كما لا يَخفى على مَن أنعم النظر في خُطبتها. ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن يُنكر إن كان عارفاً بأحوالها في الطفّ وما بعده , فلقد حمّلها الامام الحسين (ع) مقداراً من ثقل الإمامة أيّام مرض أبنه السجّاد (ع) ، وقد أوصى إليها بجملة من وصاياه، وكذلك لَما أنابَها الامام السجّادُ نيابةً خاصّة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية.
=====فاصل=====
للسيّدة زينب (س) ايها الاكارم مواقف عديدة في الذبّ عن إمام زمانها ، فنراها تستمر في مواقفها في الدفاع عن الإمام زين العابدين (ع) بعد استشهاد أبيه سيّد الشهداء الحسين ، فتراها تعزّيه تارةً وتصبّره تارة اخرى ، وتحافظ عليه من القتل مرة وتَفديه بنفسها أخرى . وقد نقل لنا التاريخ ـ ضمن مواقفها ـ أنّها شاهدت حزنَ الإمام زين العابدين الشديد على أبيه الحسين ، فقالت له : فديتك نفسي ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّةَ جدّي وأبي وإخوتي؟
فقال (ع) لها : وكيف لا أجزَع وأهلَع وقد أرى سيّدي وأخوتي وعُمومتي ووُلد عمّي مُصرَّعين بدمائهم مُرمَّلين بالعراء مُسلَّبين لا يُكفَّنون ولا يُوارَون ولا يُعرّج عليهم أحد، ولا يَقرَبُهم بشرٌ، كأنّهم أهلُ بيتٍ من الدَّيلم والخَزَر ؟!
فقالت (س) له : لا يُجزعَنّك ما تَرى، فواللهِ إنّه لَعهدٌ من رسولِ الله ص إلى جدّكَ وأبيكَ وعمّك، ولقد أخذ اللهُ ميثاقَ أُناسٍ من هذه الأمّةِ لا تَعرِفُهم فَراعنةُ هذه الأمّة، وهم معروفون في أهل السماوات، أنّهم يجمعون هذه الأعضاءَ المتفرّقةَ فيوارونها، وهذه الجسومَ المضرّجة، ويَنصِبون بهذا الطفّ عَلماً لقبرِ أبيك سيّد الشهداء لا يُدرَسُ أثرُه، ولا يَعفو رسمُه على كُرور الليالي والأعوام، ولَيجهَدَنّ أئمّةُ الكفر وأشياعُ الضلالةِ في مَحوه وتَطميسه، فلا يزدادُ إلاّ ظهوراً، وأمرُه إلاّ عُلوّاً.
=====فاصل=====
لقد أشبَهَت عقيلةُ بني هاشم (س) أمَّها سيّدةَ نساء العالمين فاطمةَ الزهراء (س) في عبادتها، فكانت تقضي ليلها بالصلاة والتهجّد، ولم تترك نوافلها حتّى في أحلَك الظروف وأصعبها، فقد روي عن الإمام زين العابدين(ع) أنّه قال إنّ عمّته زينب ما تَرَكت نوافلها الليليّة مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقهم إلى الشام.
لم تَقعُد بها تلك المصائب الراتبة التي تَهدّ الجبالَ عن أن تتهجّد وتُناجي ربّها الكريم.
وهذه دلالة واضحة على أنّ السيّدة زينب (س) كانت من القانتات اللائي وَقَفنَ حركاتهنّ وسكناتهنّ وأنفاسهنّ للباري تعالى، فحصلن بذلك على المنازل الرفيعة والدرجات العالية التي حَكَت برفعتها منازلَ المُرسلين ودرجات الأوصياء عليهم الصلاة والسلام.
=====فاصل=====
فسلام الله عليكِ يا عقيلةَ الهاشميّين يوم وُلدتِ، ويوم التَحقتِ بالرفيقِ الأعلى، ويوم تُبعثينَ حيّةً فيوفّيكِ اللهُ تبارك وتعالى جزاءك بالكأسِ الأوفى مع جدّكِ المصطفى، وأبيكِ المرتضى، وأمّكِ الزهراء، وأخيك الحسن المجتبى، وأخيكِ الحسين الشهيد بكربلاء.
=====فاصل=====
سؤال الخبير :
س 1 : للصديقة الصغرى زينب س مواقف جليلة بماذا يستحضركم الان منها باعتبارها قدوة تستضيء منها نسائنا واخواتنا ؟