وعلى رغم كلمات المندوبة الأميركية المتناقضة أنهى مجلس الأمن عمله ولن يصوت الليلة، مشيراً إلى أنّه من الممكن أن يعود المجلس للتصويت غداً بعد قبول التعديلات التي طلبتها الولايات المتحدة.
وعقب انتهاء الاجتماع، قالت المندوبة الأميركية، ليندا غرينفيلد، إنّ المجلس بات لديه مشروع قرار يمكن دعمه بما يسهل تحقيق إدخال المساعدات إلى غزّة بدون تفصيل التعديلات التي أدخلتها على المشروع. ولكنها قالت إنّها تشاورت مع مصر والإمارات وهما "راضيتان" مع المجموعة العربية بالصيغة الجديدة.
وأرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار بشأن غزّة، مرات عدّة في الأيام الأخيرة، بطلب من الأميركيين الذين استخدموا حق النقض (الفيتو) في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر ضد نص سابق يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في قطاع غزّة.
والتعديلات الأميركية على مشروع القرار العربي بشأن غزّة، والذي قُدّم لمجلس الأمن، وتضمنت رفض واشنطن عبارة "التعليق العاجل للقتال بهدف السماح بإدخال المساعدات الإنسانية"، وطالبت باستبدالها بعبارة اتخاذ "خطوات عاجلة تسمح فوراً بإدخال المساعدات بأمان ودون عرقلة وبشكلٍ موسّع. وباتخاذ خطوات عاجلة تؤول إلى خفض القتال".
كذلك، رفضت واشنطن الإشارة إلى "إسرائيل" كـ"قوة احتلال" لما تنطوي عليه من واجبات وفقاً لميثاق الأمم المتحدة. وشطبت أيّ إشارة من هذا النوع من مشروع القرار الذي وضع بالحبر الأزرق.
كما رفضت أيّ إشارة إلى تهديد الوضع في غزّة للسلم والأمن الدوليين. أو أن على الدول كافة الانصياع إلى قرارات مجلس الأمن كما تنص المادة 25 من الميثاق. وحذفت هذه من مشروع القرار.
وبدلاً من عبارة "قرّر مجلس الأمن أن على الأطراف السماح باستخدام البر والبحر والجو في غزّة وعلى امتداد القطاع لإيصال المعونات"، جرى التعديل باستخدام عبارة "يطلب من الأطراف فعل ذلك".
هذا وطلبت الولايات المتحدة، وحصلت بالفعل، على تضمين مشروع القرار إشارة إلى "أهمية توحيد قطاع غزّة والضفة الغربية تحت لواء السلطة الفلسطينية".
كذلك، رفضت واشنطن عبارة أن غزّة تعدّ "جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في 1967 ويتعين أن تصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية"، وهي فقرة مقتبسة من قرار مجلس الأمن الذي صدر في 8 كانون الثاني/ يناير 2009. فأصبحت صيغة الفقرة، "يمثل قطاع غزّة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي المحتلة في 1967، ويؤكد مجلس الأمن رؤيته بشأن حلّ الدولتين".
ومؤخراً، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن دبلوماسيين في مجلس الأمن الدولي، قولهم إنّهم يشعرون "بالإحباط المتزايد"، إزاء طلبات الولايات المتحدة المتكررة لتأجيل التصويت على قرار وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، لزيادة توصيل المساعدات.
ووفقاً للصحيفة، فإنّه "من غير المرجح أن تسمح واشنطن في نهاية المطاف بتمرير القرار"، مؤكّدةً أنّ "إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لرفض تكليف الأمم المتحدة بعمليات تفتيش شحنات المساعدات".
هذا وذكرت مصادر اعلامية في نيويورك، أنّ "الولايات المتحدة ترفض تشكيل آلية إشراف ومراقبة أممية لإدخال وتوزيع المعونات".
يأتي ذلك في وقتٍ يتواصل العدوان الإسرائيلي منذ 77 يوماً على قطاع غزّة، مع ارتقاء ما يزيد عن 20 ألف شهيد وإصابة أكثر من 52 ألف جريح.