وقال مدير مركز البحث والتطوير النفطي، علي جاسم لصحيفة “الصباح” الرسمية: إنَّ “أهمية الغاز الطبيعي في أي بلد تأتي كونه مصدراً مهماً للطاقة الحراريَّة والميكانيكية والكهربائية في مختلف القطاعات، واعتباره الوقود الأنظف والأقل تلويثاً للبيئة وهو مادة أولية للصناعات البتروكيمياوية، فضلاً عن كونه يساعد على نمو ربع الطاقة المستهلكة في العالم.”
وأضاف، “بدأ إنتاج الغاز متزامناً مع النفط في العراق والذي يكون معظمه غازاً مصاحباً للنفط الخام ويشكّل ما يقارب 75 % من الاستخراج وأما البقية 25 % فتشكّل غازاً حراً”، مشيراً إلى “إمكانية أن يكون العراق من المورّدين للغاز في العالم إذا ما استثمرت احتياطياته بشكل صحيح وفقاً لخطط ستراتيجية مدروسة ولتوقيتات زمنية لهذا الملف المهم والمضي بتنفيذ الخطط”، موضحاً أنه “لم يحظَ الغاز الطبيعي بالاهتمام الكافي استثمارياً خلال المدة السابقة.”
وأقرّ مجلس الوزراء العراقي، يوم الجمعة الماضي، تنفيذ مشروع تطوير غاز حقل “نهر بن عمر” وفق مبدأ “بناء وتملُّك وتشغيل ونقل ملكية” (BOOT) لمدة 15 عاماً بعد تاريخ التشغيل التجاري، وذلك عقب الموافقة على توقيع شركة غاز الجنوب، التابعة لوزارة النفط العراقية، اتفاقية مع شركة غاز الحلفاية، وهي جزء من مجموعة “ربان السفينة”، المطوّر العراقي بقطاع الطاقة والنفط والغاز.
ومشروع حقل “نهر بن عمر” هو مشروع متكامل يشمل تجميع وكبس ومعالجة الغاز واستخراج غاز البترول المسال، وفق المحسن الذي أشار إلى أن المشروع يتضمن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى محطات الطاقة في العراق، إضافة إلى بناء منصة بحرية في ميناء أم القصر لتصدير الغاز المسال إلى الأسواق العالمية.
وحقل بن عمر هو حقل نفط وغاز عملاق يقع في محافظة البصرة، قرب شط العرب، ويبلغ احتياطي الحقل من النفط مليار برميل، ونحو 780 مليار متر مكعب من الغاز.
وسينتج حقل “نهر بن عمر” ما يفوق 300 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، بما سيمكّن العراق من تقليل كميات الغاز المستوردة من الدول المجاورة بنحو 25%، كما سيسهم بنحو 10% من إنتاج الوقود في البلاد، بحسب أحمد المحسن، مدير تطوير الأعمال في مجموعة “ربان السفينة” لمشاريع الطاقة.
والمحسن أضاف بمقابلة مع “الشرق” أن الغاز المنتج من المشروع، البالغة تكلفته الإجمالية أكثر من 3 مليارات دولار، سيولّد طاقة كهربائية كافية لنحو 800 ألف وحدة سكنية.