كانت لزياره الرئيس روحاني الى العراق التي استغرقت 3 ايام انجازات متعددة على مختلف الأصعدة، فقد ابرم خلالها 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والتجارية والبيئية و غيرها.. لكن ماجعل الزيارة مميزة اكثر من غيرها هي المبادرة الجديدة المتمثلة بزيارة جميع اطياف العراق وجميع زعماء هذا البلد من شخصيات سياسية وعلماء دين ونخب وشيوخ عشائر ما اعتبره البعض خطوة كبيرة للتقارب الأكثر بين البلدين.
روحاني في مستهل زيارته الى بغداد زار مرقد الامام موسى الكاظم عليه السلام في منطقة الكاظمية شمال بغداد قبل ان يتوجه الى قصر السلام للقاء نظيره برهم صالح. واجتمع الرئيس الايراني مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وغيرهم من الشخصيات السياسية والامنية منها نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون ورئيس الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح فياض ورئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم.
وفي اليوم الثاني من سفره الى العراق، التقى الرئيس روحاني والوفد المرافق له جهات واطراف شعبية عراقية. في محافظة كربلاء اجتمع الرئيس الايراني مع شيوخ و وجهاء عشائر محافظات وسط و جنوب العراق بعد يوم من لقائه شيوخ عشائر العاصمة وذلك في مقر اقامته ببغداد بدعوة من مدير شؤون العشائر في كربلاء. وكان نتاج هذه اللقاءات تقريب وجهات النظر. وعبر الرئيس روحاني في هذا اللقاءات عن سعادته بالعلاقات الجيدة بين الشعبين العراقي والايراني شاكرا العراقيين لما يقدموه من ضيافة خلال المراسم الدينية المليونية وأكد أن ايران تسعدها الوحدة بين المكونات العراقية.
واختتم الرئيس الايراني سفره الى العراق في اليوم الثالث بزيارة مراجع الدين في النجف الاشرف. الرئيس روحاني وفور وصوله الى مدينة النجف ادى مراسم زيارة مرقد الامام علي عليه السلام، والتقى كبار مراجع الدين وزار المرجع الديني الكبير آية الله السيد علي السيستاني في بيته، وزار ايضا بيت الامام الخميني الراحل (قدس سره) واجتمع بالمرجع الديني آية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض وآية الله الشيخ بشير النجفي ووآية الله السيد محمد سعيد الحكيم.
وبحسب مراقبين فان هذه الزيارة التاريخيه التي جمعت الرئيس الايراني بكبار مسؤولي العراق حملت رسالة هامة مفادها التأكيد على مقاربة ايران لجميع الحركات السياسية والدينية والشعبية في العراق ولايخفي على احد التاثير الكبير لهذه الخطوة في توسيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. لقاء الرئيس الايراني بجميع الاطياف العراقية من ساسة وعلماء دين وشيوخ عشائر اعتبره البعض مبادرة جديدة بل وربما هي ابرز انجازات هذه الزيارة التاريخية!