البث المباشر

الاعجاز والنصر الالهي للامام الحسين(ع)

الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:13 بتوقيت طهران
الاعجاز والنصر الالهي للامام الحسين(ع)

حوار مع الشيخ علي الكوراني عن اسرار الحوادث الكونية التي ارتبطت بالحسين(ع) الاخلاص الحسيني ودوره في استجلاب النصر الالهي

السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في خامسة حلقات هذا البرنامج نفتتحها بهذا الخبر الذي قد يكون بعضكم سمع به بعد ان نشر في كتاب كرامات الامام الحسين (عليه السلام) مشفوعاً بصور وثائقية عن تفصيلاته، اولى هذه الصور هي صورة الصفحة الاولى من كتاب مطبوع في لندن سنة 1954 ميلادية من قبل دار (ايفرمان) للنشر وعنوانه هو (ذي انكلو ساكسون كرونكل).
وهو يضم استعراضاً للحوادث التي مرت بها بريطانيا منذ عهد السيد المسيح عليه السلام فيذكر على‌الصفحة 38 وعلى الصفحة 42 من الكتاب ما يرتبط بالسنة الميلادية التي تصادف سنة‌61 للهجرة اي سنة استشهاد مولانا الامام الحسين صلوات الله عليه فيذكر واستناداً الى ماجاء في الموسوعة التأريخية البريطانية ان في تلك السنة‌مطرت السماء دماً واصبح الناس في بريطانيا فوجدوا ان الحليب والزيد قد تحولت الى دم عبيط في اوعيتها!!
لا يخفى‌ عليكم النموذج المتقدم يكتسب اهميته من كونه مسجلاً في مصدر من خارج دائرة المصادر الاسلامية، والا فان المصادر المعتبرة عند جميع المسلمين مليئة باخبار وروايات كثيرة تواترت في مضمونها العام واستفاضت في مفردات كثير منها، وهي تتحدث عن حقيقة مهمة بشأن ظهور اليد الالهية‌ في نهضة وانتصار سيد الشهداء سلام الله عليه نحاول ان نستجليها معاً ونحن نتابع هذا الحوار مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني:

*******

المذيع: هناك بعض الظوار غير العادية حدثت عند مقتل الحسين (عليه السلام) كأحمرار الشمس ونزول المطر ما هو التفسير الذي يمكن ان يعرض بشأن هذه الظواهر؟
الشيخ علي الكوراني: وردت نصوص عن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وكذلك نصوص تاريخية قطعية تدل على تغييرات ظواهر غيبة ظهرت عند شهادة الامام الحسين (عليه السلام) وبعدها، والعجيب ان هذه الظواهر كلها محل اجماع المسلمين ومتواترة مثلاً تغيرت السماء‌ وانها امطرت كالدم تراباً، من الاحاديث المتواترة هذا التراب الذي جاء به جبرئيل من كربلاء والنبي شمه وبكا واعطاه لأم سلمة تضعه في زجاجة وقال لها يوم رأيت هذا التراب تغير و صار دماً‌ عبيطاً يعني صافي يعني نفس التراب في هذه الزجاجة يوم عاشوراء عندما وبمجرد ان يسقط دم الحسين (عليه السلام) على ارض كربلاء التراب في الزجاجة يصيردماً نقياً، هذه الظواهر الله عزوجل جعلها خاصة للامام الحسين (عليه السلام) شبيهها للانبياء موجودة كانت عند ميلاد النبي (صلى الله عليه وآله) ظواهر وفي وفاته كانت ظواهر، الامام الحسين (عليه السلام) هذا تنبيه للامة هذا تنبيه للامة انه حدث حدث.
مثلاً عندما توفي النبي (صلى الله عليه وآله) ما حدث شيء ولما توفي ابراهيم النبي (صلى الله عليه وآله) خطب قال ان الشمس كسفت لموت ابراهيم قال آيتان. لكن هل تبكي السماء على احد؟ الله يقول فما بكت عليهم السماء والارض، ما بكت عليهم يعني اصل موضوع بكاء السماء وارد، السماء لم تبكي على اولئك لكن السماء توجد من تبكي عليهم، واتفقوا على انه ما رفع حجر الا وكانت تحته دم عبيط، الآن عندنا مسألة في المسائل البريطانية، ان هذا الدم تكلم عنه احد المورخين ويصادف في يوم عاشوراء وروي في تاريخ بريطانيا انه في اليوم الذي يصادف يوم عاشوراء منه سنة 61 هجرية ان وحتى الحليب والالبان صار عليها لون احمر، اذن هذه ظواهر ارادها الله سبحانه وتعالى لان مشروع الامام الحسين مستمر وكذلك تأثير زيارته وقبره ومراسمه وانواع المعجزات التي ترافق عاشوراء واحياء ذكر الامام الحسين (عليه السلام)، هذه تتصاعد الى ان تبلغ اوجها في زمن الامام المهدي (عليه السلام) ابن الامام الحسين (عليه السلام) هذه مسيرة ارادها الله.
المذيع: سماحة الشيخ حبذا لو تلقون مزيد من التوضيح على ان هل الامر يقتصر على تنبيه الناس لعظمة حدث مقتل سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)؟
الشيخ علي الكوراني: في الواقع، مسألة عظمت الامام الحسين (عليه السلام) فقط هذه فيها جانبين عادة عندما الله سبحانه وتعالى يجعل معجزة في شخص من انبياءه او اولياءه او معجزة يجعل اسراراً في قبره، يجعل اسراراً في احياء ذكراه، هذه فيها جانبين، جانب من اجل ان يكشف للناس مقام ذلك الشخص، ذلك النبي، ذلك الولي، ومسألة اخرى هو له مشروع في الناس مرتبط بالامام الحسين (عليه السلام) لذلك ما يزداد ذكر الامام الحسين (عليه السلام) الا جدة وما يزداد ذكره الا ارتفاعاً، عاشوراء الآن تأخذ دورها العالمي وتشمل القارات المختلفة، الشعوب المختلفة، هذه الحالة، حالة كرامات الامام الحسين (عليه السلام) في شهادته في قبره في ترتبه، في احياء ذكراه، في النذر، في مراسم في انحاء العالم اي مكان يقرأ فيه، نقلوا لي عن احد في بريطانيا قال سأل ماذا يعمل المسلمون في بريطانيا هنا، حدثوه عن الحسين تأثر قالوا له تفضل انت اجلس في هذا المجلس، قال انا عندي مريض عنده قرحة اذا شربت من هذا الشاي الذي يعطوه تشفيه، نعم اذا انت عندك اعتقاد لماذا لا تشفى، شرب الشاي وشفي من قرحته.
المذيع: مع ان الشاي مضر للقرحة، نعم على عكس الاثر الطبيعي! 
الشيخ علي الكوراني: الله عزوجل يريد ان يبين مقام الامام الحسين (عليه السلام) وبنفس الوقت له مشروع مرتبط بالامام مشروع الهداية للاسلام مشروع بلوغ الاسلام اوجه على يد الامام المهدي (عليه السلام)، الامام المهدي لما ارتبط مشروع الهي من الازل كان، الانبياء بشروا به وانه حتى في الزبور، «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون» الى الآن في التوراة، الرجل الصالح الذي يحكم العالم وانه يرتبط ليأخذ بثأر الحسين ومن ذرية الحسين، اذن هناك ربط لمشروع دولة العدل الالهي العالمية بالامام الحسين (عليه السلام) وهذه الظواهر كلها تؤثر الى ابن الامام الحسين، الى ان الامام الحسين جزء من المنظومة ومرحلة انه شعلة الطريق تأخذ اوجها على يد ولده المهدي (عليه السلام).

*******

اذن يمكن ان نقول أن قضيه التغييرات الكونية وتفاعل اجزاء الوجود مع مظلومية مولانا سيد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام) تشكل في بعض ابعادها احد مظاهر النصرة الالهية لمن ينصره، تعبر عن حقيقة اخرى هي ان ثمة مراتب متعددة لنصرة الله عزوجل لناصريه تتناسب مع مراتب اخلاصهم في نصرتهم له تبارك وتعالى ومراتب نقائها فتصل في بعض مراتبها الى ما لايمكن للعقول ان تتصوره سابقاً ولا ان تفكر فيه، وهذه المراتب العليا من النصرة الالهية النادرة تبين في الواقع سمو مراتب من تنزل عليه من عباد الله الصالحين.
نعم ايها الاخوة والاخوات، من هنا يعلمنا مولانا الحسين (عليه السلام) درساً محورياً من دروس الجهادين الاكبر والاصغر، تبدأ ابسط حقائقه في الربط بين مرتبة اخلاص النية لله في الجهاد نصرةً لله وبين النصرة‌ الالهية النازلة، وتستمر الى حقائق اعظم تحررنا من اسر ظواهر الحياة الدنيا وحدودها وامكاناتها، وتثلج صدورنا بنفحات من حقيقة ان من كان مع الله عزوجل جعل الله كل ما يسبح له عزوجل من السموات والارض معه. وان من سار الى لقاء الله عزوجل على درب الاخلاص الحسيني جعل الله جل جلاله الارض تفخر بمشيه عليها كما ورد في صفات اصحاب مولانا المهدي سليل الحسين والآخذ بثاره عجل الله فرجه وجعلنا من خيار ناصريه... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة