البث المباشر

خصوصية التأسي بالحسين(ع) في تجاوز مختلف عقبات الجهادين

الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:26 بتوقيت طهران
خصوصية التأسي بالحسين(ع) في تجاوز مختلف عقبات الجهادين

حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الارتباط بين زيارة الحسين(ع) وغفران الذنوب

 

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله سادات أولياء الله السلام على قتيل العبرة ثار الله واوسع ابواب الله الحسين بن علي ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في تاسعة حلقات هذا البرنامج نبدأها بذكر خبر مشهور يتعلق بيوم استشهاد شقيق الحسين الاكبر ورفيقه في سيادة شباب أهل الجنة ‌الحسن بن علي (عليهما السلام).
روى‌ الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) في اماليه مسنداً عن الامام الصادق عن ابيه الباقر عن جده زين العابدين (عليهم جميعاً سلام الله) ان الحسين دخل يوماً‌ على الحسن (عليهما السلام) فلما نظر اليه بكى - ويبدو أعزاءنا ان ذلك كان قبيل وفاة ‌الحسن-، فقال له: ما يبكيك يا ابا عبد الله؟ 
قال: ابكي لما يصنع بك، فقال له الحسن (عليه السلام): ان الذي يؤتى الى، سم يدس الي فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا ابا عبد الله، يزدلف اليك ثلاثون الف رجل يدعون انهم من امة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله) وينتحلون دين الاسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني امية اللعنة وتمطر السماء رماداً ودماً ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار...
لا يخفى‌ عليكم من ملاحظة اجواء هذه الرواية الشريفة ان الامام الحسين زار شقيقه الامام الحسن (عليهما السلام) في غضون نزول مصيبة دس السم اليه من قبل معاوية ‌وهي مصيبة ليست هينة حتى في تفصيلاتها التنفيذية فقد ذكرت الروايات ان الحسن (سلام الله عليه) دس له السم اربع مرات وعانى من اذاه وكانت المرة الرابعة حتى التي ادت الى استشهاده (عليه السلام)، وعندما دخل عليه شقيقه سيد الشهداء بكى على مصيبته النازلة بالفعل الا ان السبط المجتبى غير مجرى البكاء وحوله الى مجلس للبكاء على مصيبة شقيقة التي ستنزل لاحقاً، معللاً ذلك بعبارة «لا يوم كيومك يا ابا عبدالله».
ومنها يتضح ان ثمة خصوصية كبرى للبكاء على المظلومية الحسينية بالخصوص تجعل له آثاراً خاصة ليس في مسيرة البشرية بل في حياة كل الخلائق وهذه من اسرار عالم الخلق الكبرى عرفتنا النصوص الشريفة ببعضها وكلما ازدادت معرفة الانسان بالله وصفاته ازدادت معرفته بتلك الاسرار وهي اسرار لها ارتباط وثيق بحركة الانسان الجهادية في مختلف المجالات فنحاول التعرف على بعضها من خلال حوارنا مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني:

*******

المذيع: سماحة الشيخ من الاسئلة التي تثار وترتبط بقضيه سيد الشهداء تأكيد الكثير من النصوص الشرعية على الربط بين زيارة الامام الحسين (عليه السلام) والبكاء على مظلوميته وقضية غفران الذنوب ما هو سر الترابط بين هذين الامرين؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم. اولاً البكاء كقيمة شرعية، قيمة‌ انسانية البكاء يعني الواحد يتأثر ويتفاعل بالشيء ويحزن عليه حتى تجري الدموع، هذا قيمة، هذا العمل قيمته من اين تأتي، عندنا الله سبحانه وتعالى له موازين اخرى في القيم غير التي عندنا نحن المسح على رأس يتيم مثلاً تكون في ميزان الله تدخله الجنة اذن يجب ان نعرف ان قيم الاعمال عند الله عزوجل تختلف عن موازيننا وقيمنا.
المذيع: وهل لهذه القيم قوانين نجهلها؟
الشيخ علي الكوراني:هذه القيم لما نرى مثلاً ان انسان قام بهذا العمل بكى على الامام الحسين، رق ليتيم ومسح على رأسه، هذه مثلاً تستحق دخول الجنة، هذا استحقاق دخول الجنة يسجل له وينتهي الامر اولاً الحساب متحرك، بعض العلماء يقولون فيها اقتضاء يعني التقية تقتضي ذلك.
المذيع: يعني شبيه بالاثر التكويني؟
الشيخ علي الكوراني: فيها قابلية الاقتضاء ليس علة تامة، علة لكن فيها شروط اخرى من العلل غير المتكاملة، الفت هنا الى مسألة هي ان نقاط في حساب الانسان متحركة، عملية حساب بانكي لإنسان له وارد وصادر وحساب متحرك اذا اردنا ان نعرف انه صفحة حساب الانسان صفحة ببرنامج كمبيوتري دائماً يجري عليها تغييرات بحيث هذا البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) بأصله يستحق الجنة الف نقطة علية الالف نقطة نزلت في حسابه، لما نزلت في حسابه وهو تارك الصلاة يخصم منها معدل المجموع الكلي، المعدل لشخصيته يؤثر على ثوابه اذن هذا الرأسمال الذي جاءه كان كاملاً لكن الخصومات التي راحت منه بخصوصية هذا الشخص عندما ليكون المثل مفهوم اكثر اذا قام الانسان وتصدق بصدقة السر كتبت له صدقة‌ السر، صدقة السر مثلاً خمسمئة نقطة، اذا اخبر عنها نقلت الى صدقة العلانية خمسين نقطة، اذا من بها محيت، من منه سيئه بها تحولت الى رياء اثم اذن لازم نعرف بشكل عام كل ما ورد في الثواب ليس عجيباً لكن هذه فيها عملية حساب متحركة، اذا شخصان صليا بنفس الخشوع والتوجة، الحساب يختلف تبعاً لمجموع المعدل لخصوصيات هذا الانسان تؤثر.
المذيع: مع ان ظاهر العمل وحقيقته واحدة.
الشيخ علي الكوراني: اذن نحن نستبعد عند البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) انه يدخل الجنة لكن اذا هو درجته تحت الصفر كيف يدخل الجنة. 
المذيع: ولكن على اي حال ينفعه، ماذا بخصوص الذنوب سماحة الشيخ؟
الشيخ علي الكوراني: هناك تناسب ايضاً بين الثواب ومحو الذنوب وهذه العملية‌ ايضاً عملية‌ معقدة كثيراً.
المذيع: ولكن لها قوانينها.
الشيخ علي الكوراني: كله له قانون، انظر عندنا نحن النبوة استحقوا ان يكونوا انبياء فجعلهم الله انبياء، الامامة كله وكله باستحقاق. 
المذيع: ولكن بالفضل الالهي او فضل الله (تبارك وتعالى‌) ايضاً قوانين. 
الشيخ علي الكوراني: لا تكون العقوبة الا بأستحقاق اما الجزاء والعطاء مرة استحقاق ومرة تفضل، والتفضل له قوانين، المنة لها قوانين هذه عوالم طويلة وعريضة نريد ان نختصرها بأبيض واسود لا تختصر.

*******

نتابع اعزاءنا هذه الحلقة من برنامج اسوة‌ الجهادين بالاشارة الى واحدة من اهم مظاهر الارتباط الوثيق بيسن زيارة الحسين والبكاء على مظلوميته والتفاعل الوجداني مع ملحمته الالهية، وبين التطهر من الذنوب، وهي ان هذا التفاعل الوجداني بمختلف صوره يزيل عن قلب الانسان كل العقبات التي تمنعه من سلوك دروب الجهادين الاكبر والاصغر، وذلك لان الملحمة الحسينية قد اشتملت بتفصيلاتها على ‌اسوة ‌بل اكثر من اسوة من خلال مواقف الحسين (عليه السلام) واصحابه فيما يرتبط بكل شأن من شؤون كلا الجهادين، بمعنى ان الحسين واصحابه وعياله قد مروا بمختلف الصعوبات التي يمكن تصورها كعقبات في طرق الجهاد واقتحموها وصبروا عليها، وهذا يعني ان التأسي بهم يوفر للأنسان وقود التغلب على هذه العقبات ويؤهله للفوز والفلاح في مختلف التحديات الجهادية.
رزقنا الله واياكم أعزاءنا صدق البكاء والتأسي بالحسين (عليه السلام) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة