البث المباشر

التأسي بالحسين(ع) في الرضا عن الله عزوجل

الأربعاء 13 مارس 2019 - 14:37 بتوقيت طهران
التأسي بالحسين(ع) في الرضا عن الله عزوجل

حوار مع السيد محمد الشوكي حول مظاهر التأسي به (عليه السلام)

السلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته.
وهذه هي الحلقة الثانية عشرة من حلقات هذا البرنامج ندعوكم في بدايتها الى التدبر معنا في نصوص ثلاثة احاديث شريفة تعرفنا بجملة من الحقائق المهمة‌ المرتبطة بالتأسي بالامام الحسين وهو (عليه السلام) اسوة المؤمنين بمختلف مراتبهم الايمانية ومن الاولين والآخرين كما عرفتنا بذلك الاحاديث الشريفة التي نقلناها في حلقات سابقة وعرفنا منها ايضاً ان لا غنى لأحد عن التأسي بالحسين لبلوغ مراتب القرب العالية، الاحاديث الثلاثة هي:
1) الحديث الاول مروي في كتاب كنز جامع الفوائد مسنداً عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فانها سورة الحسين بن علي (عليهما السلام) وارغبوا فيها رحمكم الله.
قال الراوي، فقال له ابو اسامة ‌وكان حاضر المجلس: وكيف صارت هذه السورة للحسين (عليه السلام) خاصة، فقال: الا تسمع الى قوله تعالى «يا ايتها النفس المطمئنة / ارجعي الى ربك راضية مرضية» انما يعني الحسين بن علي (عليهما السلام) فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية، واصحابه من آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الراضون عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم، وهذه السورة في الحسين بن علي وشيعته وشيعة آل محمد خاصة... من ادمن قراءة والفجر كان مع الحسين بن علي (عليهما السلام) في درجته في الجنة ان الله عزيز حكيم.
2) أما الحديث الثاني فهو ما رواه الشيخ الصدوق في كتابي عيون اخبار الرضا وكذلك في الامالي مسنداً عن ثامن ائمة الهدى (عليهم السلام) انه قال للريان بن شبيب: يا ابن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله، فالعن قتلة الحسين (عليه السلام) يا ابن شبيب ان سرك ان يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه اسلام)، فقل متى ما ذكرته «يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً».
3) والحديث الثالث هو ما رواه الشيخ الطوسي في أماليه مسنداً عن محمد بن مسلم انه سمع الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام) يقولان: ان الله عوض الحسين (عليه السلام) من قتله ان جعل الامامة في ذريته والشفاء في تربته واجابة الدعاء عند قبره ولاتعد ايام زائره جائياً وراجعاً من عمره.
أيها الاخوة‌ والاخوات، تشتمل هذه الاحاديث الشريفة على بيان جملة من الآثار والحقائق المهمة‌المرتبطة بالتأسي بسيد الشهداء (سلام الله عليه) سنجملها بعون الله بعد الحوار مع ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي بشأن مظاهر هذا التأسي المطلوب.

*******

المذيع: السيد الشوكي بالنسبة‌ للتأسي بسيد الشهداء (عليه السلام) من القوانين الاصلية المستفادة من النصوص الشريفة، هو اسوة‌ قدماً كما ورد في حديث امير المؤمنين (عليه السلام)، اسوة‌ للأولين وللآخرين، سؤالنا ولو اجمالاً‌ ما هي مظاهر التأسي بسيد الشهداء (عليه السلام)؟
السيد محمد الشوكي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد، انطلاقاً من قوله تعالى «لقد كان لكم في رسول الله اسوة‌ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر» النبي واهل البيت (عليهم السلام) اسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر يعني الانسان الذي يسير، طبعاً كلنا سائرون الى الله، ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه وهذا الطريق الطويل الى الله - سبحانه وتعالى- ليس طريقاً معبداً، ليس طريقاً خالياً من المتاهات وخالياً من المزالق والعثرات انما هناك عثرات ومزالق في الطريق هناك متاهات ربما يضيع فيها الانسان في وصوله وسيره الى الله تبارك وتعالى اذن لابد من قائد لابد من دليل ، لابد من نور، هذا النور هذا الدليل، هذا الدليل، هناك دليل نصوصي وهناك دليل سلوكي، القرآن الكريم وكل النصوص الشريفة في المدرسة الاسلامية هي نور هادي وهي دليل تدل السائرين الى الله (تبارك وتعالى) والذين يرجون الله واليوم الآخر، يرجون لقاء الله واليوم الآخر فهذه تعتبر دليل لهم ولكن هذا الدليل هذا العنصر النصوصي والحديثي لا يكفي لابد من ان يكون هناك هادي سلوكي لان الواقع الانسان يتأثر بالسلوك اكثر مما يتأثر بالنظرية والنظرية‌ اذا كانت مجرد نظرية، التعاليم الاخلاقية اذا كانت مجرد حبر على ورق تبقى مفاهيم عائمة وغائمة بينما لما تجسد في شخص من الاشخاص، في شخص نبي او شخص امام هذه الاخلاق وهذه التعاليم سوف تمتلك الكثير من الوضوح وتمتلك الكثير من البعث للانسان في تطبيقها، الامام الحسين (عليه السلام) كجده رسول الله (صل الله عليه وآله) يقتدى به ويتأسى به (عليه السلام)، الواقع ان احد اسباب بقاء الحسين هو جانب التأسي، لان الحسين اسوة لنا واسوة ليس للظهرانيين، اسوة للاجيال كما ان جده رسول الله (صل الله عليه وآله) كان اسوة للاجيال، لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وهذا احد اسباب بقاء الحسين (عليه السلام) ونحن لا نذكر قضية تاريخية ميتة وانما نذكر قضية ونذكر شخصاً يلعب في حياتنا دور الاسوة وقدوة بحيث لما نتحرك في الحياة نتحرك على خطى الحسين (عليه السلام) ونتحرك على خطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطى امير المؤمنين (عليه السلام) وخطى الزهراء (عليها السلام) فلهذا عندما يقال يا معشر الشيعة انما تندبون شخصاً مات وتندبون قضية مضى عليها الزمن هذا خطأ، نحن نندب ونذكر ونتذاكر قضية حاضرة فيما بيننا ونندب شخصاً لازال حياً ونمشي على خطاه ونهتدي بهداه من خلال تأسينا، انظر ماذا يفعل الحسين فأفعل، انظر ماذا يقول فأقول واقف موقف الحسين (عليه السلام)، ما هي اخلاقه فأتاسى بها، لهذا شبابنا وبناتنا ينبغي ان يلتفتوا الى هذا الجانب وبعبارة اخرى ان لا يكون الحسين حياً في مجالسنا ومجالس عزاءنا ومآتمنا وفي مواكبنا التي تخرج في الشارع وميتاً في قلوبنا وليس في سلوكنا، ينبغي ان يكون الحسين حاضراً في قلوبنا وحياً في سلوكنا كما هو حاضر في مواكب العزاء بالتالي الشاب لما يريد ان يحيي مراسم عاشوراء عليه ان يتأسى بالحسين في صلاته والا ان كان يحيي مجالس الحسين وهو لا يصلي، الحسين (عليه السلام) في آخر لحظاته ما ترك الصلاة وصلى صلاة الخوف واجل الحرب ليلة واحدة من اجل ان يصلي لربه، طلب من العباس (عليه السلام) ان يذهب الى القوم لكي يؤجلهم سواد ليلة حتى يصلي لربه كذلك هو واهل بيته واصحابه ولهم دوي كدوي النحل، انا كشاب في القرن العشرين اريد ان احيي ثورة الحسين اعرف ان الحسين كان غاية في الصلاة والعبادة وقراءة القرآن وحسن التعامل مع الناس، في حلمه، في كظمه الغيظ، في تقواه، في ورعه، او تلك البنت لما تريد ان تواسي زينب (عليها السلام) عليها ان تواسيها بأخلاقها، المواساة والتأسي، التأسي ان تكون زينب (عليها السلام) لنا قدوة والمواساة‌ بالدمعة وبالوجدان، هذه زينب (عليها السلام) كانت آية في العطاء وما راى شخص ظلها (عليها السلام)، يحيى المازني يقول عاشرت امير المؤمنين (عليه السلام) مدة‌ من الزمن ما سمعت لزينب صوتاً ولا رأيت لها شخصاً، هذه البنت لما تقول اريد ان اواسي زنيب (عليها السلام) عليها ان تقتدي بزينب بعفافها بطهرها وفي صلابتها ايضاً، القضية اذن في كيفية تعاملنا مع الحدث الكربلائي، مع ثورة الحسين، مع هذا الحدث الكبير بشخوصه وبمبادئه واهدافه ووسائله، موقع الاسوة، موقع القدوة يجب ان يحتل الصدارة في هذا الجانب لان الحسين انما قتل، زينب انما سبيت من اجل ان يفتحوا للناس نافذة على الله وعلى الخير وعلى الحق وعلى العدل وعلى الهدى فعلينا ان نجعل الحسين خلقاً وكموقع وكمبدأ وكورع وكتقوى حاضر في حياتنا ونجعل زينب ونجعل زين العابدين وعلي الاكبر والقاسم وكل اهل البيت (عليهم السلام) وهذه هي القضية‌ المهمة التي يجب ان نلتزم بها ونلتفت اليها ونحن نعيد ونحيي ونجدد ذكرى‌ عاشوراء من كل عام.

*******

نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج اسوة الجهادين بذكر اهم الحقائق المستفادة من الاحاديث الثلاثة التي ذكرناها في بداية الحلقة، فالحقيقة الاولى هي ان الرضا عن الله تبارك وتعالى هو العنصر المحوري لحركة المؤمن الجهادية فهذا الرضا هو الذي يعين المجاهد على تحمل جميع صعاب الجهاد الأصغر او الاكبر مهما كانت لأنها بعين الله عزوجل كما ورد في دعاء سيد الشهداء ‌(عليه السلام) يوم عاشوراء والذين يتأسون به (عليه السلام) في ذلك هم معه في الدنيا والآخرة وهم الذين يفوزون برضا الله عزوجل.
والحقيقة الثانية ايها الاخوة والاخوات هي ان التأسي بالحسين ارواحنا لروحه الفداء ينبغي ان يكون مقروناً بدوام البراءة من اعدائة ولعنهم والسائرين على نهجهم، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
اما الحقيقة الثالثة احباءنا فهي ان التأسي بسيد الشهداء (سلام الله عليه) يتضمن ان يكون التوجه به الى‌ الله عزوجل شمولياً، يشمل التمسك بامامة اولاده المعصومين (سلام الله عليهم) والاستشفاء من الامراض البدنية والروحية بتربته والعيش - قلبياً- تحت قبته وعلى وفق منهجه.
اعزاءنا، ثمة حقائق تشتمل عليها هذه الاحاديث الشريفة ونظائرها نسأل الله عزوجل ان يوفقنا لمعرفتها والعمل بها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة