البث المباشر

الامام الحسين(ع) اسوة المجاهدين من الأولين والآخرين

الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:26 بتوقيت طهران
الامام الحسين(ع) اسوة المجاهدين من الأولين والآخرين

حوار مع الشيخ علي الكوراني حول سرّ اختصاص الحسين(ع) بخصائص مثل جعل الشفاء في تربته

السلام عليكم رحمة الله وبركاته، واهلاً بكم احباءنا في عاشرة حلقات هذا البرنامج نستهلها برواية علوية هي في الواقع مصدر اختيار اسم هذا البرنامج، وقد رواها بسنده المعتبر الشيخ الأجل استاذ شيخنا المفيد الشيخ ابو القاسم جعفر بن قولويه مسنداً عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: قال علي للحسين (عليهما السلام): يا ابا عبد الله اسوة انت قدما! فقال (الحسين): جعلت فداك ما حالي، قال امير المومنين (عليه السلام): علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بماعلم، يا بني اسمع وابصر من قبل ان يأتيك، فوالذي نفسي بيده ليسفكن بنو امية‌ دمك ثم لا يزيلونك عن دينك ولا ينسونك ذكر ربك، فقال الحسين (عليه السلام): والذي نفسي بيده حسبي، وأقررت بما انزل الله واصدق نبي الله ولا اكذب قول ابي.
اذن، احاديث ينابيع الوحي تصرح بأن الحسين (عليه السلام) هو «اسوة قدماً» اي منذ قديم الازمان اي قبل ولادته واستشهاده في هذه الدنيا، وقد عرفنا في الحلقات السابقة من الاحاديث الشريفة انه حتى انبياء الله عزوجل صلوات الله عليهم قد تأسوا بالحسين (عليه السلام) اذ اخبرهم الله بما سيجري عليه، لكي يتأسوا به، اما لماذا اخبرهم بما سيجري على الحسين قبل ولادته؟
الجواب هو: لأنه تبارك و تعالى ‌يحب انبياءه ويحب لهم المراتب العليا من الخير والقرب، وهو تبارك و تعالى يعلم بأن ثمة مراتب من الخير والقرب لا تحصل للمستعدين لها الا بالتأسي بالحسين صلوات الله عليه، ولذلك اخبرهم بما سيجري عليه لكي يتأسوا به فينالوا تلك الدرجات العليا من القرب وهذه الحقيقة ألمحت اليها رواية الامام الرضا (عليه السلام) بشأن ما جرى على اسماعيل صادق الوعد وتأسيه بسيد الشهداء وقد نقلناهما في الحلقتين السابقتين.
اما في هذه الحلقة فننقل لكم رواية تأسي نبي الله زكريا بسيد الشهداء (عليهما السلام) ولكن بعد الحوار مع سماحة الشيخ علي الكوراني عن سر اختصاص الحسين (عليه السلام) . بنظائر هذه الخصائص: 

*******

المذيع: اختصاص سيد الشهداء ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) به امورمتعددة منها قضية الشفاء في تربته واستجابة الدعاء تحت قبته، الائمة في ذريته وغير ذلك، السؤال عن اسرار ذلك وابعاد هذا الاختصاص؟
الشيخ علي الكوراني: اولاً‌ اخي الكريم اسمح لي ان اقول هذه عقيدة عامة عند المسلمين وهذا الحديث النبوي مكتوب في مسجد الامام الحسين (عليه السلام) في القاهرة، اذكر كنت اصلي، انا اصلي وبعض الاخوان واضع تربة، وانا اصلي على الرخام فبعضهم جاء يناقشه، شيوخ ازهرين ناقشوه ثم جاء سبعة ثمانية ان هذا الحاج يسجد على الحجر اخيراً‌ جاء واحد استاذ جامعي او ما شابه قال لهم لماذا تتكلمون، قالوا هذا الحاج يصلي على ‌التربة، قال ما هي التربة قالوا هذه من كربلاء تراب الحسين والسجود لا يصح الا على الارض وما انبتت سوى المأكول والمشروب والمفروش والملبوس قال لهم انتم متحيرين في هذه تعالوا معي قام واخذنا كلنا وقال اقرؤا هنا حديث عن النبي (صل الله عليه وآله) «خص ولدي الحسين بثلاث، الائمة من ذريته والشفاء في تربته والدعاء مستجاب تحت قبته» هذه خصائص فنقول كيف يكون الشفاء بتربة الآن على ضوء العلم الحديث تعقل الموضوع السهل لان العمليات في بدن الانسان، في روح الانسان، تأثير الروح على البدن، تأثير البدن على الروح انفتحت ابواب على الانسان يعرفها اكثر، هذه كلها عوالم، الفاعلية الالهية نحن نعتقد انها مستمرة، اليهود الذين قالوا غلت يد الله غلت ايديهم نحن نعتقد ان الفاعلية‌ مستمرة، الله كتب ما يكون لهم لكن يده تظل مبسوطة فاذن كل ذرة‌ في الكون هي تتنون بالعطاء والحياة من الله - عزوجل-، هو الذي يدير بدننا وروحنا، يدير الهواء الذي حولنا، يدير كل الوجود اذن ليجعل الله تأثيراً لشيء مادي او معنوي في اشياء اخرى هذا شيء طبيعي ومن اسهل ما يكون.
المذيع: التجربة العملية ايضاً اثبتت.
الشيخ علي الكوراني: مسألة الشفاء في تربة الامام الحسين (عليه السلام) عبر التاريخ كم فيها من القصص وبعضهم هذا العباس الذي اهان تربة الحسين فمات من ليلته وغيره، قد يسأل بعضهم لماذا قد يأخذ البعض الشفاء من تربة الحسين وبعضهم لا هذا ايضاً له قانون، الارادة الالهية، المصلحة، الاهلية، المكان.
المذيع: اليقين، اذا اضفنا سماحة الشيخ اليقين.
الشيخ علي الكوراني: اليقين والاضطرار اساس استجابة الدعاء واستعمال التربة وارد انه مشروط فيه اليقين.
المذيع: طيب السؤال هو لماذا اختص، لماذا لم تكن هذه الخصوصية في تربة ‌سيد المرسلين (صلي الله عليه وآله) وهو افضل من الحسين (عليه السلام)؟
الشيخ علي الكوراني: بعضهم يقول، لماذا النبي لم يولد في الكعبة والامام علي ولد في الكعبة، لماذا لم يتوفق بزوجة كفاطمة الزهراء (عليها السلام) وهو اسعد الانبياء والائمة في زواجه امير المؤمنين (عليه السلام)، هذه ترجع الى المخطط الكلي، الله - سبحانه وتعالى- في مخططه ان يكون هناك منظومة انبياء، يجب ان يكون هؤلاء الانبياء منهم شخص ومعه مجموعة واحد منهم يمثل مأساة الانبياء مع الطغاة وشعوب الارض والمؤمنين، كل هذه الخصائص، نحن نعتقد ان الله (عزوجل) لا يعطي، يعني الامام الحسين (عليه السلام) استحق كرامات فاعطاه الله اياها ويمكن بعضها تفضل من الله (سبحانه وتعالى)، اذن الموضوع يرجع الى الخطة الالهية في الانبياء والنبوة‌ والائمة والامام الحسين (عليه السلام).
المذيع: يمكن ان نقول ان الامر يتناسب على ضوء الخطة الالهية ودور كل منهم (عليه السلام).
الشيخ علي الكوراني: يتناسب دون شك لكن الافضلية بمعنى آخر هنا يعني عندنا بترتيب الافضلية النبي، امير المؤمنين، الزهراء، الحسن، الحسين (عليهم السلام) وبعدهم واحد يقول الامام المهدي وبقية الائمة (عليه السلام). طيب مادام الحسن افضل لماذا ليس في تربته شفاء، نقول هذه خصوصية فيها تفضيل من هذه الناحية لكن في المجموع الكلي لا نستطيع ان نحكم ان الامام الحسين هو الافضل.
المذيع: لكن الخصوصية في دور الحسين.
الشيخ علي الكوراني: اكيد، نعم.
المذيع: الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً وشكراً لكم احباءنا والى باقي فقرات البرنامج.

*******

نتابع اعزاءنا هذه الحلقة من برنامج اسوة الجهادين بنقل رواية تأسي نبي الله زكريا على نبينا وآله و(عليه السلام) بخامس اصحاب الكساء الحسين (صلوات الله عليه)، وهي مرويه في كتاب الاحتجاج عن مولانا امام العصر المهدي (عجل الله فرجه) في حديث لقاء سعد بن عبد الله الاشعري به عجل الله فرجه، فقد جاء في جانب من هذا الحديث الشريف قوله (عليه السلام) في جواب سؤال لسعد بن عبد الله عن معنى «كهيعص»، قال: هذه الحروف من انباء الغيب اطلع الله عليها عبده زكريا ثم قصها على محمد عليه وآله السلام، وذلك ان زكريا سأل الله ربه ان يعلمه اسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل عليه السلام فعلمه اياها، فكان زكريا اذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن عليهم السلام انجلى كربه واذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة، فقال (عليه السلام): الهي ما بالي اذا ذكرت اربعة منهم تسليت باسمائهم من همومي واذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي؟ فانبأه الله تبارك و تعالى عن قصته فقال: «كهيعص» فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة الطاهرة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين والعين عطشه والصاد صبره.
ويتابع عجل الله فرجه في جوابه بيان آثار معرفة زكريا بما سيجري على الحسين (عليهما السلام) في اثارة روح التأسي في قلبه بسيد الشهداء قال (عليه السلام): فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة ايام، ومنع فيهن الناس من الدخول عليه واقبل على البكاء والنحيب وكان يرثيه (ويقول): الهي اتفجع خير جميع خلقك بولده؟ الهي اتنزل بلوى‌ هذه الرزية بفنائه؟ الهي اتلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ الهي أتحل كربة هذه المصيبة بساحتهما؟
ثم كان يقول: الهي ارزقني ولداً تقر به عيني على الكبر فاذا رزقتنيه فأفتني بحبه،‌ ثم افجعني به كما تفجع محمداً حبيبك بولده، فرزقه الله يحيى وفجعه به، وكان حمل يحيى ستة اشهر وحمل الحسين عليه السلام كذلك...
والله عزوجل هو العالم اعزاءنا بسمو المراتب والدرجات العلى التي بلغها عبده زكريا ببركة رحمة ربه التي استنزلها بتأسيه بالحسين (عليه السلام) اسوة ‌الجهادين للأولين والآخرين.
فسلام في العالمين على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. والى لقاء آخر السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة