البث المباشر

التأسي بالحسين(ع) مفتاح التأسي بجميع أهل بيت النبوة(ع)

الأربعاء 13 مارس 2019 - 14:37 بتوقيت طهران
التأسي بالحسين(ع) مفتاح التأسي بجميع أهل بيت النبوة(ع)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم اعزاءنا في الحلقة الثالثة عشرة من حلقات هذا البرنامج ونخصص معظمها لاستعراض تجربة أحد كبار العلماء الربانيين فيما يرتبط بموضوع البرنامج وهو التأسي بسيد الشهداء (سلام الله عليه) وآثاره في التقرب من الله عزوجل العالم المقصود هو آية الله الشيخ جعفر التستري هو من نوادر مراجع التقليد الذين دخلوا سلك الخطابة الحسينية، فلم تصده مهام الزعامة الدينية عن الجلوس على المنبر الحسيني وقراءة المصيبة الحسينية وبيان دقائقها ومكامن المواساة فيها، وقد جمعت بعض تقريرات مجالسه هذه اذ لم يكن في عصره اجهزة تسجيل صوتي وطبعت مترجمة الى العربية في كتابين هما الايام الحسينية، وفوائد المشاهد، اضافة الى كتابه القيم (الخصائص الحسينية) الذي الفه اساساً بالعربية وتحدث في مقدمته عن تجربته في هذا المجال، وسننقل لكم شذرات مما كتبه. 
قال رضوان الله عليه في خطاب وجداني مؤثر:
اني أمعنت النظر في الوسائل المتعلقة بالائمة (عليهم السلام)، فرأيت اجلها فائدة واعظمها مثوبة واعمها نفعاً وارفعها درجة واسهلها حصولاً واكثرها طرقاً‌ وايسرها شرائط واخفها واعمها معونة، (هي) ما يتعلق بسيد شباب اهل الجنة ووالد الائمة السيد المظلوم ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فرأيت له خصوصية في التوسل الى ‌الله قد تفرد بها وامتاز في ذلك حتى عمن هو افضل منه فان للتفاوت في الفضيلة مقاماً ولوحدتهم مقاماً، نورهم وطينتهم مقام والخصوصيات مقام آخر.
فرأيت في الحسين (عليه السلام) خصوصية في الوسيلة الى الله اتصف بأنه بالخصوص باب من ابواب الجنة وسفينة للنجاة ومصباح الهدي فالنبي والائمة (عليهم السلام) كلهم ابواب الجنة‌ لكن باب الحسين اوسع، وكلهم سفن النجاة لكن سفينة الحسين مجراها في اللجج الغامرة اسرع ومرساها على السواحل المنجية ايسر، وكلهم مصابيح للهدى لكن الاستضاءة بنور الحسين اكثر واوسع، وكلهم كهوف حصينة لكن منهاج كهف الحسين اسمح واسهل.
لقد كتب آية الله التستري (رضوان الله عليه) كثمرة للحالات المختلفة التي عاشها قبل لجوئه الى الوسيلة الحسينية وبعدها ولذلك جاءت عباراته موثرة لانها خارجة من قلب متعظ عامل يقول (رضوان الله عليه) بعد الفقرة المتقدمة عن خصوصية التأسي بسيد الشهداء (عليه السلام):
فعند ذلك خاطبت النفس وشركائها فقلت: هلموا الى هذه الابواب الحسينية فأدخلوها بسلام آمنين، (وهلموا) الى مرساة هذه السفينة الحسينية فأركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم، ولتكتحل اعينكم بنور الحسين (عليه السلام) الناظر اليكم ثم ازدادوا شوقاً وصمموا العزم على ذلك لأني استشعرت من نفسي علائم الايمان التي يئست منها سابقاً، وعثرت بهذه الخصائص على الاعمال الصالحة...
ان التأسي بسيد الشهداء (سلام الله عليه) يفتح للمؤمن التأسي الحقيقي بجميع ائمة الهدى (عليهم السلام) وبالتالي بسيدهم النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لأن في واقعة كربلاء ‌المقدسة تجلت اخلاقياتهم جميعاً (عليهم السلام) ومثلت اهدافهم الساميه جميعاً، ولذلك فان من تترسخ فيه روح النهضة الحسينية والمظلومية الحسينية وروح حمل همهما، انما يكون حاملاً لجميع الاهداف الالهية وساعياً لتحقيقها، ولذلك كان اصحاب مولانا المهدي (عجل الله فرجه) حسينيين ويحملون شعار«يالثارات الحسين» لأنهم انصار خاتم الاوصياء (عجل الله فرجه) وهو المكلف بتحقيق اهداف جميع الرسالات الالهية. هذه القضية يزيدها بياناً ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي في هذا الحوار .

*******

المذيع: سماحة السيد، كيف تنظرون الى حضور روح النهضة الحسينية في جهاد اصحاب المهدي (عجل الله فرجه) وكذلك في انصاره سواء في غيبته (عليه السلام) او في ظهوره، تفضلوا.
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الواقع ان ثورة الامام المهدي (عجل الله فرجه) هي امتداد لثورة الامام الحسين (عليه السلام) وقضية الامام المهدي (عليه السلام)هي امتداد لقضية الامام الحسين (عليه السلام) بل ان ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ثمرتها الحقيقية ونتاجها الحقيقي سوف يتحقق في زمان الامام المهدي (عليه السلام) بمعنى آخر ان قضية‌ الامام الحسين (عليه السلام) وثورة‌ ابي عبد الله كانت لها ثمرات وانعكاسات، كانت لها آثار قصيرة المدى وبعيدة المدى هناك آثار لثورته كانت ملاصقة لثورته الشريفة، يعني بعد ان انتهت قضية عاشوراء بدأت ثمار الثورة‌ الحسينية المباركة تظهر فثورة الحسين اججت مشاعر الامة احيت ضمير الامة، حررت ارادة الامة واذا بهذه الارادة تنفجر بركاناً يزلزل عروش بني امية، هذه الامة التي كانت خانعة خاضعة للطواغيت، للظلام والمستبدين، نرى ان الامة فيما بعد ثورة الحسين وبعد مقتل الحسين (عليه السلام) تحررت ارادتها وكسرت حاجز الخوف ونرى انه مباشرة ‌وبعد ثورة الحسين حدثت سلسلة من الثورات التي انتهت بأنتهاء الحقبة الاموية وبأندثار دولة بني امية هذه نتائج ملاصقة وطويلة المدى زمانياً من ثورة الحسين (عليه السلام)، هناك نتائج بعيدة المدى لازلنا نعيشها يعني في زماننا السابق وفي الحاضر وفي المستقبل القريب نرى اثر الثورة الحسينية ودم سيد الشهداء حاضراً بقوة في واقع المسلمين، الآن مدرسة‌ اهل البيت، يمثل لهم دم الحسين القيمة الكبرى والدافع الكبير الذي يحركهم ويدفعهم نحو قضاياهم المصيرية المهمة، نلاحظ الثورات التي حدثت مثلاً في التاريخ الشيعي ولا سيما في زماننا الحاضر نجد ان الذي الهمها والذي حركها والذي جعلها تؤتي اكلها دم الحسين وثورة الحسين (عليه السلام)، شعار الثورات شعار حسيني، منطلقات الثورات منطلقات حسينية، واهدافها ايضاً اهداف حسينية، هذه نتائج وثمار على الامد البعيد لثورة الحسين وواقعة الطف لكن النتيجة الكبرى والثمرة الكبرى لثورة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) سوف تظهر عند قيام الامام المهدي (عليه السلام) ولهذا ليس صدفة ان يكون يوم خروج الامام المنتظر (عجل الله فرجه) يصادف يوم العاشر من المحرم،‌ يوم السبت العاشر من محرم الحرام وهذا فيه ايحاء وفيه بيانات وفيه رمزية كبيرة وفيه دلالات جداً، دلالات تدل على ان هذه الحركة، وهذا القيام وهذه النهضة وهذه القضية التي يحملها الامام المهدي (عليه السلام) اولاً هي نتيجة لدماء الشهداء ولقوافل الشهداء من دم الحسين (عليه السلام)، الذي روى ارض كربلاء والى الدماء التي خضبت التاريخ على امتداده الطويل وثانياً فيها دلالة يعني ظهور الامام في يوم العاشر من محرم فيه دلالة على ان قضية‌ الامام المهدي (عليه السلام) هي امتداد لقضية الامام الحسين (عليه السلام) في اهدافها، الامام الحسين لم خرج، خرج من اجل اصلاح الامة، خرج من اجل تحقيق العدل في الارض والامام المهدي (عليه السلام) بل اكثر من هذا، تلاحظون ان هناك تأكيد على ثلاثة شخصيات في التاريخ يعني حتى في كتب الاولين في التوراة وفي الانجيل، على رسول الله (صل الله عليه وآله) وعلى الحسين (عليه السلام) وعلى الامام المهدي (عليه السلام)، هذا التأكيد ليس عفوياً ولكن فيه ترابط لان المشروع الالهي هو مشروع العدل.
المذيع: السيد محمد الشوكي فيما يرتبط في هذا الترابط ما رأيكم ان نوكل الحديث بالحلقة المقبلة بأعتبار ان الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى.
السيد محمد الشوكي: لابأس وان القضية تحتاج الى تفصيل ولكن ما اريد ان اقوله في كلمتين اجمالاً ان روح الحسين وثورة الحسين ودم الحسين (عليه السلام) التي الهمت الناس ان يتحرروا من الخوف، يتحرروا من عبودية‌ الدنيا ويتحرروا من الظلم، وما نعيشه من ثمار انما هو ثمار تلك الشجرة التي رواها الحسين بدمه، وكذلك قضية الامام المهدي (عليه السلام) هي امتداد لثورة‌ الحسين (عليه السلام)، ولهذا شعارات يالثارات الحسين وتفاصيل اخرى موجودة في اصحابه وفي شعاراته (عليه السلام).

*******

واخيراً فان التأسي بالحسين (عليه السلام) يفتح باب الدخول في زمرة محمد (صلى الله عليه وآله) ويكون بذلك من اهل البيت المحمدي وهذا ما بشرنا به الصادق الامين (صلى الله عليه وآله) وائمة عترته (عليهم السلام) في احاديث عدة سننقل لكم بعضها في لقائنا المقبل باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة