البث المباشر

لاغنى لأحد حتى للانبياء عن التوسل الى الله بالحسين (عليه السلام)

الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:25 بتوقيت طهران
لاغنى لأحد حتى للانبياء عن التوسل الى الله بالحسين (عليه السلام)

حوار مع الشيخ علي الكوراني حول سرّ تأسي الانبياء (صل الله عليه وآله) بالحسين واخبار الله لهم بشهادته تأسي ابراهيم الخليل (عليه السلام) بالحسين في قصة ذبح اسماعيل (عليه السلام)

 

الحمد لله والصلاة على صفوة ‌الله رسول الله الاكرم محمد وآله الطاهرين، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته وصلواته ورضوانه.
السلام عليكم واهلاً بكم في سابعة حلقات هذا البرنامج نفتتحها بتسجيل حقيقة مهمه من حقائق الجهاد في سبيل الله وهي ان الله تبارك وتعالى قد شاء «وهو الحكيم الخبير» ان يجعل وسيلة الحسين (عليه السلام) عامة لجميع الخلائق يتقربون بها اليه ولا غنى لهم عنها مهما بلغت مراتبهم الكمالية.
ولكن قد يعترض معترض على هذا القول ويرى فيه بعض الغلو والعياذ بالله من الغلو والمغالين مثلما نستعيذ بالله من التقصير والمقصرين في مقامات من اكرمهم الله عزوجل.
وقد يستغرب مستغرب من هذا القول الا ان لم يستبعده، ولكن هذا الاستغراب او الاستبعاد وكذلك ذاك الاعتراض كلها تزول عندما نلاحظ كثرة النصوص الشريفة التي صحت من طرق الفريقين السنة والشيعة والدالة على‌هذه الحقيقة والهادية اليها بل والتي تعضدها اخبار الغيب التي اشتملت عليها الكتب المقدسة السابقه والتي انبأت عن شهادة الحسين (عليه السلام) قبل وقوعها، تأتيكم بعد قليل اشارات الى هذه الادلة.
في كتابه القيم الخصائص الحسينية عقد العالم الرباني الجليل آية الله العظمى الشيخ جعفر التستري فصلاً خاصاً بالمجالس التي عقدت لذكر الحسين عليه السلام والبكاء على مظلوميته، فذكر منها اربعة عشر مجلساً - كنماذج- ذكرتها الاحاديث الشريفة وفيها المروي في المجاميع الحديثية المعتبرة‌ عند اهل السنة مثل مسند احمد بن حنبل وتاريخ ابن عساكر وغيرهما كثير، وفي هذه الروايات ورد ذكر بكاء آدم ونوح وابراهيم وموسى والخضر وزكريا وعيسى وحواريه وغيرهم من الانبياء والاوصياء عليهم السلام جميعاً بكائهم جميعاً على مظلومية سبط النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) عندما اخبرهم الله تبارك وتعالى بما سيجري عليه (سلام الله عليه).
وهنا ينبغي الالتفات الى ان المستفاد من هذه الروايات الشريفة ان إخبار الله عزوجل هؤلاء الانبياء وهم من احب خلقه اليه بما سيجري على سيد الشهداء (سلام الله عليه) جاء بهدف ايصالهم الى مراتب من الكمال وايصال ثواب اليهم لا يتأتى لهم بغير البكاء على مظلومية الحسين (صلوات الله عليه)، وهذا ما سيزداد وضوحاً عندما ننقل لكم ما جرى مع ابراهيم الخليل عليه السلام في قضية ابتلائه بأمر ذبح ابنه اسماعيل، ولكن بعد الاستماع الى حوارنا التالي وبهذا الخصوص مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني: 

*******

المذيع: سماحة الشيخ وردنا سؤال عن توسلات الانبياء (عليهم السلام) بالامام الحسين (عليه السلام) يقولون ان في بعض الروايات تصريحات بأن بكاءهم على سيد الشهداء ادى الى ان يرفعهم الله تبارك وتعالى درجات ومقامات القرب، السؤال هو عن وجه حاجة الانبياء لذلك وهم انبياء الله وصفوته على خلقه؟ 
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، مسألة عالم الانبياء وعالمهم قبل الخلق المعروف، عالمهم قبل ولادتهم في الدنيا، عالمهم بعد الخلق، هذه عوالم يجب ان نعترف انه لا نعرف عنها شيئاً مثلاً بنص القرآن الله عزوجل يقول لنا انت يا فلان ويا فلان وكلكم الموجودين والذين سوف يوجدون انتم وجدتم وانا اخذتكم من ظهور آباءكم واخذتكم على وجودي وتوحيدي، هذه مسألة كبيرة هذا الميثاق الذي اخذه الله سبحانه وتعالى، الامام الصادق (عليه السلام) يقول ما يذكرون انهم نسوه وسوف يذكرونه، يعني نحن في حياتنا على الكرة الارضية في مرحلة انسينا فيها عالم سابق كنا فيه ونعد لمرحلة جديدة نذهب الى عالم آخر او نرجع الى عالمنا او نذهب الى عالم آخر، اذن عوالم وجود الانسان يجب انه مالنا معرفة فيها على هذا الاساس عندما تأتينا نصوص قطعية صحيحة ان النبي والائمة (عليهم السلام) كانوا مخلوقين اجسام نورانية حول العرش قبل آدم ثم بأي شكل وضعوا في صلب آدم، لما تأتينا نصوص صحيحة وقطعية ان الله عزوجل اخذ ميثاق الانبياء على التصديق بنبينا واهل البيت وهذا عجيب، اخذ ميثاق البشر على وحدانيته اخذ ميثاق الانبياء على كبيرهم واهل بيته، لما نجد ان في الاسراء والمعراج للبني (صلى الله عليه وآله) الله احضر له الانبياء كلهم وقال له أسأل من ارسلنا قبلك من رسلنا، هذه العوالم نحن نؤمن بها بحسب ما ورد فيها النص الصادق من الوحي، اذن ولاية النبي واهل بيته فريضة على الانبياء، على اممهم مسألة اخرى.
المذيع: يعني على الانبياء سماحة الشيخ بالخصوص!
الشيخ علي الكوراني: الانبياء والاوصياء نعم فريضة عليهم من الاساس ميثاق اخذ لهم، هؤلاء اصلاً حسابهم فوق الانبياء حتى ابراهيم اخذ عليه الميثاق بنبوة محمد وآل بيته.
المذيع: دون ان يبلغوا بذلك اممهم، الامر تكليف خاص لهم. 
الشيخ علي الكوراني: خاص بالانبياء، حتى يبشروا اممهم هذا موضوع آخر لكن تكليفهم هم، هم مكلفون بهذه الولاية وهذا الميثاق اذن مقام النبي وآل بيته مقام عظيم، لماذا هذه الحالة التراتبية التي الله سبحانه وتعالى جعلها في الانبياء والائمة والناس ولماذا ربطنا بالانبياء ممكن ان يقول ان تتكلموا مباشرة معي، لماذا يقول لنا «يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة»، هذا طلب يعني الانسان يحتاج الى من يمثل له معرفة الله وعبادته، يحتاج الى شيء مجسد يتعلم منه.
المذيع: عفواً سماحة الشيخ هذه المقدمة كيف نطبقها على قضية سيد الشهداء (عليه السلام) وان الانبياء وهم في مرتبة النبوة ومرتبتهم الكمالية ما حاجتهم الى البكاء على سيد الشهداء؟
الشيخ علي الكوراني: ان يبلغ انهم محتاجين ولكن النبي واهله هؤلاء طبقة فوق الانبياء، لما ان ولايتهم فريضة على الانبياء يعني الله يقول اخذت الميثاق عليكم اعرفوني كهؤلاء، تعلموا من هؤلاء، توسلوا بهؤلاء وهذا الامر يصدق على سيد الشهداء ومعناه ان اهل البيت جزء من النبي (صلى الله عليه وآله) وما يمكن لاحد ان يفكهم عنه. 
المذيع: سماحة الشيخ خصوصية سيد الشهداء لو سمحتم يكون بيانه في الحلقة المقبلة، شكراً لسماحة الشيخ علي الكوراني.

*******

نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج اسوة‌ الجهادين، بنقل الرواية التي وعدناكم بها قبل المقابلة، وقد رواها الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في كتابه عيون أخبار الرضا مسنداً عن ثامن ائمة‌ العترة المحمدية انه كان يقول - وفي تعبير كان يقول اشارة الى انه عليه السلام كان يكرر نقل هذه الرواية لأهميتها - قال (عليه السلام):
"لما امر الله عزوجل ابراهيم (عليه السلام) ان يذبح مكان ابنه اسماعيل الكبش الذي انزله عليه، تمنى ابراهيم (عليه السلام) ان يكون قد ذبح اسماعيل وانه لم يؤمر بذلك الكبش مكانه ليرجع الى قلبه ما يرجع الى قلب الوالد الذي يذبح اعز ولده عليه ببده، فيستحق بذلك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب".
فأوحى الله عزوجل اليه: يا ابراهيم من احب خلقي اليك؟ 
قال: يا رب ما خلقت خلقاً هو احب الي من حبيبك محمد (صلى الله عليه وآله)، فأوحى الله اليه: فهو احب اليك ام نفسك؟ 
قال: بل هو احب الي من نفسي، قال (تبارك وتعالى): فولده احب اليك ام ولدك؟
قال (ابراهيم): بل ولده، قال (عز من قائل): فذبح ولده ظلماً على يد اعدائه اوجع لقلبك ام ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ 
قال: يا رب بل ذبحه على ايدي اعدائه اوجع لقلبي. 
قال (عزوجل): يا ابراهيم فان طائفة‌ تزعم انها من شيعة محمد ستقتل الحسين (ولده) من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي.
قال الامام الرضا (عليه السلام) وهنا محل الشاهد: فجزع ابراهيم (عليه السلام) لذلك، وتوجع قلبه واقبل يبكي، فأوحى الله عزوجل الى ابراهيم (عليه السلام): قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله واوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب.
ايها الاخوة والاخوات، لا يخفى ان متن الرواية المتقدمة شاهد على عدم امكانية صدورها عن غير ينابيع الوحي الذين ارتضاهم الله لغيبه، ودلالتها على حاجة الجميع لبلوغ رفيع الدرجات بالتوسل الى الله بالحسين (عليه السلام) واضحة، فصلوات الله على الحسين ومن بكى على الحسين. والسلام عليكم ورحمة الله. فسلام على الحسين وعلى من بكى الحسين ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة