البث المباشر

عنصر الجذبة في التوسل بالحسين (عليه السلام) الى الله عز وجل

الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:11 بتوقيت طهران
عنصر الجذبة في التوسل بالحسين (عليه السلام) الى الله عز وجل

اسرار الحرارة الفطرية في القلوب تجاه مظلومية الحسين (عليه السلام) إنجذاب اليهود الى الاسلام ببركة الحسين (عليه السلام) من هو العباس (عليه السلام) قطيع اليدين (رواية)

السلام على مصباح الهدى وسفينة النجاة الحسين بن علي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة الرابعة من مجموعة لقاءات هذا البرنامج وموضوعها هو عنصر الجذبة في الوسيلة الحسينية وهي تنقل الانسان الى رحاب الهداية والمقامات المعنوية.
كما تعلمون كان من بين انصار الامام الحسين (عليه السلام) نصارى اسلموا قبيل التحاقهم بركبه واستشهادهم بين يديه، فقد حدثنا التاريخ عن قصة النصراني وهب بن عبد الله الكلبي الذي اسلم هو وابوه وامه وزوجته في يوم الطف بعدما التقى ‌سيد الشهداء سلام الله عليه من غير ميعاد فاثرت فيه مظلوميته وبايعه وقاتل معه وفاز هو وابوه وامه بكرامة نصرة الحسين وسعادة‌ الشهادة ‌بين يديه.
واذا كان النصارى «اقربهم مودة للذين آمنوا» ولذلك فان تأثرهم بالهداية الحسينية يكون أقرب وانجذابهم الى الله عزوجل بها يكون أسرع واشد فان هذه الجذبة تشمل كل من فيه اهلية استقبالها حتى لو كان من اليهود الذين تطغى عليهم صبغة كونهم«اشد الناس عداوة للذين آمنوا» فنجد في كتب التاريخ حوادث تكشف عن انجذاب بعض اليهود الى ‌الله والدين الحق ببركة الوسيلة الحسينية، ومالم يسجل منها اكثر، وسننقل لكم نموذجاً لما روته كتب التاريخ اما النموذج الثاني فهو معاصر.
النموذج التاريخي رواه ابن اعثم الكوفي في كتاب الفتوح على الصفحة 241 من الجزء الخامس وملخصه ان احد أحبار اليهود كان حاضراً مجلس الطاغية يزيد عندما أدخل عليه رأس الحسين (عليه السلام) وسبايا آل الرسول (صلى الله عليه وآله)، والمستفاد من الروايات هو ان الخليفة الاموي كان قد اقام مراسم احتفال ضخمة ابتهاجاً بقتل سبط النبي الاكرم واهل بيته (صلوات الله عليهم) دعا له ممثلي مختلف الطوائف وكذلك ممثلي قيصر الروم وزعماء عشائر الشام وغيرهم.
على اي حال تذكر رواية ابن اعثم أن الحبر اليهودي عندما رأى رأس الحسين وعرف بمظلوميته (عليه السلام) تفجر فيه النزوع الفطري لنصرة المظلوم وثار على‌طاغية بني امية ‌فامر يزيد بضربه وتعذيبه لكنه لم يرجع عن نصرته للحسين (عليه السلام) واعلان اقراره بنبوة جده (صلى الله عليه وآله) وخاطب الطاغية منذراً له من العذاب قائلاً:
«سوءة لكم من امة... ان شئتم فاضربوني او فاقتلوني او قرروني فاني اجد في التوراة‌انه من قتل ذرية نبي لا يزال مغلوباً‌ ما بقي فاذا مات يصليه الله نار جهنم».
اذن احباءنا، توجد حرقة وحرارة ومحبة فطرية في القلوب للحسين المظلوم (عليه السلام) تشكل القاعدة التي تنطلق منها حالة الجذبة التي تميز الوسيلة الحسينية في الهداية والايصال الى الله عزوجل وتحلية الانسان باعلى‌المراتب المعنوية التي يحتاجها في الجهاد الاصغر فتجعله ينبري مثلاً لقول كلمة الحق امام السلطان الجائر كما فعل هذا الحبر اليهودي وغيره كثيرون.
هذه الحرارة والمحبة الفطرية اشارت لها الاحاديث الشريفة وعن اسرارها ومعطياتها حاورنا ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي:

*******

المذيع: وردت في الاحاديث الشريفة اوصاف خاصة لسيد الشهداء (عليه السلام) قد تكون على الاقل في الظاهر من خصائصه مثل ما ورد بأن له حرقة في قلوب المؤمنين له محبة في عموم الناس او اذا قلنا ان له محبه خاصه بين الناس لسيد الشهداء ما هو سر هذا او هذه التعبيرات؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد الواقع هو ان الحسين (عليه السلام) سر من الاسرار بحد ذاته وكما يقول بعض الشعراء: 

انت سر عن الورى محجوب

كيف يهديك الى الانام الاديب

يقف الفكر حين يسبر غوراً

من معانيك حائراً ويخيب

فمدى الفكر ان تطاول يوماً

قاصر اذ مداك كون رهيب

الحسين (عليه السلام) هو سر ومجموعة من الاسرار الالهية التي اودعها الله تبارك وتعالى. في ذات الحسين واودعها في قلوب المؤمنين هذا الميثاق الذي اخذه الله من المؤمنين ومن ذراري آدم (عليه السلام) عندما اودع الولاية على الناس اودع هذه الاسرار تجاه النبي وآل البيت (عليهم السلام) واودع اسراراً خاصه اتجاه اي عبدالله الحسين (عليه السلام) من هذه الاسرار هو هذه الحرقة التي اشرتم اليها او التي اشار اليها النبي (صلى الله عليه وآله) بأنها حرارة لن تنطفي ابدا هذه الحرارة نحن نعرف امست رزيتكم التي انست رزايانا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية ومصائب الايام تبقى مدة وتزول وهي الى القيامة باقية ‌هذه حرارة لا تنتهي ولا تزول ابداً واستخدم النبي (صلى ‌الله عليه وآله) لن التي تفيد التأبيد وهذا سر جعله الله لقضية الحسين (عليه السلام)، الواقع هذه الحرارة هي ارتباط لقضية الحسين وخلود لقضية الحسين.
المذيع: يعني اذا كانت امر ثابت في وجود الانسان الا يمكن يستفاد من ذلك بان هذا الامر ثابت لابد له ضرورة‌ معينة، يعني حركة الانسان التكاملية ما يزرعه في دنياه تحتاج الى هذه الحرارة لبلوغها المقامات بحيث تبقى امراً ثابتاً في وجودة؟
السيد محمد الشوكي: دعنا عن قضية الثورة نعم لها ارتباط بقضية ‌الثورة نحن نتحدث عن الثورة النفسية، الحسين (عليه السلام) له سيران له مسيرة الى كربلاء على النياق والخيل وله مسيرة ايضاً الى الله -تبارك وتعالى- هذه المسيرة التي ختمها بقوله (عليه السلام) عندما اصابه السهم في جبهته وادماه ختمه بهذه الكلمات قال ان هذا فيك لقليل يخاطب الله -تبارك وتعالى-، الحسين (عليه السلام) في سيره الى الله بذل كل ما في وسعه مستأنساً ولذلك كلما ازداد الكرب عليه كان وجهه يزداد اشراقاً ويزداد سمواً، الحسين في سيره الى الله - عزوجل- عبر عن الحب وهو احد المفردات للسائرين والسالكين عبر عن الرضا رضا الله، رضانا اهل البيت نصبر على بلاءه ويوفينا اجور الصابرين، عبر عن ذلك (عليه السلام) بأستئناسه بالعطاء هون علي ما نزل بي انه بعين الله هذه المعاني التي يعرف السالكون والعارفون اثرها من المفاصل الرئيسية في السير الى الله اذن الحسين (عليه السلام) سائر الى كربلاء ثورياً وسالك الى الله الذي يريد ان يسلك الى الله ينبغي ان يسلك درب الحسين في السير الى الله -تبارك وتعالى- الانشداد الى الحسين، وسير الحسين لخطى الحسين، المعنوية والمادية، يحتاج الى شد والى جذب الجذب يحتاج الى قضية روحية ذاتية خارجة عن ارادة الانسان هي السر الذي اودعه الله –عزوجل- وهي الحرارة المكنونه الفطرية، انت تعرف ايضاً ان عمربن سعد بكى ايضاً على الحسين (عليه السلام)، هذا البكاء التكويني اشهد ان دمك سكن في الخلد واقشعرت له اضلة العرش، وعلى كل حال هذا بالنسبة‌ للحرارة اما بالنسبة للمعنى الثاني المعرفة للحسين (عليه السلام) معرفة مكنونة‌ في قلوب المؤمنين ومعرفته باب من ابواب الله ونعرف ان من يريد ان يعرف ربه ينبغي ان يعرف امامه والحسين (عليه السلام) هو اساس في هذه المعرفة يكفينا للتدليل على باب الحسين الواسع ومعرفة الحسين الواسعة هو كون معرفته من معرفة الله ما ذكره في دعاءه (عليه السلام) دعاء عرفة ذي المضامين المعرفية الكثيرة الواضحة.
المذيع: الذي جسدها في يوم كربلاء بأوضح التجسيدات العملية.

*******

نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج اسوة‌ الجهادين ونختمها بذكر حادثة معاصرة هي من مصاديق قوة الجذبة الحسينية في الهداية الى الحق، وقد حدثت قبل بضع سنين في احدى المدن الايرانية وملخصها ان رجلاً يهودياً اخبره طبيب زوجته الراقدة في المستشفى‌بان مرض السرطان قد استشرى فيها وانها تقضي ساعاتها الاخيرة ولاعلاج لها ومن الافضل ان ياتي باولادها وارحامها لتوديعها فاتصل الرجل هاتفياً ببعض ارحامها واخبرهم بالامر وطلب منهم الذهاب الى المستشفى وذهب هو الى البيت لكي يرجع الى المستشفى باولادها، لكنه وفي طريق ذهابه مع اولاده الى المستشفى طرق سمعه صوت خطيب يتحدث في مجلس حسيني عن مصيبة ابي الفضل العباس عليه السلام وكان ذلك ليلة التاسع من المحرم فشدته كلمات الخطيب وما ذكره الخطيب من مصيبة العباس فبكى وبكى اولاده وجلسوا يستمعون للمصيبة ويتوسلون الى الله عزوجل بوليه العباس وعندما انتهى المجلس ذهبوا على عجل الى المستشفى فوجدوا ارحامهم مستبشرين والاطباء متعجبين قال: الارحام لقد حدثت معجزة اذ استيقظت الأم من رقدة خفيفة معافاة سليمة.. وعندما دخل الاب والاولاد عليها قالت: من هو العباس؟ لقد زارني في المنام فعافاني الله ببركة يديه المقطوعتين.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة