البث المباشر

فتوى الامام الخميني بشأن المراسم الحسينية

الأربعاء 13 مارس 2019 - 12:08 بتوقيت طهران
فتوى الامام الخميني بشأن المراسم الحسينية

حديث السيد محمد الشوكي عن سرّ كون المراسم الحسينية من أعظم القربات الى الله حديث آية الله الشيخ كاشف الغطاء عن خصوصية الحسين(ع) في التقريب من الله عزوجل

السلام على الحسين وعلى انصار الحسين من الأولين والآخرين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلاً بكم في الحلقة الثانية من لقاءات هذا البرنامج، نشير في مطلعها اعزاءنا الى قضية نراها مهمة‌ في تحقيق ما نسعى اليه من بيان اهمية الارتباط الوجداني بالحسين (عليه السلام) في انتصار الانسان في جهاد النفس وجهاد العدو او جهاد الاصلاح الذاتي وجهاد الاصلاح الاجتماعي.
هذه القضية هي ان كل من يراجع الاحاديث الشريفة يلاحظ بوضوح انها تبين بحزم ان الله تبارك وتعالى وجلت حكمته قد اختص سيد الشهداء (سلام الله عليه) بميزة مهمة‌ خاصة لدوره ووسيلته اي التوسل به الى الله عزوجل في الهداية العامة والخاصة لله عزوجل وللتقريب منه جل جلاله وهذه من حقائق الاسلام المهمة في التربية الفردية والاجتماعية وسبحان الله!
ايها الاخوة والاخوات، نجد في كتاب استفتاءات الامام الخميني (رحمه الله) الفتوى التالية اجابة عن احد اسئلة المؤمنين، قال رضوان الله عليه: ان اقامة‌ مراسم العزاء الحسيني من افضل الاعمال المقربة لله تبارك وتعالى.
هذه الفتوى لها نظائر كثيرة في فتاوي فقهاء‌ مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)، وهي تستند الى ادلة روائية تفوق حد الاحصاء ومروية من طرق الفريقين وفي المصادر المعتبرة عند جميع المسلمين من الصحاح الستة وغيرها. فما هو سر ذلك؟ 
هذا ما نحاول الاجابة عنه من خلال حوارنا مسع ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي:

*******

المذيع: السيد الشوكي الفقهاء ذكروا فيما يرتبط بالشعائر الحسينية تعبير ورد على لسان الامام الخميني رحمه الله في جوابه عن بعض الاستفتاءات بأنها من أعظم القربات الى‌ الله تبارك وتعالى، ما هو سر هذه المقولة او هذا الحكم الشرعي في الواقع؟ 
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد وآل محمد الواقع اننا اذا اردنا ان نفهم هذه الكلمة او نفسر هذا الرأي يجب ان نلتفت الى مقدمتين اساسيتين: 
المقدمة الاولى: هي ان الشعائر الحسينية وإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) هو مرتبط الى درجة كبيرة بالاسلام بل أمر أهل البيت (عليهم السلام) ليس شيء آخر غير الاسلام وهذه قضية واضحة ان أمر أهل البيت هو الاسلام لاغير لهذا لما جاء مروان بن الحكم وطلب من الامام الحسين (عليه السلام) ان يبايع يزيداً قال الامام على‌ الاسلام السلام اذا بليت الامة برعن مثل يزيد لم يقل على مصالحي الذاتية على بني هاشم على عائلتي على مكانتي قال على الاسلام مما يدل على ان هم الحسين وامر الحسين هو الاسلام. 
المقدمة‌ الثانية: ان هناك خطاً استطيع اسميه خط اماتت ذكر وفكر أهل البيت (عليهم السلام) هذا الخط الذي هو خط الاماتة خط ممتد في الزمان والمكان هذا الخط ربما تشكل بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولازال هذا الخط موجود الى الآن وهذا الخط هو محاربة ذكر وفكر أهل البيت حتى لا يبقى لهم ذكر في الدنيا وبذلك يقضي على الاسلام لان امر اهل البيت هو الاسلام. فإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) وبالخصوص احياء امر الحسين (عليه السلام) هو احياء للاسلام. اذن كما ان هناك خط اماتة وهو موجود علينا ان نوجد خط احياء لاننا لو سمحنا لخط الاماتة ان يسود سوف يقضي على ذكر أهل البيت وبالتالي سيقضي على الاسلام ولم تبقى هناك قربى اساساً لانه لايبقى اسلام صحيح يمكن ان نتقرب به الى الله سبحانه وتعالى.
المذيع: تعبير القربات هنا سماحة السيد فيه اشارة الى الجانب العبادي ايضاً، ما هو رأيكم؟ 
السيد محمد الشوكي ما من شك لانه اذا اخذنا القضية من ناحية الهندسة الفقهية كما يقولون هناك روايات كثيرة وهذا المعنى لا نستفيده من العمومات وانما هناك روايات خاصة وردت على ‌استحباب هذه الشعائر ومن أهم هذه الشعائر اثنان الزيارة والبكاء على الحسين (عليه السلام).
المذيع: قالوا بوجوبها خاصة في الموارد التي يؤدي عدم القيام بها، ماذا تقولون انتم؟ 
السيد محمد الشوكي: كما قالوا في بيت الله يجب ان لا يخلو بيت الله من الحجاج كذلك العنوان الثانوي ان لا تخلو مراقد اهل البيت (عليهم السلام) اذن هناك روايات اذا لم تكن العبادة ناتجة عن وجود نص في هذا الجانب وحدوث نية القربة امتثالاً لأمر الله فأن الشعائر الحسينية جاءت فيها نصوص كثيرة وعنوانها عنوان عام والتأكيد ورد على قضيتين مهمتين القضية الاولى هي قضية‌ الزيارة والقضية الثانية هي قضية البكاء بما تشمله المجالس التي تقام في هذه الاماكن اذن لاشك انه عمل عبادي واذا ما اضفنا الى ذلك المقدمة ‌الاولى وان اثر هذه الشعائر وهذا الاحياء والذي ذكرناه في البداية سوف يصبح من اعظم القربات.
المذيع: شكراً لسماحة‌ السيد الشوكي.

*******

نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج اسوة الجهادين بنقل عبارة تفصيلية بعض الشيء لاحد فقهاء الاسلام الكبار توكد الحقيقة المتقدمة ‌في حديث خبير البرنامج الفقيه المشار اليه هو آية الله العظمى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (رحمه الله) فقد الف كتاباً تحت عنوان «الآيات البينات في قمع البدع والضلالات» قال رضوان الله عليه في الصفحة 26 من القسم الاول منه:
«وقد كان لنفس النبي (صلى الله عليه وآله) ولذوات الائمة (سلام الله عليهم) علقة خاصة بالحسين وبخصيصة ليست لبعضهم مع بعض. فلقد كانت لهم لهجة خاصة في ذكره يعرفها من انس باخبارهم ووقف على بعض اسرارهم».
ويتابع آية الله كاشف الغطاء حديثه عن الميزة التي اشار اليها، فقال (رضوان الله عليه): «وهذه ميزة امتاز الامام الحسين (عليه السلام) بها، ومزية تفرد هو بها وكانوا (صلوات الله عليهم اجمعين) يشيرون الى ان الحسين (عليه السلام) هو مستودع السر الالهي الذي يستبين به الدين ويميز الله به الخبيث من الطيب والحق من الباطل... وما تبين الرشد من الغي والهدى من الضلال الا بالحسين (سلام الله عليه) والا فقد ارتبك الامر بعد النبي (صلى الله عليه وآله) على عامة ‌المسلمين واختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل سيما بعد صلح اخيه الحسن (سلام الله عليه) الذي كان ايضاً بامر من الله سبحانه ولكن نهض الحسين (سلام الله عليه) تلك النهضة الباهرة فقشع سحب الاوهام وانتزع النور من الظلام واصحر بالهدى لطالبه وبالحق الضائع لنا شده».
وهذه احدى المزايا التي امتاز وتفرد بها، وكان من قبله من الائمة ومن بعده يشيرون اليها ويدلون الناس عليها، وكانت نسبته اليهم في ذلك على حد قول القائل: 
ولست ترى في محكم الذكر سورة تقوم مقام «الحمد» والكل قرآن.
الحديث ايها الاخوة‌ والاخوات عن هذه الخصوصية في آثار الوسيلة الحسينية في التقريب من الله عزوجل لا تعني افضلية سيد الشهداء (سلام الله عليه) عن سائر اهل بيت النبوة (عليهم السلام)، بل الامر يرتبط بخصوصية دوره (عليه السلام) في التقريب الى الله عزوجل والتعبير عن الهداية المحمدية العلوية وهذا ما نسعى لتبين تفصيلاته في الحلقات المقبلة باذن الله فكونوا معنا.
رزقنا الله واياكم كرامة ان نكون مع الحسين في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة