وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتكون رسالة مضادة للهجمات الإعلامية الغربية التي تسعى لاستهداف هذا التجمع المليوني وتشويه صورته والتعتيم عليه.
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي السابع لزيارة الاربعين، إن “النهضة الحسينية ذات وجوه عديدة، ولها عدة جوانب وإبعاد ومن هذه النهضة وثمارها تلك الزيارة العظيمة، زيارة الأربعين التي تكبر وتتعاظم في عيون المسلمين وغير المسلمين فهي رسالة واضحة الى العالم لإيصال رسالة الإسلام في العصر الحديث وقد أسهمت إسهاما كبيراً في نقل الصورة الإيجابية عن أهل البيت (عليهم السلام) عن طريق تلك المسيرات المليونية ومايرافقها من ذكر أهل البيت (عليهم السلام) وتضحياتهم في سبيل نصرة الإسلام، والحق، والإنسانية”.
وأوضح أن “لزيارة الأربعين وفوائدها آثار وفوائد روحية ومادية لايمكن الإحاطة بها فهي مناسبة للتلاقي الفكري، والتواصل المعرفي، ونقطة تلاق بين المسلمين أنفسهم وغير المسلمين ومن شتى بقاع العالم في تظاهرة دينية تتجلى فيها مشاعر الإخاء والمحبة والوئام والتعايش والايثار والتضحية في سبيل الاخر”.
وأضاف “لابد من استلهام الدروس والعبر والمواعظ من هذه الزيارة المليونية بأبعادها الروحية والدينية والفكرية والإنسانية ليبقى نورها يشع في قلوب عشاق الامام الحسين (عليه السلام)، ومحبي النهضة الحسينية، ويبقى صداها يقض مضاجع وأركان الظالمين في كل مكان”.
وتابع أن “الزيارة الاربعينية هي لاستذكار عظمة وقدسية هذا العمل فلا بد من احترامها وتوفيرها واجلالها بالقداسة والاستعداد لها بالتطهير الجسماني والروحي والاستغفار والتسبيح وإن نعيش أجواء حزينة والابتعاد عن كل ما يوهن هذه الزيارة العظيمة وفي هذا المقام فنحن نتمسك بالوصايا الكبيرة والمهمة التي أعلن عنها مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني فهو القائد الروحي في زمن غيبة أمامنا وقائدنا الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه)”.
وبين أن “الزيارة خطوة لتهذيب النفوس لذا يجب علينا التصدي لكل من يحاول تعكير أجواء هذه الزيارة ويشوه صورتها الروحانية من المندسين والمغرضين وخاصة الاصوات المعادية التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه المناسبات الدينية”.
وأشار إلى أن “عظمة هذه الزيارة هو استذكار مواقف رمز المرأة المسلمة وشجاعتها جبل الصبر وام المصائب العقيلة زينب (عليها السلام)، وعلى النساء المؤمنات التأسي بسيرتها العطرة، وهذه فرصة كبيرة لتعظيم دور المرأة في تربية الأجيال على خط أهل البيت (عليهم السلام)”.
ولفت إلى أن “علينا دعم وإسناد القوة الثورية والتحررية تجسيداً لصرخة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الطف، فقضية تحرير القدس ونصرة الشعب الفلسطيني خير من يستحق تلبية هذا النداء الحسيني، فعلى شعوب العالم وشرفاء العالم والأمة الإسلامية نصرة هذا الشعب وتحريرة من الكيان الصهيوني الغاصب”.
ونوه “نحن بحاجة إلى إنشاء محطات إعلامية عالمية في كل بقعة من بقاع العالم ترتبط بزيارة الاربعين وتحت عنوان (صدى الأربعين) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمنصات الإعلامية، لتأسيس ملتقى إنساني وروحي تلتقي فيه جميع الأديان والقوميات ولكافة شعوب العالم، ولتكن هذه المنابر الإعلامية رسالة مضادة للهجمات الإعلامية الغربية التي تسعى لاستهداف هذا التجمع المليوني وتشويه صورته والتعتيم عليه إعلاميا وحجب الضوء عنه من خلال نشر الانحلال الخلقي، وتفكيك روابط الأسرة الإنسانية، والمسلمة بفرض قوانين شاذة ومنحرفة تؤدي بالمجتمعات إلى مهاوي الرذيلة والفواحش بإتباع حرب إعلامية ناعمة أشد فتكا من الحرب العسكرية”.
ودعا الامين العام للعتبة الحسينية، الى الحفاظ على حرمة وقدسية القرآن الكريم الذي يمثل عقل وقلب كل مسلم من خلال إحياء المحافل القرآنية في المجالس والجامعات والمدارس والبيوت، مشيرا إلى أن “من اهداف هذا المؤتمر هو تعظيم حرمة القرآن الكريم والحفاظ على قدسيته بأموالنا وأنفسنا”.
وأكد على ضرورة “تعزيز مقومات الوحدة الإسلامية والإنسانية، وأن يسود التعايش السلمي بين الشعوب من خلال التفاعل الإيجابي مع كافة زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وعدم التهاون مع أي شخصية تحاول شق عصا هذا التجمع الإنساني والروحاني العظيم”.
يذكر أن المؤتمر العلمي الدولي السابع لزيارة الاربعين، الذي يقيمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة، بالتعاون مع كلية الصفوة الجامعة، والمجلس الاكاديمي العلمي لزيارة الاربعين المليونية، حمل شعار (زيارة الأربعين.. أصالة القيم وعنوان الحضارة) يشهد مشاركة شخصيات أكاديمية وعلمية من عدة دول عربية وأجنبية.