موضوع البرنامج:
معرفة الامام والصبر على مصاعب عصر الغيبة وانتظار الفرج
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول اسرار رجعة المؤمنين في عصر ظهور الامام المهدي
الدعاء للفرج والفوز باللقاء
يا غيرة الله وابن السادة الصيد
ما آن للوعد أن يقضى لموعود
انا الى الله نشكو جور عادية
ذا لا يرى جورها عنا بمردود
وشيعة اخلصتك الود أنت لها
أبر من والد برّ بمولود
مغمودة العضب عمن راح يظلمها
وصارم الجور عنها غير مغمود
لم يرقبوا ذمة فينا ولا رقبوا
الا كأن لم نكن أصحاب توحيد
حاشاك يا بن رسول الله تتركنا
في حيرة بين ارجاس مناكيد
مهما نكن فلنا حق الولاء لكم
وانت بالحق أوفى كل موجود
يا نضرة الملك الرحمان عودي على
آل النبي بما قد فاتهم عودي
وغيرة الله ان هنا عليك فما
بالدين هون ولا بالسادة الصيد
فألمم به شعثنا اللهم منتصراً
بنا له يا عظيم المنّ والجود
*******
بسم الله وله الحمد والمجد وبارئ الخلائق اجمعين الرزاق ذو القوة المتين وأصدق الصلاة وازكى التسليم على صفوته من العالمين محمد وآله الطاهرين.
سلام على مولانا وامام زماننا خاتم الاوصياء المهدي المنتظر (ارواحنا فداه)، تحية طيبة واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج شمس خلف السحاب، كان مستهلها ابيات رقيقة في التشوق لحبيب قلوب المؤمنين ولي الله الاعظم الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) والابيات من قصيدة غراء للاديب الولائي الحاج محسن فرج (رحمه الله). نأمل ان تقضوا أعزاءنا وقتاً طيباً مع فقرات البرنامج الاخرى وهي:
- وقفة مع الوصايا المهدوية الاخرى محورها معرفة الامام والصبر على مصاعب عصر الغيبة وانتظار الفرج
- واجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن اسئلة بشأن اسرار رجعة المؤمنين في عصر ظهور الامام المهدي
- وحكايتان من حكايات الفائزين بلقاء الطلعة المهدوية الرشيدة ينقلها آية الله المرجع الورع الشيخ محمد تقي بهجت مع تعليقات مهمة جعلنا لها عنواناً هو: الدعاء بالفرج والفوز باللقاء
*******
ندعوكم احباءنا المستمعين الى الفقرة الروائية التربوية التالية وعنوانها هو:
معرفة الامام والصبر على صعاب الغيبة
روى العلامة المجلسي في موسوعة بحار الانوار عن كتاب الهداية الكبرى للحسين بن حمدان حديثاً طويلاً يرويه المفضي بن عمرو عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) ذكر فيه بعض ما يجري بعد ظهور مولانا المهدي الموعود (عجل الله فرجه) وجاء في مقطع منه أن الامام الحجة المهدي (عليه السلام) يخاطب بعد ظهوره جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلاً: «يا جداه، ووصفتني، ودللت عليّ، نسبتني وسميتني وكنيتني، فجحدتني الامة.
وقالت: ما ولد ولا كان، واين هو ومتى كان واين يكون وقد مات ولم يعقب ولو كان صحيحاً ما أخره الله الى هذا الوقت المعلوم؟ فصبرت محتسباً، وقد أذن الله بأذنه يا جداه».
يمكن للمتدبر أن يحصل على عدة من وصايا امام الزمان (عليه السلام) للمؤمنين وهو يدقق في الكلمات النورانية المتقدمة، نشير الى ابرز في النقاط التالية:
اولاً: ان على المؤمنين ان يأخذوا صفات المهدي الحقيقي بجميع اركانها من الاحاديث الشريفة وما صحت روايته عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)، فقد ورد فيها جميع ما يحتاجه المؤمن لمعرفة امام زمانه ودلالة الاخرين عليه، فلا يحتاج الى منابع اخرى بعد ان دلّ عليه جده (صلى الله عليه وآله) وبأكمل صورة.
ثانياً: ينبغي للمؤمنين ان يجتنبوا انكار ما صحت روايته في الاحاديث الشريفة من صفات المهدي (عليه السلام) فهذا الانكار من مصاديق الجحود، سواء كان ذلك الانكار نظرياً اي انكار عقلي ولساني او قلبياً اي لا يتقبل بقلبه هذه الصفات، او عملياً بان يتعامل بخلاف ما تذكره الاحاديث الشريفة، كأن ينتظر ظهوره (عليه السلام) في اليمن مثلاً في حين ان الاحاديث صحت بأن ظهوره يكون في مكة.
اما الوصية الثالثة: التي يمكن ان نستفيد من الكلمات المهدوية المتقدمة، فهي ان على المؤمنين ان يحاربوا التشكيكات بودود المهدي الموعود (عجل الله فرجه) بسبب طول فترة الغيبة وتأخر ظهوره، ولتكن مكافحتهم لهذه الشبهات والتشكيكات الشيطانية منطلقة من الثقة العملية بصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وائمة عترته (عليهم السلام) فيما اخبروا به من طول الغيبة وظهور المشككين واستهزائهم بالمؤمنين.
الوصية الرابعة: فينبغي للمؤمنين ان يقتدوا بأمام زمانهم (ارواحنا فداه) في الصبر على هذه التشكيكات احتساباً لاجر ذلك عند الله عزوجل.
اما الوصية الخامسة: فهي المستفادة من ربطه (عليه السلام) في آخر كلامه بين ظهوره وبين اذن الله عزوجل، فعلينا ان نستذكر دائماً ان موعد الفجر المهدوي الصادق هو بيد الله عزوجل وحده أخفاه رحمة بالعباد فلا يأذن بظهوره (عجل الله فرجه) الا في الوقت الذي تتحقق فيه مصالح الخلق بأكمل وأتم صورة؛ وتزال العقبات الصادة عن ذلك.
ولذلك ورد في الاحاديث الشريفة في وصايا مولانا بقية الله (عليه السلام) الحث الشديد للمؤمنين على طلب تعجيل الفرج من الله عزوجل مقروناً بالاجتهاد في تهذيب النفوس والتأهل لنصرة الامام عند ظهوره (عجل الله فرجه)؛ فالهدف من اخفاء موعد الظهور هو جعل المؤمنين في حالة مستمرة من التوجه الى الله عزوجل والسعي الصالح في التهذيب وفي ذلك تمام الخير لهم؛ وفيه يكمن الفرج الحقيقي لأهل الايمان.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني اهلاً ومرحباً بكم:
اسرار رجعة المؤمنين في عصر ظهور الامام المهدي
المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته ومعنا على خط الهاتف سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ الاخ قاسم الحائري يسلم عليكم ويطلب منكم تفسير هذه العبارة من زيارة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، مختصرها يدعو الزائر الله تبارك وتعالى بان يحييه ويجعله له كرة ورجعة في ظهور الامام المهدي سلام الله عليه وايامه ليبلغ من طاعته مراده، تركيز الاخ على العبارة الاخيرة، ما المقصود لابلغ من طاعتك مرادي؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، وعليك و(عليه السلام)، حياكم الله واياه، يبلغ من طاعتك مرادي، مرادي يتعلق بدرجات المؤمن وبالانجازات التي يأمل ان يحققها في الدنيا، لابد ان يكون مراده ليس شخصي كشخص مراده في التكامل كمؤمن، هذا المؤمن يقول لله كما يعلمنا اهل البيت عليهم السلام ان نكون من هذه النوعية، هذه النوعية ذات الاهداف انه اي احد يكون عنده هدف في حياته في نصرة اهل البيت عليهم السلام في تحقيق خدمات للمؤمنين والعالم، هذه يا ربي اذا انا مت ولم استطع ان احقق مرادي من هذه الخدمات التي هي يرتبط فيها درجته في الاخرة، فانا اطلب منك يا ربي ان تحييني وتعيدني لانصر الامام سلام الله واكون معه في مرحلة من المراحل حتى احقق مرادي، مرادي في الخدمة وفي بلوغ الدرجة عند الله عز وجل.
المحاور: رزقنا الله واياكم ذلك، سماحة الشيخ قاسم يسأل هل هناك فرق بين الكرة والرجعة؟
الشيخ علي الكوراني: يوجد فرق ولكن لم اصل فيها الى نتيجة، الكرة هي الرجعة، نعم في تعدد الكرّة، والرجعة والكرّة كأنه في تعدد بالكرات، الكرّة هي رجوع بعد ذهاب او اقدام بعد احزام هذه معنى الكرّة، والى الان لم اجد فرقاً جوهرياً بين الكرّة والرجعة والله العالم.
المحاور: سماحة الشيخ ننتقل الى سؤال آخر من الاخت امل محمد علي، تسأل عن قضية السرداب، هل ان زيارة الامام المهدي سلام الله عليه مختصة في السرداب باعتبار ان الشيخ القمي ذكرها ضمن آداب السرداب في سامراء، ام ان من الممكن ان يزور الانسان الامام المهدي بهذه الزيارة في مكان آخر او من بيته؟
الشيخ علي الكوراني: طبعاً هي غير مختصة اولاً عندنا الاطلاقات والعمومات التي يفتي بها فقهائنا في الزيارة وامكنتها، وما يحتاج التقيد بما ورد فيها، بعد ذلك رحمه الله الشيخ القمي لما ذكر هذه الآداب لسرداب الامام سلام الله عليه اخذها من علماء من متشرعة من سيرة، اذن ما فيها نص اطلاقات وعمومات كافية، هذا البيت من المؤكد القطعي انه ولد فيه الامام سلام الله عليه وعاش فيه وعبد الله وسكن فيه، ولهذا هو مكان مقدس، نزوره نعبد الله فيه نتوسل فيه بالائمة عليهم السلام ويمكن هذه الزيارة في بيت الامام او في مكان آخر تقرأ في مكان آخر.
المحاور: ولكم سماحة الشيخ علي الكوراني جزيل الشكر، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.
*******
نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل حكايتين من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة تحملان عبرتين في غاية الاهمية اذن كونوا معنا والفقرة التالية وعنوانهاهو:
الدعاء بالفرج والفوز باللقاء
ننقل لكم في هذا اللقاء حكايتين من حكايات الفائزين بلقاء مولانا صاحب الزمان (ارواحنا فداه)؛ من الجزء الثالث من كتاب (في محضر آية الله بهجت) الذي جمع فيه طائفة من احاديث تلميذ الشيخ محمد حسين رخشاد فعن اهمية الدعاء بتعجيل فرج آل محمد (عليهم السلام) قال آية الله الشيخ محمد تقي بهجت مرة فقال: لقد فاز احد خدمة المنبر الحسيني ـ وهو من اصحاب الحالات المعنوية الجيدة ـ، فاز بلقاء مولانا صاحب الامر (عجل الله فرجه) فقال سلام الله عليه له: أقرنوا الصلوات على محمد وآله بدعاء "وعجل فرجهم".
ثم قال الشيخ معقباً على هذه الحكاية: لا شك في مطلوبية الدعاء بتعجيل الفرج، ولو اعرضنا عنه او لم ندع للفرج بجدية، لنالتنا اضرار في الدنيا فضلاً عن الاضرار الاخروية. اي أننا لو قصرنا في الدعاء بتعجيل الفرج او تقاعسنا عنه او تساهلنا بشأنه ولم نجتهد فيه بجدية فسنخسر دنيانا ايضاً كما هو مشهود الآن.
حكى آية الله المرجع الزاهد الشيخ محمد تقي بهجت عن احد الاخيار الصالحين قال: كنت مع بعض اصحابي فرأيت سيداً جليلاً من بعيد، فوقع في قلبي أنه هو مولاي صاحب الامر (عجل الله فرجه)، فقلت في نفسي: لأسلم عليه في قلبي دون ان انطق بشيء، فإن كان هو مولاي الامام أجاب عن سلامي اذا وصل الينا واذا لم يجب عن سلامي علمت ان ما خطر في قلبي لم يكن صادقاً.
ولما اقترب هذا السيد منا سلمت عليه في قلبي ولم احرك شفتي، لكنه التفت الى بنظرة مبهجة مع ابتسامة رقيقة أثلجت قلبي ثم قال بصوت جهوري وقور: وعليكم السلام وبعد ان مرّ (عليه السلام) قلت لاصحابي: اسمعتم كيف سلم هذا السيد عليّ بهذه الرافة؟
استغرب اصحابي وقالو منكرين قولي وهم ينظرون ما حولهم: مالذي جرى لك اي سيد تعني.. نحن لم نر احداً ولم نسمع صوتاً؟!
وهنا تداركت امري بسرعة وغيرت مجرى الحديث بأبتسامة من يمازح فقد علمت انهم لم يروا امام زمانهم ولم يسمعوا سلامه وهو يمر من امامهم (روحي فداه.(
وعلق آية الله الشيخ محمد تقي بهجت عن هذه الحكاية بقوله: ان الحرمان من لقاء المعصومين (عليهم السلام) في عصر الحضور او الغيبة هو نتيجة لأعمال الانسان نفسه ووليد اختياره فهو الذي لم يطلب الفوز بهذا اللقاء او طلبه ولكن حرمته سيئات اعماله عن الفوز به.
*******