واضاف قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله صباح اليوم الاحد، جمعا من علماء وخبراء ومسؤولي قطاع الصناعة النووية في حسينية الامام الخميني رحمة الله عليه، أن التحدي النووي الذي دام 20 عاما أظهر أنه لا ينبغي الوثوق بوعود اطراف المفاوضات وخصومنا.
وقال: لقد خلق الأعداء لنا تحديا نوويا لمدة 20 عاما لأنهم يعرفون أن الحركة في مجال الصناعة النووية هي مفتاح التقدم العلمي في البلاد.
وتابع سماحته قائلا: ذريعة السلاح النووي كذبة وهم يعرفون ذلك، ونحن لا نريد أن نتجه نحو صنع السلاح النووي بناء على تعاليمنا الاسلامية، وإلا لما تمكّنوا من إيقافه كما لم يتمكنوا من وقف تطوراتنا النووية حتى الآن.
وأكد قائد الثورة الاسلامية على ان الصناعة النووية مهمة لتقدم وتطور قدرات البلاد في المجالات الفنية والاقتصادية والصحية وغيرها، وهذا يحسن ظروف حياة الناس، ويعطي للبلاد مكانة ويمنحها ثقلا سياسيا في العالم.
وفي إشارة إلى أهمية الثقة بالنفس، قال: الاتجاه الثالث من حيث الثقة الوطنية بالنفس، فهذا العمل الذي تقومون به هو بالضبط النقطة المعاكسة لحركة العدو، أي أنه يضخ الأمل والثقة بالنفس في روح الشعب، التي يريد الأعداء زعزعتها بل قتلها.
واستطرد القول : الحقيقة الأخرى هي عدم الوثوق بوعود اطراف المفاوضات وخصومنا. حتى الآن خلال هذه السنوات العديدة - الآن أولئك الذين لديهم تاريخ أكثر في هذا المجال النووي، يعرفون ما أشير إليه ـ تم تقديم العديد من الوعود في مختلف القطاعات، سواء الحكومات التي كانت تتفاوض معنا، أو الوكالة الدولية نفسها، قدموا وعودا ولم يفوا بتلك الوعود، مرات عديدة، وعود لم يتم الوفاء بها، وهذا يعني انعدام الثقة؛ لذلك، فإن أحد إنجازات هذا التحدي الذي دام 20 عاما هو أننا أدركنا أنه لا يمكننا الوثوق بوعودهم أو أقوالهم. هذه إنجازات مهمة، يجب الاهتمام بها ووضعها بالحسبان. لقد تضررنا كثيرا بسبب هذه الثقة التي لم تكن في محلها. من المهم جدا للشعب والمسؤولين في بلد ما، أن يعرفوا متى يجب أن يثقوا. لقد ادركنا هذا الامر خلال العقدين الماضيين، فهمنا من هم الجديرون بالثقة ومن ليسوا كذلك. لا حرج في الاتفاق، لكن لا ينبغي المساس بالبنية التحتية للصناعة النووية.
وأضاف خلال كلمة في هذا اللقاء الذي جاء بعد زيارته لمعرض منجزات الصناعة النووية الإيرانية، اليوم الأحد: أنّ "الاستخبارات الأمريكية، وخلال الأشهر الأخيرة، اعترفت بعدم وجود أي دليل يشير إلى أنّ إيران تخطو باتجاه صنع سلاح نووي".
كما لفت إلى أنّ "عدم توجّهنا نحو صناعة سلاح نووي، ليس بسبب خوفنا من الأعداء، وإنما بسبب عقيدتنا".
وبعدما أوضح أنّ "السلاح النووي هو للدمار الشامل"، عاد وأكد قائلاً: "نحن نعارض ذلك، لأنه يتعارض مع الدين والشريعة الإسلامية".
كذلك، أشار قائد الثورة الاسلامية الإيرانية إلى "لو أردنا صناعة الأسلحة النووية، لا يستطيع الأعداء من الوقوف بوجه ذلك".
كما أكد أن أعداء إيران لن يتمكّنوا من إيقاف "تطوّر صناعاتنا النووية، ولن يتمكّنوا من ذلك".
ولفت السيد خامنئي إلى أنّ "أطراف الاتفاق النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يلتزموا على مدى السنوات الماضية بوعودهم". ثم كرر التشديد بالقول: "لقد أدركنا على مدى العقدين الماضيين، أننا لا يمكننا الوثوق بوعود هؤلاء".
وفي السياق نفسه، أوصى قائد الثورة بالحفاظ على العلاقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار قوانين هذه الوكالة.
وقال: "قد ترغبون بإبرام بعض التوافقات، وهذا ممكن. اتفقوا، لكن من دون المساس بالبنى التحتية، والتسبّب بتدمير ما أنجزه المسؤولون والمعنيون بالصناعة النووية على مدى السنوات الماضية".
وتفقّد قائد الثورة الإسلامية، صباح اليوم، معرض إنجازات الصناعة النووية في حسينية الإمام الخميني في العاصمة طهران. وقدّم رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد إسلامي، شرحاً للسيد خامنئي، حول آخر إنجازات هذه المنظمة.
وخلال الزيارة تعرف السيد خامنئي، عن كثب، "على أحدث إنجازات الصناعة النووية في إيران".
وفي وقت سابق، كشفت منظمة الطاقة الذرية الايرانية عن سبب رفع مستوى التخصيب، مشيرةً إلى أنه "إجراء استراتيجي لإلغاء العقوبات".
وكانت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة قالت، إنّ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقّقت من جميع المواد والأنشطة النووية الإيرانية"، مؤكّدة "عدم وجود مواد نووية غير معلن عنها من إيران".
ومنذ نيسان/أبريل 2021، خاضت إيران والقوى الغربية مباحثات تهدف إلى إحياء الاتفاق، شاركت فيها الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة. وعلى رغم تحقيق تقدّم في هذه المباحثات، فإنها لم تبلغ مرحلة التفاهم من أجل إعادة تفعيل الاتفاق.