الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ومن الصادقين الذين نفخر بهم ويفخر بهم تراثنا هو شاعر اهل البيت ومن شعراء الغدير ايضاً ادرجه المرحوم الاميني في موسوعته ضمن شعراء الغدير هو الشاعر المعروف السيد الحميري، طبعاً هو ليس بسيد اسمه سيد، في مصر مثلاً لاحظت انا كلمة سيد اسم لا صفة انما هي عندنا صفة بأن هذا من ابناء الرسول، السيد الحميري اسمه سيد الحميري (رضوان الله تعالى عليه) والحديث عن هذا الشاعر او هذه الشخصية، طبعاً يسلط الضوء على هذه الظاهرة او الحالة وهو قوله سبحانه وتعالى«يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي» الرجل هذا امه وابوه كانا ناصبيان وهذه هي موجه قادها عمران بن حطان وكان يدعم هؤلاء مروان بن الحكم والغريب ان والدي الحميري كانا يقومان الليل، يصليان النوافل ويشتمان امير المؤمنين، تدور الايام واذا ابنهم يتمرد عليهم وكان يردد:
لعن الله والدي جميعاً
ثم اصلاهما عذاب الجحيم
شتما غدوة كما صليا الفجر
بلعن الوصي باب العلوم
هذه لمحة عن وضعية والديه فكيف حدثت هذه النقلة وما هي نطفتها، بعض المؤرخين يقولون بأن والد الحميري في الطريق او الامام كان في طريقه مسافراً ومربخباء والخباء كان لابو الحميري فسلم على الامام وكان به اصابة ثم قال له اني تركت زوجتي في حالة مخاض فأدعو الله ان يسهل الولادة وان يرزقني ولداً فقال له الامام ابشرك لقد وضعت زوجتك طفلاً وسيكون من شيعتنا كبر السيد الحميري وبعد ذلك اعتنق الكيسانية وله قضية مع الامام الصادق، الحميري استبصر بسبب الامام الصادق لان هؤلاء فكرة منحرفة وان الائمة اربعة والغائب هو محمد بن الحنفية والخ، كيف اصبح امامياً اثنى عشرياً هو دخل على الامام الصادق وتحدث اليه حديثاً وجدانياً وراح بعد ذلك يدرس الحميري هذه الكلمات وعلم ان الحق مع الامام الصادق وكان يقول من جملة قصائده:
تجعفرت بأسم الله والله اكبر
وايقنت ان الله يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دائنا به
ونهاني سيد الناس جعفر
فأني للرحمن من ذلك تائب واني
قد اسلمت والله اكبر
اذكر لقطات والا الحديث عن هذا الشاعر وظروفه يحتاج الى وقت طويل لكن اعتقد ان الكثير من محبي اهل البيت سامعين هذه القصيده وهي مطلعها:
لام عمرو باللوا مربع
طامسة اعلامها بلقع
ومن جملتها يقول:
والناس يوم الحشر راياتهم
خمس فمنها هالك اربع
ثم يقول:
وراية يقدمها حيدر
ووجه كالشمس اذ تلمع او اذ تطلع
ماذا حدث ان هذه القصيدة سادت كل قصائدة، له قصائد كثيرة وله اربع بنات كل بنت تحفظ خمسمئة بيت من شعر ابيها، ما هذه الثروة الهائلة الكبيرة، ابو الفرج الاصفهاني في الاغاني يقول: وقف يوماً في احدى النوادي الغاصة بالادب وصاح من جاء بفضيلة للامام علي ولم اقل فيها شعراً هديته فرسي هذه ثم قال وما عليها من متاعي، ما هي متاعه، كتبه فكل واحد يذكر فضيلة وهو يقرأ قصيدة وهكذا وهكذا الى ان واحد اخذ الجائزة فهنا هو يعتذر:
ايا رب اني لم ارد بالذي به
مدحت علياً غير وجهك فأرحم
نسأل الله ان يجعل اعمالنا كلها لوجه الله، دون مجاملة لهذا وتقرب لذاك، الله يرحمه عدد الرمل والحصى على دفاعه ونصرته ومدحه للامام امير المؤمنين، المؤرخون يقولون شهد حمّال مثقلاً يعاني من الحمولة، فقيل: ماذا تحمل؟
فقال: ميميات الحميري، يبدو ان قصائده كثيرة وان فقط قافية الميم عددها كثير وهذا الرجل مثقل وقد سمع بشاربن برد الشاعر يصف الحميري يقول:
لولا ان الحميري شغل عنا بمدح بني هاشم لأتعبنا، الحمد لله الذي الله شغل بمدح اهل البيت، نسأل الله ان تكون السنتنا دائماً مشغولة بالحق والدفاع عن الحق، هذه القصيدة لأم عمرو باللوا مربع، الريان بن شبيب يقول دخلت على الامام الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) فقال لي: يا بن شبيب اوصيك وصايا ماذا تحفظ من الشعر فقلت له احفظ كذا وكذا واحفظ هذه القصيدة لأم عمرو، يقول استأنس الامام ثم قال: مرو - يعني قولوا- مرو شيعتنا بحفظ هذه القصيدة كم لها اهمية هذه القصيدة، ثم يقول الامام الرضا للريان بن شبيب: من حفظها من محبينا بقصد حبنا وادام قراءتها ضمنت له الجنة، واحد يقول نحن جلوس في مجلس والحميري جالس طال الحديث والحديث يتنقل قصص حوادث فنهض السيد الحميري مشمئزاً سأله لماذا زعلت ما القضية يا ابا هاشم؟ فقال وهذه من مقطوعاته الجميلة:
اني لأكره ان اطيل بمجلس
لا ذكر فيه لآل بيت محمد
لا ذكر فيه لاحمد ووصيه
وبنيه ذلك مجلس قصف ردي
ان الذي ينساهم في مجلس
حتى يفارقه لغير مسدد
واذا الرجال توسلوا بوسيلة
فوسيلتي حبي لآل محمد
في اوائل العهد العباسي هناك نسميه العصر النهضوي، الامام الصادق نهض نهوضاً علمياً وكان الامام يحيي المناسبات واهم مناسبة احياها الامام الصادق عاشوراء والغدير وكان الامام الصادق يدعو فحول الادباء من جملة من دعاهم السيد الحميري قام وارتجل:
يا بائع الدين بدنياه
ليس بهذا امر الله
من اين انكرت علياً الهدى
واحمد قد كان يرضاه
من الذي احمد من بينهم
يوم غدير خم وصاه
اقامه من بين اصحابه
وهم حواليه فسماه
وقلت الحديث جميل عن السيد الحميري، يقول الرواة ان الامام الصادق جالساً دخل احدهم فقال: يا بن رسول الله مات الحميري بتعبير جاف واذا بالامام الصادق امام الحضار ترحم عليه، الامام قال له: انه شاعرنا ونظم في حبنا أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******