وذكرت زاخاروفا في بيان صحفي، أن روسيا منذ البداية كانت ترى في هذا المؤتمر "محاولة جديدة لفرض أساليب أحادية الجانب على المجتمع الدولي، تخدم المصالح الجيوسياسية الأمريكية".
وتابعت أن "نتائج المؤتمر أثبت صحة تقييماتنا بالكامل. وأصبح واضحا أن المؤتمر انعقد ليس من أجل مناقشة جادة لقضايا الشرق الأوسط"، مضيفة أن نتائجه عبارة عن محاولة إطلاق منصة موازية لصياغة قرارات أحادية الجانب، كي تؤثر الولايات المتحدة على سياسات الدول التي حضرت المؤتمر تجاه الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن ما له دلالته هو أن الوثيقة الختامية لهذا المؤتمر لم تكن وثيقة مشتركة لكافة المشاركين، وصدرت على شكل بيان للدولتين اللتين ترأستا للمؤتمر، وهما الولايات المتحدة وبولندا.
وأكدت زاخاروفا أنه "لا يمكن للقرار الذي تم اتخاذه من دون أخذ آراء الدول المشاركة الأخرى بعين الاعتبار، ناهيك عن الدول الإقليمية التي رفضت المشاركة في المؤتمر، أن يكون استراتيجية عالمية شاملة لتعزيز الأمن والسلام في الشرق الأوسط".
وأشارت كذلك إلى أنه لا يمكن التغاضي على التوجه الواضح المعادي لإيران لهذا المؤتمر، مؤكدة أن هدف المؤتمر كان دعم "أجندة واشنطن الهدامة" الرامية إلى مواجهة طهران.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "نضطر للتأكيد مع الأسف على أن مؤتمر وارسو أصبح مثالا آخر على نهج الإدارة الأمريكية نحو رسم خطوط فاصلة جديدة في الشرق الأوسط، الذي تعمه النزاعات والتناقضات".
وقالت إن واشنطن "تراهن على فرض أساليب أحادية الجانب مثل «صفقة القرن»، إلى جانب تشكيل مختلف التحالفات وفقا لمصلحتها، مثل «ناتو الشرق الأوسط» المعادي لإيران المخطط لتشكيله".
وخلصت إلى القول إن "كل ذلك يؤدي للابتعاد عن تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة، ويعقد حل النزاعات الموجودة هناك".
وأكدت أن روسيا تنطلق من ضرورة صياغة مواقف منسقة للمجتمع الدولي تجاه تسوية الأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشددا على أن تلك القرارات يجب أن تكون جماعية وتتخذ برعاية الأمم المتحدة وفقا لمبادئ القانون الدولي.