البث المباشر

الشهيد دعبل بن علي بن رزين الخزاعي الكوفي

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 421

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن لباب الصادقين المخلصين حبيب اهل البيت الشهيد حفيد الشهيد هو دعبل بن علي بن رزين الخزاعي الكوفي، من منا لم يسمع بدعبل لكن نادراً ما يعلمون انه شهيد وهذا الرجل هو من مواليد الكوفة سنة 148 هجرية عاش مئة سنة تقريباً قرن من الزمان مفعم بالشعر والجهاد والمقاومة والتشرد ومطارد من حكومات العباسيين، ما تنفس الا فترة قليلة ايام المأمون وهي فترة الانفتاح السياسي على اهل البيت، من يسمع باخبار المذابح والهجمات الغادرة التي يشنها اعداء الله على اهل البيت لا يتعجب لان خط اهل البيت غرق في بحور من الدماء، ما وصل الينا ولاء اهل البيت مجاناً، دعبل بن علي مثلاً هو شهيد وجده صحابي اسمه عبد الله بن بدين ومن شهداء يوم صفين دفاعاً عن الامام علي، لا نستغرب من حياة دعبل الجهادية لانها اسرة قدمت اكثر من خمسة شهداء في طريق الاسلام وتحت راية النبي وراية الامام علي بن ابي طالب، دعبل كل حياته مطارد من الدكتاتوريات الجائرة واكثر معاناته من لسانه يعني شعره لانه شاعر وثائر على الباطل يمدح اهل البيت مثلاً هجا مالك بن طوق وهرب قبضوا عليه وضربوه الى ان اشرف على الموت، بعد ذلك اختفى مالك بن طوق اعلن جائزة عشرة الاف دينار لمن يدلي بمعلومات تمكنه من القبض على دعبل وظل متخفياً في الاهواز وصعد موجة العداء ضد اعداء اهل البيت فكان ينظم الشعب في كل مناسبة وينشره مثلاً كان يحفظ الاطفال خفية متنكراً مثلاً:

ابو تراب حيدره

ذاك الامام القسورة

مبيد كل الكفرة

ليس له مناضل

سيف النبي الصادق

مبيد كل فاسق

بمرهف ذي بارق

هذه كان يحفظها للاطفال في الاهواز غرضي ان قصائده مشهورة واعظم قصائده واشهرها القصيدة التي هي شغلت الاوطار والاوطان مطلعها:

تجاوبن بالارنان والزفرات

نوائح عجم اللفظ والنطقات

المرحوم الاميني يقول هذه القصيدة 121 بيتاً لكن اضافوا لها، كيف اوصلها لاهل البيت، هو عاصر الامام الكاظم والامام الرضا والامام الجواد فدخل هو وشاعر آخر اسمه الصولي وهما شاعران وبنفس الخط والتوجه وعرضا شعرهما على الامام الرضا بمدينة مرو الا ان الامام الرضا تأثر بقصيدة دعبل خصوصاً لما وصل الى هذا البيت يصف فيه اهل البيت:

اذا وتروا مدوا الى واتريهموا

اكفاً عن الاوتار منقبضات

بكى الامام حتى اغمي عليه واخذ يذكر:

وقد خفت في الدنيا وايام سعيها

واني لارجو الامن بعد وفاتي

الامام دعا له قائلاً امنك الله يوم الفزع الاكبر ثم وصل الى مشاهد اهل البيت حيث يقول قبول ببغداد...الخ.
الامام قال له اضف هذين البيتين الى شعرك:

وقبر بطوس يا لها من مصيبة

الحت على الاحشاء في زفرات

حتى يبعث الله حاكماً

يفرج عنا الهم والكربات

دعبل قال لمن هذا القبر قال قبري وتمر الايام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي فبكى دعبل وهو يقول:

علي بن موسى ارشد الله امره

صلى عليه افضل الصلوات

الامام قال يا دعبل عرج بنا على كربلاء ووضع الامام ستار واجلس النساء خلفه فقرأ دعبل:
قبور بجنب النهر من ارض كربلاء ... الى ان اتى الى ذكر الزهراء افاطم لو خلت الحسين ... واذا العلويات صراخ وبكاء فقال الامام توقف اني اخشى على الحرائم فارسلن له العلويات صرة كهدية لما فتحها وجد فيها اسواراً فبكى دعبل وقال والله اني لا آخذها، يقول للامام الرضا قطعت يد اخذت من اسورة بنات الرسالة، الله يلعن بني امية، هنا الامام اهداه مبلغاً من المال وجبته وقال هذه الجبة ختمت فيها القرآن كذا مرة فرفض اخذ المال فقال الامام لا خذ المئة دينار رضوية طبعاً هذه المئة دينار طبعت ايام المأمون باسم اهل البيت مكتوب على هذا الدينار ضرب في سمرقند سنة 200 من الهجرة والجانب الآخر طبع هذا الدينار بامر الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، طبعاً وجبة اخرى من هذه الدنانير طبعت وعليها اسماء الخمسة اهل العباء طبعت سنة 201، هو يقول للامام ما مدحتكم للمال قال الامام خذها تحتاج اليها، هذه الدراهم اذكر والفت نظر الاخوة المستمعين والاخوات المستمعات انا رأيتها كان موجود منها في النجف الاشرف في معرض للنقود القديمة يملكه المرحوم عبد الله الصراف من اهل الخير الكبار في العراق واهدى هذا المتحف الى جامعة الكوفة في الستينات لكن هدام العراق اخزاه الله هو وحزبه البغيض المعادي لاهل البيت الغى جامعة الكوفة وسجن مؤسسيها واعدم الكثير منهم واستولى على المتحف وسرقه بالاضافة الى مصادرة اموال جامعة الكوفة، غرضي ان دعبل بعد ان اعطاه الامام هذه الاموال والجبة رجع ففي الطريق في منطقة ميان فوهان منعطف خطير بين الجبال اغاروا عليه جماعة وسلبوه لكن بطريق الصدفة سمع واحداً منهم يقرأ هذا البيت:

ارى فيئهم في غيرهم منقسماً

وايديهم من فيئهم صفرات

كأن ماءاً بارداً صب على قلبه قال يا رجل هذا البيت لمن؟ قال هذا البيت لشاعر من شعراء اهل البيت قرأه عند الامام الرضا قال ويحك انا ذلك الشاعر، فلما عرفوه اعتذروا اليه واعادوا المال وحييوه ووصل الى قم فوجد الناس بالالاف باستقباله وفي جامع كبير قرأ القصيدة فلما قرأ القصيدة طالبوه بان يعطيهم هذه الجبة رفض بيعها فاجبروه فقطع منها قطعة واعطاهم فأعطوه مقابل ذلك الف دينار، الروايات تقول ان دعبل كتب هذه القصيدة على كفنه واوصى ان يكفن بذلك، رجع الى بلدته قريب الاهواز ورأى اللصوص سرقوا بيته فاضطر ان يبيع دراهم الامام الرضا كل درهم بمئة دينار فصار لديه مال وتذكر كلمة الامام بانك ستحتاج اليها، هذه نماذج بشكل مستعجل من جهاد دعبل ونوادر شعره، مثلاً عنده قصيدة لما اعاد المأمون فدك للامام الرضا في احتفال وقف دعبل وقرأ هذه القصيدة مطلعها:

اصبح وجه الزمان قد ضحكا

برد مأمون هاشم فدكا

لكن اخطر ما في شعره هو مواجهته للعباسيين مثلاً يوم دفنوا الامام الرضا المأمون امر بدفن الامام الرضا الى جانب ابوه هارون الرشيد وقف دعبل ينظم:

اربع بطوس على قبر الزكي

اذا ما كنت تربع من دين على وطر

قبران في طوس خير الارض كلهم

وقبر شرهم هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي

وما على الزكي بقرب الرجس من ضرر

هيهات كل امريء رهن بما كسبت

به يداه فخذ ما شئت او قدر

اذكر له قطعة شعرية دمر بها المعتصم، المعتصم خليفة ثامن للعباسيين، كتب دعبل ابيات علقها على باب البلاط يقول: 

ملوك بني العباس في الكتب سبعة

وما جاءنا عن ثامن له كتب

كذلك اهل الكهف في الكهف سبعة

كرام اذا عدوا وثامنهم كلب

واني لاعلي كلبهم عنك رفعة

لانك ذو ذنب وليس له ذنب

طبعاً اهدر دمه وطرد وبقي مطارداً الى ان مرض بسب وجبة سم فاغتيل بالسم بتخطيط من المعتصم العباسي وبقي فترة مريضاً حتى توفي رحمه الله شهيداً عام 246 هجرية في مدينة شوش ابنه عبد الله يقول رأيت ابي في المنام في غاية جميلة سألت من اين لك هذا قال اعطانياها رسول الله مقابل هذا البيت:

لا اضحك الله سن الدهر ان ضحكت

وآل احمد مظلومون قد قهروا

أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة