فقد كان لهذه المدينة أسلوب معماري خاص منذ العصور القديمة. وتوجد في مدينة مشهد المقدسة منازل قديمة جميلة وذات قيمة اصلية، يختلف كل منها من حيث العمارة والتاريخ، ولا تزال بعض هذه المنازل القديمة موجودة وتم تحويلها إلى متاحف، ومن أحد هذه المباني القديمة الشهيرة التي يتم تجديدها هو "دار أميري التاريخي".
ويعد شارع شهيد نواب صفوي من أقدم وأهم شوارع مدينة مشهد المقدسة، والذي لا يزال يحتفظ بملمسه التقليدي بالرغم من كثرة الفنادق والمساكن هناك. وفي هذا الشارع أزقة قديمة تجعل التجول فيها يعيد الانسان إلى الماضي وتجربة أجواء تلك الأيام مرة أخرى، وفي احد هذه الازقة يوجد "دار أميري التاريخي" وهو أحد المنازل القديمة في مدينة مشهد المقدسة، والذي تم بناؤه خلال فترة القاجار وتاريخ بنائه هو 133 هجري قمري، ومع ذلك، بعد تحقيق الباحثين ذكروا أن المبنى يبدو أقدم ويعود إلى فترة القاجار. ويقال أن الدار شيده أفضل المعماريين في ذلك الوقت بأمر من السيد عباس أميري.
وتوفي السيد عباس أميري بعد مدة قصيرة من بناء المنزل، وانتقلت جميع الممتلكات إلى ابنه. وعاشت اسرة اميري في هذا المبنى حتى عام 1986م ثم انتقلت إلى مكان آخر. ويقع هذا الدار الجميل في حي باسم عيدغاه. وقديما كان معظم سكان حي عيدغاه من الخدام والعاملين في مرقد الإمام الرضا (ع).
ويختلف الدار عن المباني القديمة الأخرى بعدة طرق. وأهم ما يميز هذا الدار عن المباني الأخرى في فترة القاجار هو التبليط وأعمال الطوب الخاصة بالمبنى. وكانت بلاطات هذا المبنى جميلة جداً ومختلفة خلال فترة القاجار.
وميزة أخرى مختلفة واضحة في هذا المبنى هي وجود أنماط معمارية لفترتين زمنيتين مختلفتين. ويتم تشخيص هذه الميزة الفترات الزمنية في نموذج تشييد المبنى.
والدار له جانبان متعاكسان وهذه هي السمة الرئيسية لمبنى الدار. ويوجد مبنيان منفصلان على جانبي الفناء ولهما ميزات مختلفة تماماً. ويظهر هذا التناقض منذ لحظة دخولك الدار ويظهر الاختلاف في نمط حياة سكان هذا الدار، الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى عائلات مختلفة.
وتم بناء الدار على طابقين باستخدام السلالم المصنوعة على شكل نصف دائرية، وعند دخولنا الطابق الثاني من المبنى يوجد ممر في المنتصف به نافذة من الخارج وغرفتين الذي يفصل الدار عن بعضها.
والغرفة الموجودة على الجانب الأيسر من الممر مخصصة لغرفة المعيشة وبها ثلاث نوافذ تفتح على الفناء الداخلي للدار ويمكن رؤية منظر جميل من هذا الارتفاع. اما النافذة الرابعة لهذه الغرفة تفتح على طرف الزقاق. اما الغرفة الموجودة على اليمين أصغر من الغرف الاخرى ولها نافذة واحدة فقط. ولديها أربع رفوف صغيرة على الجدران.
ويمكن رؤية الحرف والفنون التقليدية مثل النوافير المختلفة والبلاط في أجزاء مختلفة من الدار. بشكل عام يمكن القول أن هناك زخارف مختلفة في المبنى.
وهذه الزخارف الجميلة على الجدران الداخلية للفناء، والتي تشمل البلاط بألوان الفيروز والأصفر والأسود، مع البلاط الأصفر والأسود في الوسط والبلاط الفيروزي حولها. والبلاط كانت باشكال مختلفة مثل البيضوية والمثلثات والمربع وما إلى ذلك وتقع في جدران مختلفة من المبنى.
كما توجد إطارات معينية على مقدمة المبنى باللونين الأسود والأبيض ونقش عليها اسم الإمام علي(ع). وبعض إطارات هذا المبنى لها أشكال غير منتظمة مما زاد من جمالها.
توم تسجيل الدار التاريخي في قائمة الآثار الوطنية لإيران في عام 2005 كنصب تاريخي ثمين.