البث المباشر

جابر بن حيان الكوفي

الأحد 17 فبراير 2019 - 11:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 369

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن منارات الصادقين وكواكب العلم والعمل الصالح هو تلميذ الامام الصادق وصاحبه جابر بن حيان الكوفي،‌ هو من مواليد خراسان ولكنه كوفي عراقي، عام 10هـ كان ابواه في رحلة من الكوفة الى خراسان فولد هناك في خراسان وكانت منطقة عربية آنذاك فهو احد مشاهير العلم والعلماء ومن اشهر علماء العرب واول من ارسى قواعد العلم التجريبي آخذاً ذلك من الامام الصادق(ع) وله كلمة شهيرة وهذه هي «في التجارب علم مستأنف» التجارب وما نسميه اليوم بالبحث والتحقيق العلمي يعني آلان الدول تضع ميزانية ضمن ميزانيتها ميزانية خاصة بالبحث العلمي ومراكز التحقيق ومراكز التجارب والاكتشافات وهذا الاستمرار يتوالد منه معطيات جديدة واكتشافات جديدة، هذا ليس محصوراً في التاريخ المعاصر وانما وضع لنا اسسه اهل البيت، الامام الصادق(ع) كانت له هذه الكلمة «في التجارب علم مستأنف» واخذ جابر بن حيان يعمل ضمن هذه القاعدة فأشتهر بأنه واضع علم الكيمياء علم الكيمياء من العلوم الرائجة اليوم التي تسد فراغات كبيرة في مجال حياة الانسان فمؤسس هذا العلم وواضع هذا العلم هو الامام الصادق(ع) اخذه منه جابر بن حيان وحينما اتجه الاوروبيون الى العرب لينتهلوا من علومهم فما وجدوا اماماً لعلم الكيمياء سوى جابر بن حيان هذا البطل وهذا العلم، انه ولد في خراسان ولكنه هو من عائلة في الكوفة توالي اهل البيت واكثر من هذا قتل والده حيان بسبب ولاءه لعلي بن ابي طالب او بمعنى استشهد والده بسبب انه كان على خط اهل البيت، وكان جابر بن حيان صغيراً يتيماً عند بني الازد، الازديين وقال المؤرخون ان جابراً ايضاً كان مستهدفاً ونجا في حياته من الموت مراراً لانه كان هدفاً لاطراف متعددة خصوم اهل البيت وبعدهم الحساد وعلى اي حال الفاشل يكره الناجح المترقي كما يقول الاديب: 

متسافل الدرجات يحسد من غلا

اني اعذر حاسديك

كان مستهدفاً من طرف اعداء اهل البيت لانه كان شخصية تظهر عليه بوادر الخلاقية والابداع فهو ذو ذهنية وقادة وله مواهب كبيرة، امضى جابر اكثر حياته في الكوفة واتصل بالامام الصادق(ع) وكان يتطبب، طبيب بمعنى حكيم يستعمل الادوية التقليدية والعقاقير والادوية اليونانية او يسموها بالاكسير وكان يشفى الكثير من المرضى بعلاجه والف الكتب العديدة في الطب وعلوم الكيمياء والفلك وحتى في الشؤون الفلكية له كتاب اسمه الجامع في الاصطرلاب ويحتوي على الف باب ونيف من التجارب العجيبة التي تعلمها من الامام الصادق(ع)، وكل ما عنده من الامام الصادق حتى ان يعض تلاميذه كان يقول في حقه:
«حكمة اورثناها جابر عن امام صادق القول وفي لوصي طاب في تربته فهو كالمسك تراب النجف».
هذا الشاعر هو تلميذ جابر يجيد القول يقول ما في رؤوسنا من معرفة هو من جابر بن حيان وجابر اخذها من الامام الصادق والامام الصادق اخذها من آبائه الائمة انتهاءاً بباب علوم مدينة رسول الله وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع):

لوصي طاب في تربته

فهو كالمسك تراب النجف

النجف الاشرف مثوى مولى الموحدين، جابر بن حيان قدم الى المكتبة الاسلامية ثلاثمئة وستين مؤلفاً وآخرها كتاب رسائل للامام الصادق(ع) وهي خمسمئة رسالة، واتخطر قضية او مناسبة حينما افتتحت جامعة النجف الدينية في النجف الاشرف وهي في منطقة حي السعد بين الكوفة والنجف والى الآن والحمدلله تخرج الخيرة من طلاب حوزة النجف العلمية افتتحت عام 61 ميلادية اقيم احتفال مهيب لان ذلك اليوم كان التقدير والاحترام للعلماء نوعا ما قائم ولم تأتي طغمة البعث وعصابات صدام من القتلة فكانت هناك متنفس واقيم الاحتفال بمناسبة‌ افتتاح هذه الجامعة وكانت مناسبة ولادة الامام الصادق(ع) وهو يوم 17 ربيع الاول وكنت انا ممن حضر ذلك الاحتفال وقد دعي اليه من مختلف البلاد الاسلامية وكان ضمن المواد التي القيت قصيدة لاستاذنا الخطيب الشهيد الذي قتلته عصابات صدام المجرمة هذا الطيب الشهيد وهو من مشاهير خطباء النجف الاشرف وهو استاذنا بالذات السيد جواد شبر، القى قصيدة رائعة في الامام الصادق واشار فيها الى تلميذ الامام الصادق وصاحبه جابر بن حيان، اقرأ هذا المقطع الذي يرتبط بمن اتحدث عنه من الصادقين وهو جابر بن حيان يقول الشهيد: 

يا قلم التاريخ سجل لنا

يوماً من الايام معدودا

اذع فذا يوم له شأنه

كان على التاريخ مشهودا

من طبق الدنيا سوى جعفر

معارفاً تزداد ترديدا

سل بن حيان وسل غيره

كانوا على الدنيا اسانيدا

هم فتحوا للكيميا بابه

وكان منه الباب موصودا

وخلدوا الدهر بأقلامهم

افنوا ربيع العمر تسهيدا

وخلفوا اغلى تراث لنا

لو لم يكن في الناس مجحودا

علمه الامام الصادق غير الكيمياء، علمه علوم غريبة وعجيبة مثلاً صناعة ورق لا يحترق بالنار لان الحرب بين اهل البيت وخصومهم اتخذت عدة صور، اتلاف التراث وحرق المكتبات كما علمه الامام صناعة حبر يرى في الظلام لان بعض العناصر الموالية لاهل البيت كانت في زنزانات وسجون مظلمة وربما كانت هذه المادة توفر جواً يساعد على استغلال الفرصة لعطاء علمي من داخل زنزانات السجون كما كتب الشهيد الثاني وغيره في اقبية السجون مؤلفاتهم.
توفي جابر بن حيان في الكوفة عام 190هـ بعد ان قدم في حياته ذلك العطاء الثري أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة